تقرير: كوريا الشمالية تستخلص البلوتونيوم لصنع مزيد من الأسلحة النووية

time reading iconدقائق القراءة - 6
مجمّع "يونغبيون" النووي الكوري الشمالي قبل تدمير برج التبريد (يمين) - 27 يونيو 2008 - REUTERS
مجمّع "يونغبيون" النووي الكوري الشمالي قبل تدمير برج التبريد (يمين) - 27 يونيو 2008 - REUTERS
سيول - أ ب

أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية أخيراً أن كوريا الشمالية تحاول استخلاص البلوتونيوم، لصنع مزيد من الأسلحة الذرية، في أبرز منشآتها النووية، بعد أسابيع على تعهد الزعيم كيم جونغ أون بتعزيز الترسانة النووية لبلاده.

واعتبر موقع "38 نورث"، المتخصص في شؤون كوريا الشمالية أن الصور تشير إلى تشغيل محطة بخار تعمل بالفحم، في مجمّع "يونغبيون" النووي، بعد نحو سنتين على توقفه. ولوحظ دخان يتصاعد من مدخنة المصنع، في أوقات مختلفة من أواخر فبراير ومطلع مارس.

وأفاد الموقع بأن ذلك يشير إلى أن "الاستعدادات لإعادة معالجة الوقود المستنفد، قد تكون جارية لاستخلاص البلوتونيوم اللازم لصنع أسلحة نووية لكوريا الشمالية". واستدرك أن "ذلك قد يعني أيضاً إعداد المنشأة، للتعامل مع نفايات مشعة".

"انتهاك لقرارات مجلس الأمن"

جاء ذلك بعدما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قبل أيام، إن منشآت نووية في كوريا الشمالية واصلت العمل، مشيراً إلى تشغيل محطة للبخار تُستخدم في مختبر الكيماويات الإشعاعية في "يونغبيون"، وهو منشأة يُستخرج فيها البلوتونيوم، من خلال إعادة معالجة قضبان الوقود المستنفد، المنزوعة من المفاعلات.

وقال غروسي لمجلس محافظي الوكالة الذرية: "لا تزال النشاطات النووية لكوريا الشمالية مصدر قلق بالغ. إن استمرار برنامجها النووي يُعدّ انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهذا أمر مؤسف جداً".

وأفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن البلوتونيوم هو أحد مكوّنين أساسيّين لصنع أسلحة نووية، إضافة إلى اليورانيوم مرتفع التخصيب. ويحتوي مجمّع "يونغبيون"، شمال العاصمة بيونغ يانغ، على مرافق لإنتاج كلا المكوّنين. وليس واضحاً مقدار البلوتونيوم المُستخدم في صنع أسلحة نووية، أو اليورانيوم مرتفع التخصيب، الذي أُنتج في "يونغبيون"، ومكان تخزينه في كوريا الشمالية.

وتختلف تقديرات خارجية بشأن الترسانة النووية لبيونغ يانغ. ففي عام 2018، قال مسؤول كوري جنوبي إنها قد تمتلك بين 20 و60 قنبلة.

ترمب وكيم

وبلغت الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة، واستهدفت إقناع كوريا الشمالية بالتخلّي عن برنامجها النووي، مقابل منافع اقتصادية وسياسية، طريقاً مسدوداً منذ انهيار قمة جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكيم جونغ أون، في مطلع عام 2019.

ورفض ترمب طلب كيم تخفيفاً واسعاً للعقوبات المفروضة على بلاده، في مقابل تفكيك مجمّع "يونغبيون"، في ما اعتُبر خطوة محدودة لنزع السلاح النووي، إذ إن كوريا الشمالية أنتجت أسلحة ذرية، ويُعتقد أنها تدير منشآت أخرى سرية لصنعها.

وفي يناير الماضي، تعهد كيم بتوسيع الترسانة النووية لكوريا الشمالية، وكشف عن أنظمة تسلّح متطوّرة تستهدف الولايات المتحدة، معتبراً أن مصير العلاقات بين الجانبين يعتمد على إنهاء واشنطن سياستها العدائية إزاء بيونغ يانغ.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن خبراء يرجّحون أن يكون كيم يحاول الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للعودة إلى الدبلوماسية وتخفيف العقوبات عن كوريا الشمالية.