الأقمار الصناعية ترصد محاولة كوريا الشمالية إخفاء مواقع تخزين "نووية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتابع حدثاً غير محدد الوقت والتفاصيل ممسكاً بمنظار مقرب - REUTERS
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتابع حدثاً غير محدد الوقت والتفاصيل ممسكاً بمنظار مقرب - REUTERS
دبي- الشرق

كشفت صور حديثة للأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية قامت بأشغال بناء خلال العام الماضي حول موقع لتخزين الأسلحة النووية قصد إخفائه عن أقمار التجسس الغربية، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

ونشرت الشبكة الإخبارية صوراً التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لشركة "ماكسار تكنولوجيز" يوم 11 فبراير الماضي، تُظهر بنايات جديدة بالقرب من مداخل الأنفاق المؤدية إلى موقع "يونغ دوك تونغ" (Yongdoktong) النووي.

ونقلت "سي إن إن" عن جيفري لويس، وهو خبير في معهد ميدلبري للدراسات الدولية أن "الصور القديمة التي التقطتها ماكسار تُظهر مداخل واضحة للأنفاق في ديسمبر 2019، بينما تظهر في الصور التي التقطتها في فبراير 2021 هايكل على شكل بنايات" أمام مداخل الأنفاق.

إخفاء أسلحة 

وأكد مسؤول في إحدى وكالات الاستخبارات الأميركية لـ"سي إن إن" أن الولايات المتحدة حددت في السابق موقع "يونغ دوك تونغ" كمكان محتمل لتخزين الأسلحة النووية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد حتى اليوم أن كوريا الشمالية تُخفي أسلحتها النووية في الموقع ذاته.

ولفتت الشبكة إلى أن هذه الصور الجديدة تثبت اعتقاد وكالات الاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية تستمر في تطوير الأسلحة النووية، بينما تقوم في الوقت ذاته بأخذ مزيد من الخطوات الاحترازية لإخفاء مخزونها الذي راكمته من الأسلحة.

وأكد مسؤولان سابقان في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لـ"سي إن إن"، أن البنايات الجديدة حول موقع "يونغ دوك تونغ" ستثير اهتمام وكالات الاستخبارات الأميركية، التي تراقب بشكل مستمر المنشآت التي يحتمل أن كوريا الشمالية تستخدمها ضمن برنامجها النووي.

عين على بايدن

وتأتي هذه التطورات في وقت يبحث فيه المشرعون الأميركيون وحلفاء الولايات المتحدة تفاصيل السياسة الجديدة، التي ينوي الرئيس الأميركي أن ينهجها بخصوص كوريا الشمالية.

ولفتت "سي إن إن" إلى أن المشرعين الأميركيين يتوقعون أن يعلن بايدن سياسته الجديدة بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي في غضون أسابيع قليلة.

وأعلنت كوريا الجنوبية، الثلاثاء، أن مسؤولين في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بحثا خطوات تجريها إدارة الرئيس جو بايدن، بشأن السياسة الأميركية الجديدة، إزاء كوريا الشمالية.

وأشار ناطق باسم الرئاسة في سيول إلى أن مدير الأمن القومي لدى الرئيس الكوري الجنوبي سوه هون، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قيّما الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة الكورية، وتبادلا معلومات حول مراجعة واشنطن الجارية لاستراتيجيتها تجاه كوريا الشمالية، خلال اتصال هاتفي استمر نحو ساعة.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي اتفق مع نظيره الأميركي جو بايدن مطلع الشهر الماضي، خلال أول اتصال هاتفي بينهما، على إعداد استراتيجية شاملة بشأن كوريا الشمالية، من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.

إصرار كوري

وذكرت شبكة "سي إن إن" أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ما زال متمسكاً بأسلحته النووية، حتى بعد مرور عام شكّل أكبر تحدياً لحكمه الذي دام عقداً تقريباً.

وأعلن كيم في يناير الماضي في مؤتمر حزب العمال الثامن - وهو اجتماع للنخبة الحاكمة في كوريا الشمالية - أن بلاده تخطط لتعزيز برامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية الخطرة بالفعل بأسلحة جديدة ومتطورة، مثل الأسلحة النووية التكتيكية المصممة للاستخدام في ساحة المعارك والرؤوس الحربية المصممة للتهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي أميركية الصنع.

رسالة واضحة

وتشير "سي إن إن" إلى أن رسالة كيم واضحة وضوح الشمس، إذ قال إن كوريا الشمالية تحتاج حالياً إلى أسلحتها النووية لردع الولايات المتحدة "بغض النظر عمّن في السلطة، وبغض النظر عن التكلفة".

لكن الشبكة الأميركية قالت إن خطط القائد الشاب الطموحة لتحديث ترسانته النووية ستثبت أنها باهظة الثمن، في وقت تشح فيه الأموال في البلاد بالفعل. 

وقطعت كوريا الشمالية طواعية آخر علاقاتها المحدودة مع العالم الخارجي في عام 2020 لمنع تدفق فيروس كورونا، وشمل ذلك قطع كل التجارة مع بكين تقريباً، وهي شريان الحياة الاقتصادي الذي تحتاج إليه الدولة الفقيرة لحماية شعبها من الجوع.

اقرأ أيضاً: