أوضح موقع "تويتر" أسباب إيقاف حساب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل نهائي، لافتاً في بيان نشره، الجمعة، إلى أن آخر تغريدتين لترمب تنطويان على مضامين تُحرض أنصاره على ارتكاب مزيد من العنف، وأخطر من ذلك، ما قد يُفسر بأنه دعوة للهجوم على حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في الـ20 من يناير المقبل.
وشرح "تويتر" النهج الذي اتبعه في تطبيق سياساته بتعليق حساب ترمب، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي غرّد في الـ8 من يناير 2021، قائلاً: "75 مليوناً من الأميركيين العظماء الذين صوتوا لي، أميركا أولاً، سيكون لديهم صوت عملاق لفترة طويلة في المستقبل. لن يتم ازدراؤهم أو معاملتهم بشكل غير عادل بأي شكل من الأشكال".
وأضاف بأن الرئيس الأميركي نشر تغريدة أخرى بعد ذلك بوقت قصير، قال فيها "إلى كل أولئك الذين سألوا عن ذلك، لن أذهب إلى حفل التنصيب في الـ20 من يناير."
وتابع موقع "تويتر" في بيانه بأنه نظراً للتوترات المستمرة في الولايات المتحدة، واقتحام مبنى الكابيتول، واتباع سلوك عنيف في الـ6 من يناير 2021 ، "يجب قراءة تغريدات ترمب في سياق الأحداث الأوسع في البلاد و الطرق التي يمكن من خلالها تعبئة الجمهور، بما في ذلك التحريض على العنف، وعبر متابعة نمط سلوك هذا الحساب (ترمب) في الأسابيع الأخيرة".
وأشار "تويتر" إلى أنه "بعد تقييم اللغة المستخدمة في هذه التغريدات، قررنا أنها تنتهك سياسة تمجيد العنف، ويجب تعليق حساب (realDonaldTrump@) فوراً ونهائياً من الخدمة".
تحريض الجمهور على العنف
ولفت بيان "تويتر" إلى أن الشركة أجرت تقييماً لتغريدتي ترمب، باعتبارهما تُسهمان في "تشجيع الآخرين على تكرار أعمال العنف"، ولذلك رأى الموقع أنه "من المرجح بشكل كبير أن تشجع تلك التغريدات الناس، وتحثهم على تكرار الأعمال الإجرامية التي حدثت في مبنى الكابيتول يوم الـ6 من يناير".
ويستند هذا التحليل، وفق بيان "تويتر" إلى عدد من العوامل، هي تصريحات ترمب بأنه لن يحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في الـ20 يناير، ما يُعتبر رسالة إلى مؤيديه، تجدد التأكيد على موقفه بأن الانتخابات لم تكن شرعية، فضلاً عن أن التصريح ينطوي على تنصل من ادعاءات سابقة بأنه سيكون هناك انتقال سلس للسلطة.
وأضاف "تويتر" في بيانه بأن التغريدة الثانية لترمب قد تكون بمنزلة تشجيع لأنصاره الذين يُفكرون في أعمال عنف بأن حفل التنصيب في البيت الأبيض سيكون (هدفاً آمناً)، لتنفيذ أفعال من ذلك النوع المشابه لما حدث في الكابيتول، خاصة أنه لن يحضر، كما أعلن بنفسه.
خطة لهجوم في الـ17 من يناير
واعتبر "تويتر" خلال تحليله لمضامين تغريدات ترمب أن استخدامه عبارة "American Patriots"، أو "الوطنيون الأميركيون" لوصف بعض أنصاره، يندرج في إطار تأييد ودعم أولئك الذين اقتحموا الكابيتول خلال اجتماع أعضاء الكونغرس وتنفيذ أعمال عنف وتخريب.
وبحسب البيان، فإن وصف ترمب لمؤيديه بأن لديهم "صوت عملاق لفترة طويلة في المستقبل" وأنه "لن يتم ازدراؤهم أو معاملتهم بشكل غير عادل بأي شكل من الأشكال"، يُفسَّر بأنه مؤشر إضافي على أن الرئيس ترمب لا يخطط لتسهيل "انتقال منظم" للسلطة، بل يخطط بدلاً من ذلك لمواصلة دعم وتمكين وحماية أولئك الذين يعتقدون أنه فاز في الانتخابات.
وأوضح "تويتر" أنه بدأ يرصد عبر منصته ومواقع تواصل اجتماعي أخرى، "دعوات وخطط للاحتجاجات المسلحة المستقبلية، بما في ذلك هجوم ثانوي مقترح على مبنى الكابيتول الأميركي ومبانٍ في الـ17 من يناير 2021".
وختم "تويتر" بيانه بأنه "على هذا النحو، فإن تصميمنا هو أن التغريدتين المذكورتين من المرجح أن تُشجعا الآخرين على تكرار أعمال العنف التي وقعت في الـ6 من يناير 2021، وأن هناك مؤشرات متعددة على تلقيها وفهمها على أنها تشجيع لفعل ذلك".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعا أنصاره إلى التظاهر أمام مبنى الكابيتول في الـ6 من يناير، في اليوم ذاته الذي اجتمع فيه أعضاء الكونغرس لإقرار فوز جو بايدن رسمياً بالرئاسة، لكن المتظاهرين اقتحموا المبنى، في سابقة بالتاريخ الأميركي، أثارت انتقادات وشجباً واسع النطاق في الولايات المتحدة.