مسؤولون سعوديون يشرحون لـ"الشرق" استراتيجية "السعودية الخضراء"

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، خلال كلمته بمنتدى "مبادرة السعودية الخضراء" المنعقد في الرياض، اعتزام المملكة العربية السعودية الوصول إلى "الحياد الكربوني" في عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني، بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية.

وقال وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي عبد الرحمن الفضلي لـ"الشرق"، السبت، إن بلاده "ستعتمد على التقنيات الحديثة والموارد المتجددة لإنجاز مبادرة التشجير"، مشيراً إلى أن المملكة حددت حتى الآن "مواقع وطريقة زراعة 452 مليون شجرة، والتي تشكل 5% من هدف مبادرة السعودية الخضراء، التي تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة".

حماية البيئة والمناخ

من جهته، قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، إن "إنشاء المركز العالمي للسياحة المستدامة، الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يهدف إلى حماية البيئة والمناخ والأعمال في قطاع السياحة"، مشيراً إلى أن "القطاع واجه في السنوات الأخيرة تحديثات بيئية مختلفة".

وأوضح الخطيب في لقاء مع "الشرق"، أن "80% من الأعمال في قطاع السياحة متوسطة وصغيرة الحجم، ونتيجة لجائحة كورونا خرجت أعمال كثيرة من السوق، جراء عدم قدرتها على الاستدامة"، لافتاً إلى أن "السياحة مسؤولة عن 8% من الانبعاثات الغازية في العالم".

ولفت الخطيب إلى أن "المركز العالمي للسياحة المستدامة، ومقره الرياض، ستشارك فيه أهم الدول حول العالم"، مضيفاً أنها "ستضع على قائمة ألوياتها الاستدامة والبيئة".

وحول ملف السياحة في المملكة، قال الخطيب إن "السياحة الداخلية حققت نمواً منذ بداية العام الجاري"، مشيراً إلى أن "نسبة السعوديين العاملين في قطاع السياحة، ارتفعت من 24% إلى 27%".

 استراتيجية الرياض للاستدامة

وفي السياق ذاته، كشف فهد الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، في مقابلة مع "الشرق"، أن استراتيجية الرياض للاستدامة تتضمن 68 مبادرة، منها ما يتعلق بالطاقة المتجددة.

وأضاف: "نهدف إلى أن يكون 50% منها عن طريق الشمس والرياح، بموازاة التركيز على تطوير النقل العام، ولا سيما من خلال مشروع مترو الرياض، الذي سيرفع نسبة استخدام النقل العام من 5% حالياً، إلى 20% خلال 10 سنوات، ما سيسهم بشكل كبير في خفض الانبعاثات. وأخيراً، العمل على أن تكون نسبة 30% من السيارات المستخدمة في المدينة كهربائية في 2030".

وشدد الرشيد في تصريح لـ"الشرق"، على أن "التنمية الاقتصادية والبيئة تسيران جنباً إلى جنب"، وأعلن أن "مجموع الاستثمارات في مشاريع وبرامج استراتيجية الرياض للاستدامة يبلغ 350 مليار ريال"، مفصحاً عن أن "أكثر من نصف هذه الأموال جرى توفيرها، ومعظم المشاريع سيجرى تنفيذها خلال السنوات الثلاث المقبلة".

وبالنسبة إلى تحديات خطة زراعة الأشجار، خصوصاً من ناحية ندرة المياه، أشار الرشيد إلى أن "الخطوة الأهم تتمحور حول تدوير المياه بشكل أكبر، إلى درجة أننا سنسعى لمعالجة كل قطرة ماء لاستخدامها في ري الأشجار، وفي تخضير مدينة الرياض".

وسبق أن أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق السبت، استراتيجية "استدامة الرياض"، وذلك بهدف تحويل العاصمة السعودية إلى واحدة من أكثر المدن العالم استدامة.

وتستهدف الاستراتيجية الجديدة خفض انبعاثات الكربون في المدينة بنسبة 50%، بالإضافة إلى ضخ 346 مليار ريال سعودي (92 مليار دولار)، في مبادرات ومشاريع الاستدامة للمدينة، وتحفيز القطاع الخاص بفرص استثمارية، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وستوفر الاستراتيجية الجديدة أكثر من 3300 حديقة متفاوتة الحجم، و43 حديقة كبرى في مدينة الرياض، بهدف تحسين أسلوب الحياة فيها، كما ستوفر مشاريع الاستدامة التي تقوم عليها الهيئة 350 ألف فرصة وظيفية، وتضيف 150 مليار ريال للاقتصاد المحلي.

توجهات هيئة محافظة العلا

من جهة أخرى، قال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا (شمال غربي السعودية) إن "50% من احتياجات الطاقة اللازمة للنمو الاقتصادي المستدام في العلا ستكون من موارد مستدامة بحلول 2035".

وكشف المدني في لقاء مع "الشرق"، أن "الهيئة ستطرح قريباً محطة مستدامة للكهرباء بطاقة 500 ميجاواط على المستثمرين"، مضيفاً أن الهيئة "تطمح إلى أن تصبح العلا الوجهة الأولى سياحياً التي تستهدف السياحة المستدامة المستندة إلى مجتمع حيوي فعال ومحافظ على تراثه بشكل مميز".

حديقة الملك سلمان

وأوضح إبراهيم السلطان، المستشار بالديوان الملكي، ورئيس المجلس التنفيذي لمؤسسة حديقة الملك سلمان، لـ"الشرق"، أن "حديقة الملك سلمان ستكون على مساحة 16 مليون متر مربع، وهي أكبر حديقة تُبنى داخل البنية العمرانية لأي مدينة بالعالم، وستصبح الرئة الخضراء لمدينة الرياض".

ولفت إلى أنه "سيتم إعادة تدوير مليون متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي المعالجة، لري الأشجار المزمع زراعتها، والبالغ عددها 7.5 مليون شجرة في الرياض وحدها".

وسبق أن أطلق الملك سلمان بن عبد العزيز في عام 2019، أربعة مشاريع نوعية كبرى في مدينة الرياض، تبلغ تكلفتها الإجمالية 86 مليار ريال، تشمل: "مشروع حديقة الملك سلمان"، و"مشروع الرياض الخضراء"، و"مشروع المسار الرياضي"، و"مشروع الرياض آرت".