تقرير: كوريا الشمالية استأنفت بناء مفاعل نووي خامد منذ سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة قمر صناعي تُظهر لمحة عامة عن مفاعل بقدرة 50 ميجاواط ونشاط تنقيب جديد في مجمع يونجبيون النووي في يونجبيون، كوريا الشمالية- 7 مايو 2022 - REUTERS
صورة قمر صناعي تُظهر لمحة عامة عن مفاعل بقدرة 50 ميجاواط ونشاط تنقيب جديد في مجمع يونجبيون النووي في يونجبيون، كوريا الشمالية- 7 مايو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أفاد تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، بأن كوريا الشمالية استأنفت خلال الأسابيع الماضية البناء في مفاعل نووي متوقف منذ مدة طويلة، وحال اكتماله سيزيد من قدرة بيونج يانج على إنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية.

ونقلت الشبكة عن مصدر وصفته بأنه مطّلع على تقارير الاستخبارات الأميركية الأخيرة بشأن هذه المسألة وصور التقطتها الأقمار الصناعية قوله، إنه "في حال اكتمال البناء بهذا المفاعل، فإنه سيزيد بشكل كبير من قدرة كوريا الشمالية على إنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية".

وقال خبراء في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية ومقره كاليفورنيا، بعد تحليلهم صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "ماكسار" لتكنولوجيا الفضاء في كولورادو خلال أبريل ومايو، إن بيونج يانج "استأنفت بناء المفاعل الثاني في مجمع يونجبيون النووي بعد سنوات من التوقف".

مفاعل أكبر بـ10 مرات

وأشار التقرير إلى أن هذا المفاعل أكبر بحوالي 10 مرات من المفاعل النووي الحالي في "يونجبيون"، والذي يعمل منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي.

وقالت "سي إن إن" نقلاً عن مصدر مطلع على الوضع لم تكشف هويته، إن "المسؤولين الأميركيين على دراية بالنشاط الأخير في يونجبيون ويراقبونه عن كثب"، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية "لا تحاول إخفاء جهودها لاستئناف البناء في المفاعل المعني".

وأضاف: "هذا يبدو دليلاً ظاهرياً على التقدم والطموحات النووية لكوريا الشمالية"، لافتاً إلى أن "البناء الجديد في مفاعل يونجبيون يتماشى مع هدف بيونج يانج المتمثل في إثبات أنها دولة مسلّحة نووياً".

ولفت المصدر إلى أن هناك الكثير من الأنشطة التحضيرية المطلوبة قبل أن تتمكن أي دولة من البدء في البناء في مفاعل نووي، موضحاً أن الأنشطة التحضيرية "تتعلق بالتخطيط والأهداف التي طال أمدها".

زيادة إنتاج البلوتونيوم 

وقال جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد "ميدلبري"، إنه "يصعب تقدير مدى السرعة التي يمكن أن تكمل بها كوريا الشمالية بناء المفاعل، لكن بمجرد تشغيله، يمكن أن يسمح بزيادة إنتاجها من البلوتونيوم للأسلحة النووية بعشرة أضعاف".

وأضاف:" أعتقد أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة توفر أول مؤشر لا لبس فيه على أن كوريا الشمالية تتحرك لإكمال المفاعل، وعلى وجه التحديد، تظهر الصور أن كوريا الشمالية تربط حلقة التبريد الثانوية للمفاعل الذي تبلغ طاقته 50 ميجاوات بمضخة على النهر".

وتابع: "في صورة تعود لـ20 أبريل الماضي، تظهر معدّات البناء وكذلك ما يبدو أنه أجزاء من الأنابيب، لكن بحلول 7 مايو الجاري، كانت كوريا الشمالية قد طمرت الأنبوب".

ولفت لويس إلى أن اتصال حلقة التبريد "يساعد في تفسير الأنشطة الأخرى التي شوهدت في مفاعل 50 ميجاوات في السنوات الأخيرة"، مشيراً إلى الهدم الملحوظ للمبنى، العام الماضي، كان يعتقد أنه يضم حلقة تبريد للوقود المستنفد.

وأضاف: "ربط حلقة التبريد الثانوية يوحي، بعد فوات الأوان، بأن هدم مبنى الوقود المستنفد الواضح كان علامة مبكرة على أن كوريا الشمالية تعتزم إكمال بناء المفاعل".

"نزع السلاح"

في السياق، رفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) مارتن ماينرز، التعليق عندما سُئل عما إذا كانت هناك معلومات استخباراتية محددة تشير إلى أن كوريا الشمالية اتخذت خطوات جديدة لاستكمال بناء المفاعل في "يونجبيون".

وأضاف: "مع ذلك، كنّا واضحين للغاية بشأن التهديد الذي تشكله البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، والتزامنا بالدفاع عن جمهورية كوريا واليابان والوطن الأميركي، وهدفنا المشترك المتمثل في نزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية".

وأوقفت كوريا الشمالية بناء المفاعل النووي في "يونجبيون" عام 1994 في إطار اتفاقها مع الولايات المتحدة.

وذكرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق من هذا الشهر، أن تقييماً للجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات رجّح أن تكون كوريا الشمالية مستعدة لاستئناف التجارب النووية تحت الأرض على المدى القريب.

ويخلص التقييم إلى أن حكومة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون تجري استعدادات في منشأة أخرى، هي موقع "بونجي ري" للتجارب النووية، وقد تكون مستعدة لإجراء اختبار بحلول نهاية مايو الجاري.

ووفقاً لـ "سي إن إن"، فقد تم رصد علامات لنشاط الأفراد والمركبات في الموقع من خلال صور الأقمار الاصطناعية، لكن المسؤولين لا يعرفون ما إذا كان النظام قد وضع مواد نووية في أحد الأنفاق تحت الأرض في موقع الاختبار الذي تراقبه الولايات المتحدة عن كثب.

وحال أجرت كوريا الشمالية تجربة، فستكون هذه سابع تجربة نووية تحت الأرض لبيونج يانج والأولى منذ ما يقرب من 5 سنوات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات