من هو المدير المالي الغامض الذي عزز أرباح "تيسلا"؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
زاكاري كيركورن - bloomberg
زاكاري كيركورن - bloomberg
دبي - بلومبرغ

حققت شركة "تيسلا" أرباحاً فصلية للمرة السادسة على التوالي، وكان الربع الأخير هو الأول في تجاوز قيمة الأرباح حاجز المليار دولار.

يأتي ذلك بعد أن شهدت الشركة عاماً مواتياً في 2020، إذ قفزت أسهمها، وانضمت إلى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" وباعت ما يقرب من نصف مليون سيارة.

وقبل عامين، كان صانع السيارات الكهربائية الرائد في العالم، والرئيس التنفيذي لـ"تيسلا"، إيلون ماسك، يمر بوقت عصيب، وأبلغ موظفيه في خطاب مفتوح في يناير 2019، بأن الشركة بحاجة إلى خفض عدد الموظفين بنسبة 7%، وتعزيز معدلات إنتاج سيارة "موديل 3" للحفاظ على وجودها، وفي وقت لاحق، قال للمحللين إن "تيسلا" بحاجة إلى خفض التكاليف وأسعار مركباتها لتجنب الإفلاس.

وكان هناك أمرٌ آخر، فمع اقتراب إعلان الأرباح، ألقى ماسك قنبلة مفاجئة، وهي تقاعد ديباك أهوجا، الذي عمل مديراً مالياً في "تيسلا" لفترة طويلة، وعمل سابقاً في "فورد موتور"، ليحل مكانه بعد فترة انتقالية قصيرة زاكاري كيركورن، وهو عضو غير معروف في الفريق المالي.

انهيار الأسهم

في ذلك الوقت، شعر المستثمرون بالقلق، وتساءلوا: هل كان رحيل أهوجا دليلاً آخر على حالة الاضطراب وهروب المواهب التنفيذية؟ خاصة أن فريق العلاقات العامة في "تيسلا" لم تكن لديه سيرة ذاتية أساسية، أو صورة لكيركورن، وبالتالي تسبب هذا الإعلان المفاجئ في انهيار أسهم الشركة.

ولا يزال كيركورن، صاحب الـ 36 عاماً، غامضاً إلى حد ما، بالنسبة للمستثمر العادي، لكنه وضع بصمته الخاصة، إذ دعم الميزانية العمومية لـ"تيسلا" بسلسلة من الزيادات الناجحة لرأس المال، وقدم نهجاً أكثر تحفظاً في التنبؤات، وانضباطاً أكثر في خفض التكاليف، ما ساعد "تيسلا" على التصرف بشكل أشبه بشركة مندرجة ضمن مؤشر "ستاندرد آند بورز"، الذي اندرجت فيه بالفعل عام 2020.

ويقول الشريك الإداري لشركة الاستثمار المالي "لوب فينشرز"، جين مونستر: "لا يزال الناس لا يعرفون حقاً من هو زاكاري، لكنهم يعرفون ما فعله، إنه شخص خجول، ولا أعتقد أنه يحب التحدث علناً، لكن تعيينه كان تحولاً ملحوظاً بالنسبة لتيسلا".

تفوق بالأرقام

وعلى الرغم من أن كيركورن يشارك في جميع مكالمات أرباح "تيسلا"، فإنه ليس أساسياً في المؤتمر، وكما قال العديد من المحللين المعنين إنهم لم يتحدثوا معه أبداً عبر الهاتف، ولم يرد التنفيذيون في "تيسلا" على رسالة بريد إلكتروني حول هذا الوضع.

لكن الأرقام تصدح بصوت مسموع، إذ تفوق كيركورن وفقاً لمقاييس أداء معظم المديرين الماليين، إذ ارتفعت أسهم "تيسلا" أكثر من 1300%، خلال فترة توليه منصبه، وفي اليوم الذي أعلن فيه ماسك أن كيركورن سيتولى مسؤولية الإدارة المالية في 30 يناير 2019، كانت القيمة السوقية لشركة "تيسلا" تبلغ 53 مليار دولار، لكنها قُدرت بنحو 835 مليار دولار في إغلاق أواخر يناير من هذا العام، وبهذه الوتيرة، ربما لا يكون تقييم التريليون دولار بعيد المنال. 

ولا تتعلق القيمة السوقية المرتفعة لـ"تيسلا" بالتخطيط المالي، بقدر ما تتعلق بعمل صانع السيارات بشكل مباشر على مشاكل الإنتاج، والقلق المتزايد بشأن تغير المناخ، والهوس بالسيارات الكهربائية في وول ستريت. لكن كيركورن استغل نجاح الشركة في بناء ميزانية محصنة، مع جني 12 مليار دولار في عام 2020 فقط، وأبلغت الشركة عن أرباحها، لكنها تفوقت أيضاً على المحللين في لعبة التوقعات، وغالباً ما باتت تتجاوز تقديراتهم الإجمالية.

وقال أحد المستثمرين، غاري بلاك: "أنا لا أعرف زاك شخصياً، لكنه دفع تيسلا للحد من الوعود وتحقيق إنجازات أكثر، يبدو أن تيسلا أصبحت أكثر انضباطاً في عهده".

وبالتأكيد، لن يكون الجميع من المعجبين، لأن مدير صندوق التحوط، ديفيد أينهورن، شكك بهذا الموضوع، وهو الذي لطالما انتقد "تيسلا" وقلل من أسهمها، علناً في الممارسات المحاسبية لصانع السيارات.

وفي تغريدة له في أبريل الماضي، تحدى رئيس صندوق التحوط "غرين لايت كابيتال"، كلاً من المدير المالي، وماسك، بإمكانية شرح التناقضات التي ادعى أينهورن تواجدها في حسابات الشركة، كما وصف ارتفاع سهم "تيسلا" بأنه مجرد بدعة.

منقذ "تيسلا"

ويعد كيركورن واحداً من بين 4 مسؤولين تنفيذيين يديرون أكثر صانعي السيارات قيمة في العالم، في حين أن ماسك، صاحب الـ 49 عاماً، يعد الوجه الرئيسي للشركة وصوتها.

والتحق كيركورن، بجامعة بنسلفانيا كجزء من برنامج "جيروم فيشر" في الإدارة والتكنولوجيا، وهو برنامج أتاح له التخرج في عام 2006 بشهادتي بكالوريوس، الأولى في الاقتصاد من كلية وارتون للهندسة الميكانيكية، والثانية في الميكانيكا التطبيقية من هندسة بنسلفانيا، وكان ماسك قد التحق أيضاً بجامعة بنسلفانيا.

 وتدرب كيركورن لفترة وجيزة في شركة "مايكروسوفت"، ثم ​​تولى منصب محلل أعمال لدى شركة الاستشارات الإدارية الأميركية "ماكينزي وشركاه"، وهو المكان الذي التقى فيه بشريكة حياته، وفقاً لإعلان زفاف نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2018.

وبحسب السجلات العامة، يمتلك الزوجان منزلاً في تلال أوكلاند بولاية كاليفورنيا، في مكان ليس بعيداً عن المقر الرئيسي لشركة "تيسلا" في بالو ألتو في كاليفورنيا. وفي عام 2010، انضم كيركورن إلى فريق عمل "تيسلا" كمحلل أول في قسم الشؤون المالية، ثم غادر بعد 18 شهراً لمتابعة درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال، التي قال ماسك إنها ليست ضرورية.

وبعد التخرج، عاد كيركورن وعمل تحت إشراف المدير المالي السابق، أهوجا وجيسون ويلر، الذي شغل منصب المدير المالي للشركة بين عامي 2015 و2017. وفي ديسمبر الماضي، أصدرت "تيسلا" أول تقرير لها عن "التنوع والإدماج"، الذي ظهر فيه كيركورن في قسم بعنوان "الفخر بموظفينا"، وأشار إلى ترقيته 5 مرات.

ويمتلك كيركورن حساباً على موقع "تويتر"، لكن تغريداته محمية، لذا عندما أعلنت "تيسلا" عن إجمالي عمليات التسليم في بداية يناير 2021، شارك الأمر عبر موقع "لينكد إن"، وكتب في منشور: "نصف مليون سيارة في عام 2020! تهانينا لفريق تيسلا ولعملائنا الجدد، وأولئك الذين يدعمون رحلتنا، نتطلع إلى عام مثير آخر".

* هذه المادة من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ

اضغط هنا لقراءة النص الأصلي من المصدر