ذكرت الاستخبارات الأميركية، أن موجات كهرومغناطيسية قد تكون سبب "متلازمة هافانا" الغامضة التي أصابت دبلوماسيين وجنوداً أميركيين في العالم، مما يدعم فرضية حصول هجمات متعمدة.
وقالت مجموعة من الخبراء استشارتهم أجهزة الاستخبارات، إن موجات كهرومغناطيسية وموجات فوق صوتية منبعثة من مسافة قصيرة قد تكون تسببت في بعض "الحوادث الصحية غير الطبيعية"، كما تسمى في المصطلحات الإدارية.
وأوضح هؤلاء الخبراء حسب مقاطع من تقريرهم نشرته إدارة الاستخبارات الأميركية، إن التكنولوجيا الكفيلة بالتسبب بنوع الأعراض التي لوحظت (صداع وغثيان ودوار وحتى أضرار عصبية) متوافرة.
ومن بين مئات الحالات التي تم فحصها "لا يمكن تفسير الحوادث الصحية غير الطبيعية بظروف بيئية أو طبية، وقد تكون ناجمة عن محفزات خارجية"، كما جاء في التقرير.
وقال هؤلاء الخبراء إنه من الممكن تصميم أجهزة يسهل إخفاؤها ويمكنها إرسال موجات كهرومغناطيسية أو موجات فوق صوتية نحو شخص ما. لكنهم لم يحددوا ما إذا كانت هذه الأجهزة موجودة بالفعل ولم يخلصوا إلى أن مثل هذه الهجمات قد نُفذت بالفعل.
ويتناقض التقرير الجديد مع نتائج نشرت قبل فترة قصيرة عن عدم وجود دليل على ضلوع قوة أجنبية في هذه الأعراض الغامضة.
وكان مسؤول في الحكومة الأميركية ذكر الشهر الماضي طالباً عدم كشف هويته، أنه "من غير المرجح أن تشن أي جهة أجنبية بما في ذلك روسيا حملة عالمية طويلة الأمد لإلحاق الضرر بأفراد (السفارات الأميركية) بسلاح ما أو آلية ما".
وأوضح هذا المسؤول، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس"، أن غالبية الحالات تفسر بحالات طبية بما في ذلك أمراض غير مشخصة أو عوامل بيئية وفنية. لكن بقيت حوالى 20 حالة من دون تفسير.
ورفض الخبراء الذين نُشر تقريرهم، الأربعاء، نظريات عدة مثل استخدام إشعاع مؤين، يمكن أن ينتج عن عناصر مشعة أو كيميائية أو بيولوجية أو أسلحة صوتية أو حرارة ناجمة عن الطاقة الكهرومغناطيسية. وأكدوا أن كل هذه النظريات "غير منطقية".
تقارير أخرى
وكشفت تقارير أخرى أوردتها شبكة "إن بي سي نيوز"، أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا أن التقرير الأولي "لم يكن نتيجة نهائية لإدارة الرئيس جو بايدن أو لمجمع المخابرات بالكامل"، والتي أشارت إلى وجود العديد من التحقيقات الأخرى الجارية بشأن المتلازمة.
وأشار مسؤولون آخرون إلى أن الوكالة "ما زالت غير قادرة على تحديد مصدر عدد كبير من الحالات"، موضحين أن التقرير الأولي "لا يستبعد احتمال أن يكون سبب الحوادث الغامضة سلاح متطور".
وكان تقرير أعدته الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب عام 2020، بتكليف من وزارة الخارجية الأميركية، وجد أن طاقة التردد اللاسلكي للإشعاع التي تشمل الموجات الدقيقة، كانت على الأرجح وراء إصابة الدبلوماسيين في جميع أنحاء العالم.
التقرير لم يوجّه اتهامات، لكنه أشار إلى وجود بحث كبير في روسيا بشأن تأثيرات التعرض للموجات النبضية، بدلاً من التعرض المستمر للموجات الراديوية، وهو ما تنفيه روسيا.
وكانت صحيفة "بوليتيكو" أشارت لأول مرة، في مايو 2021، إلى أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن "وحدة تجسس روسية محترفة، كانت تقف وراء الأحداث".
وظهرت أعراض المتلازمة على دبلوماسيين أميركيين وكنديين معتمدين في كوبا للمرة الأولى في 2016، لذلك سميت "متلازمة هافانا".
ثم تم الإبلاغ عن هذه "الحوادث الصحية غير الطبيعية" في أماكن أخرى من العالم (الصين وألمانيا وأستراليا وروسيا والنمسا) وحتى في واشنطن.
وتحظى هذه الظاهرة باهتمام رفيع المستوى، إذ واصل مسؤولون حكوميون الإبلاغ عن حوادث في بلدان عبر أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية على مدار العام.
وكان أبرز هذه الحوادث إرجاء رحلة نائبة الرئيس كامالا هاريس في أغسطس 2021، من سنغافورة إلى فيتنام لأكثر من 3 ساعات، عندما أبلغ العديد من الموظفين الأميركيين عن أعراض تتفق مع "متلازمة هافانا" في هانوي.
اقرأ أيضاً: