فرضت محكمة في موسكو، مساء الثلاثاء، غرامة على المحررة في التلفزيون الحكومي مارينا أوفسيانيكوفا، التي قاطعت البث على الهواء بلافتة تحتج على الغزو الروسي لأوكرانيا، وقيامها بتصوير مقطع فيديو يدين الحرب.
ووفق صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، قضت المحكمة بتغريم مارينا أوفسيانيكوفا، مبلغ 30 ألف روبل (ما يعادل 280 دولاراً) لانتهاكها النظام العام ببث هذا الفيديو، الذي حثت فيه الروس على "الاحتجاج على الحرب"، ووصفت فيه ما يحدث في أوكرانيا بأنه "جريمة مكتملة الأركان"، كما وصفت روسيا بأنها "الطرف المعتدي". وأكدت أن "مسؤولية هذا العدوان تقع على عاتق رجل واحد، هو فلاديمير بوتين".
ولا تزال أوفسيانيكوفا تخضع للتحقيق بشأن هذا الاحتجاج، الذي ظهرت فيه على الهواء لبضع ثوان، أثناء بث نشرة الأخبار المسائية الرسمية في روسيا، حيث رفعت لافتة كُتب عليها "أوقفوا الحرب، لا تصدقوا الدعايا، إنهم يكذبون عليكم"، وهتفت: "أوقفوا الحرب، لا للحرب".
استجواب لمدة 14 ساعة
ويخشى أنصار أوفسيانيكوفا من أن تتلقى حكماً يصل إلى السجن 15 عاماً بموجب القانون الجديد، الذي يجرم أعمالاً مثل "تشويه سمعة القوات المسلحة الروسية"، ونشر "أخبار كاذبة" حول الصراع.
واعتقلت الشرطة أوفسيانيكوفا فور بث هذا الاحتجاج، واحتجزتها طوال الليل فيما كان محاموها يبحثون عنها.
وفي بيان مقتضب بعد جلسة الاستماع، قالت أوفسيانيكوفا إن "الشرطة استجوبتها لمدة 14 ساعة، ولم تسمح لها بالنوم، أو الاتصال بأقاربها، أو التواصل مع مستشار قانوني"، وفقاً لما أوردته "فاينانشال تايمز".
ويمثل احتجاج أوفسيانيكوفا، الذي يُعد الأول من نوعه، التعبير الأبرز عن حالة الاستياء العامة التي تجتاح روسيا بعد مرور ثلاثة أسابيع على الحرب.
استقالات
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأوفسيانيكوفا، لأنها "قالت الحقيقة"، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيمنحها "حق اللجوء أو الحماية" في سفارة بلاده في موسكو.
وتقدم موظفون آخرون في التلفزيون الحكومي الروسي باستقالاتهم احتجاجاً على ما حدث لزميلتهم، وشملت قائمة المستقيلين ليليا جيلدييفا، المذيعة في قناة "NTV" التابعة للدولة، والعديد من العاملين في شبكة RT الإخبارية الناطقة بالإنجليزية والممولة من الدولة.
"أعمال شغب"
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للصحافيين إن احتجاج أوفسيانيكوفا يمثل "عملاً من أعمال الشغب"، وينطوي على "بعد خاص ومسؤولية خاصة" لحدوثه عبر بث تلفزيوني مباشر.
وفي السياق، قالت مارجاريتا سيمونيان، رئيسة التحرير في شبكة RT ، إن توجيه "اتهامات تتعلق بارتكاب جنحة بحق أوفسيانيكوفا، تظهر أن روسيا أكثر تقبلاً للمعارضة من الغرب".
وكتبت سيمونيان على تطبيق "تليجرام": "لقد اعتادوا على استهداف أعين فتياتهم المحتجات بالرصاص المطاطي، ويفكرون: ماذا يمكن أن يصدر عن حيوانات مثلنا؟ نتركها في الفضاء العام؟ لن يحدث لها شيء. على الرغم من الضجة".