"لي جاي-ميونج" من الفقر إلى حلم رئاسة كوريا الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 6
المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي لي جاي ميونج يشير إلى مؤيديه خلال حملة انتخابية في سوق في سيجونج قبل الانتخابات الرئاسية، كوريا الجنوبية. 12 فبراير 2022  - AFP
المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي لي جاي ميونج يشير إلى مؤيديه خلال حملة انتخابية في سوق في سيجونج قبل الانتخابات الرئاسية، كوريا الجنوبية. 12 فبراير 2022 - AFP
تشونججو (كوريا الجنوبية)-أ ف ب

يشكل مسلسل "سكويد جيمز" أو فيلم "باراسايت" مصدر إلهام على الشاشة يعكس التفاوت الاجتماعي في كوريا الجنوبية، الذي يمثل مشكلة كبرى على الصعيد الوطني، والتي ينوي لي جاي-ميونج، ابن العامل الذي نشأ في الفقر، أن يحلها إذا انتخب رئيساً.

وترك لي، المرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 9 مارس عن الحزب الديمقراطي، التنظيم اليساري الحاكم في كوريا الجنوبية، المدرسة في سن 11 ليعمل في مصنع، وأصيب بإعاقة بسبب حادث عمل وهو في سن 13 عاماً، قبل أن يرتقي السلم الاجتماعي بسرعة.

وهذا أمر نادر في بلد يشكل فيه الأصل الاجتماعي هاجساً على المستوى الوطني. ويروي لي قصته عن طفل من الطبقة العاملة تحول إلى زعيم سياسي لإقناع الكوريين الجنوبيين بأنه سيحل مشاكلهم، من ارتفاع أسعار السكن إلى بطء النمو وصولاً إلى معدل البطالة العالي في صفوف الشباب.

ومن الدخل الأساسي إلى دعم علاجات تساقط الشعر، فإن برنامج لي جاي ميونج مليء إلى حد ما بإجراءات خارجة عن النمطية، أفكار يقدمها المرشح على أنها ثمرة الفقر الذي عاشه في شبابه.

مرشح شعبوي

وقال لي: "يمكنك أن تشعر بالأسف على الأشخاص الذين يرتجفون في الخارج من البرد فيما تجلس في منزلك الدافىء، لكن لن تكون قادراً أبداً على فهم معاناتهم".

وتصف المعارضة اقتراحاته بأنها شعبوية. تتهمه بـ"شراء أصوات" والسعي إلى "إغراق الجيل القادم في الديون". لكن الفضائح هي التي تهيمن على الحملة حتى الآن. ويواجه لي انتقادات بسبب صفقة عقارات مشبوهة كما تسري شائعات عن روابطه بالمافيا فيما اتهمت زوجته باستخدام المال العام بشكل غير قانوني.

والسنة الماضية، نشر فريق حملته صورتين، إحداهما تظهره وهو شاب شعره أشعث بملابس بالية، والأخرى تظهر يون سوك يول مرشح حزب سلطة الشعب (يميني) مرتدياً ربطة عنق في سن المراهقة.

وهذا التناقض بين يون الطفل الغني ولي الذي كان يعتاش والداه من تنظيف المنازل، يبدو أنه أعجب بعض ناخبي اليسار. وكتب على لافتة خلال تجمع انتخابي في تشونججو وسط البلاد، "وحدهم الذين عرفوا الجوع يفهمون دموع الناس العاديين".

ولكن، هل سيكون ذلك كافياً لإيصال لي إلى الرئاسة؟ في الوقت الراهن يتعادل المرشحان في استطلاعات الرأي تقريباً. فقد اظهر استطلاع في 16 فبراير أن يون يتقدم بفارق نصف نقطة على منافسه. والمناظرات الثلاث التي ستجري بينهما قبل الانتخابات قد تكون حاسمة.

ورغم أن بعض القادة مثل الرئيس السابق روه مو-هيون يتحدرون من عائلات متواضعة، فإن الطبقة السياسية الكورية الجنوبية تهيمن عليها بشكل كبير البرجوازية الناجحة وشبكات النفوذ التابعة لها.

مناصر الفقراء

ولم يسبق في كوريا الجنوبية أن وصل طفل من طبقة عمالية إلى مستويات عالية اجتماعياً مثل لي جاي-ميونج كما يقول لي سانج دون وهو نائب سابق قام بتدريس القانون للمرشح المستقبلي في الثمانينيات.

وبدأ لي جاي-ميونج (57 عاماً) حياته المهنية في سن الحادية عشرة في مصنع للقفازات. وتذكر قائلاً، "لقد كانت فترة قمعية. كان أرباب العمل يرتدون الزي العسكري ويضربون العمال الشباب".

وأضاف "أدركت أنني لن أفلت من الضرب إلا إذا أصبحت مديراً، ولذلك يجب أن يكون لدي شهادة جامعية".

وفي سن 13 عاماً، علقت ذراعه في آلة وبقي معوقاً مدى الحياة. وبعدما فكر في الانتحار، بدأ بتلقي دروس مسائية ثم التحق بكلية الحقوق، وأصبح محامياً ومتخصصاً في حقوق الإنسان ودخل معترك السياسة عام 2010.

وفي عام 2018، تم انتخابه حاكماً لمقاطعة جيونججي الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد والتي تشمل ضواحي العاصمة سول بأكملها.

وفي 2019، عندما أصبحت قضية التفاوت الاجتماعي موضوع قلق كبير في المجتمع الكوري الجنوبي، برز من خلال توزيع علاوة على الشباب في مقاطعته. كما فرض تقديم الملابس المدرسية مجاناً والرعاية للحوامل. وفي 2020، عند بدء تفشي وباء كورونا، أنشأ صندوق مساعدات ووزع مباشرة الأموال على سكان مقاطعته.

وعد لي بتوسيع نطاق الدخل الأساسي العام الذي اعتمده في مقاطعته ليصل إلى كل الدولة، وتخصيص مليون وون (833 دولار) سنوياً لكل مواطن كوري جنوبي بالغ.

وقال: "اضطررت للعمل في المصنع لأنني لم أكن قادراً على دفع تكاليف المدرسة"، مضيفاً: "خرجت من الفقر، لكن كثيرين حولي لا يزالون غارقين فيه. أريد تغيير النظام".

تصنيفات