"حديقة الحيوانات الأليفة".. مركز أسلحة روسية في قلب نيفادا الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
منشأة تدريب في قاعدة نيليس الجوية بولاية نيفادا الأميركية وتضم مجموعة من الأسلحة السوفيتية - 29 مايو 2022 - wsj.com
منشأة تدريب في قاعدة نيليس الجوية بولاية نيفادا الأميركية وتضم مجموعة من الأسلحة السوفيتية - 29 مايو 2022 - wsj.com
دبي- الشرق

يضم أحد المستودعات العتيقة في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا الأميركية، بعض أسرار الحرب الباردة التي تراكمت على مدار السنين من المعارك القديمة، ليتحول إلى منشأة تعطي لمحة عن قرب للأسلحة السوفيتية التي استخدمت آنذاك، وعن كيفية وصولها إلى أيدي الأميركيين.

ومن ضمن الأسلحة المعروضة في المستودع المفتوح للزوار، المقاتلة "MiG-29"، والتي كانت تُعتبر سابقاً أحد الطائرات السوفيتية الأكثر رعباً، بسبب قدراتها القتالية في المعارك الجوية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

ويُمكن للزوار أيضاً مشاهدة منظومة "إس إيه-13"، وهي منظومة صواريخ أرض-جو سوفيتية متنقلة، والمروحية الهجومية "إم آي -24 هايند" التي استخدمها السوفييت بكثافة في أفغانستان، حيث أصبحت هدفاً لصواريخ "ستينجر" التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" إلى أوكرانيا.

"حديقة الحيوانات الأليفة"

وبالنسبة إلى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، تسمح هذه العينات الثمينة من الترسانة السوفيتية بـ "الاستفادة من المعدات الأجنبية"، أو دراسة أسلحة دولة أخرى". وأطلق الزوار المحبين للاطلاع على المنشأة لقب "حديقة الحيوانات الأليفة"، بحسب "وول ستريت جورنال".

وجذب الغزو الروسي لأوكرانيا الاهتمام مرة أخرى لحديقة "الحيوانات الأليفة"، والتي وصفتها الصحيفة بأنها "شبه مقبرة للأسلحة القديمة".

ورغم أن معظم هذه الأسلحة يعود تاريخها إلى عقود مضت، تمثل الحرب في أوكرانيا، التي غالباً ما يستخدم طرفيها أسلحة سوفيتية قديمة، تذكيراً للسبب وراء تواجد هذه المجموعة.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن أصول بعض الأسلحة يكتنفها غموض الجواسيس، ومهربي الأسلحة، والمنشقين في الحرب الباردة، موضحة أن بعضها تم الاستيلاء عليها في الحرب، مثل المروحية الهجومية "إم آي-24" التي استولت عليها القوات الأميركية من الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى.

وقال المقدم بريان ريدستون، قائد السرب الاستخباراتي رقم "547" التابع لسلاح الجو الذي يُدير المنشأة، للصحيفة الأميركية: "لا نحب أن نقول إنها غنيمة حرب"، وفضّل أن توصف بأنه "استحواذ للمساعدة في تعليم وتدريب مقاتلينا الحربيين".

وأضاف ريدستون الذي كان في الصف الثاني وقت انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، أن "الجيش يجب أن يتأكد من أنه لا ينسى ما تعلمه من القتال ضد الأسلحة الروسية في الماضي، خاصة إذا كان بعض هذه الأسلحة يستخدم في النزاع الأوكراني".

"النسور الحمراء"

وأوضحت الصحيفة أن السبب وراء جمع المعدات يعود إلى حرب فيتنام، عندما تكبدت الطائرات الأميركية خسائر كبيرة أمام نظيراتها السوفيتية. وبهدف فهم أسباب هذه الخسائر، استولت الولايات المتحدة سراً على طائرات سوفيتية واستخدمتها في اختبار سري أُجري في نيفادا باسم "النسور الحمراء".

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإنهاء اختبارات "النسور الحمراء"، قررت القوات الجوية رفع ستار السرية عن بعض الأسلحة الأجنبية التي استولت عليها. 

وفي عام 1993، رفعت القوات الجوية السرية عن منشأة التدريب على مواجهة التهديدات، وفتحت أبوابها للجمهور العام في عام 1996.

وقال ريدستون: "لقد أمضينا وقتاً طويلاً في التدريب والعمل على هذه المعدات، ولذلك لم نرغب في التخلص منها في ساحة الخردة".

"قيمة تدريبية"

ومنذ تسعينات القرن الـ20، استخدمت الاستخبارات المعدات للمساعدة في تطوير أساليب وإجراءات لمساعدة أفراد الجيش الأميركي الذين قد ينتهي بهم الأمر بالقتال في حروب ضد هذه الأسلحة.

وأضاف المقدم الأميركي، أنه لا يحب اسم "حديقة الحيوانات الأليفة"، لأنه "يعزز الرواية التي تقول إنه متحف، وإنه لا يحتوي على قيمة تدريبية.. ولكن بالتأكيد توجد قيمة تدريبية بالنسبة لي".

ويُطلق حلف شمال الأطلسي "الناتو" على المقاتلة الروسية "MiG-23" اسم "فلوجر" أو "الجلاد". وأُطلق على المقاتلة أيضاً اسم "كابتن كارلايل"، وهو لواء متقاعد من القوات الجوية الأميركية. 

ويرى الرائد جيمس ليفسي، مدير عمليات السرب الاستخباراتي، أن فائدة امتلاك الأسلحة تتمثل في القدرة على تحديد بعض المشكلات التي قد يواجهها العدو في ساحة القتال.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن أحد الدروس الأخرى التي يمكن استخلاصها من "حديقة الحيوانات الأليفة" هو السبب وراء استمرار العديد من الدول -مثل أوكرانيا- في استخدام هذه الأسلحة.

وأضافت الصحيفة أن بعض الحكومات اختارت هذه الأسلحة بسبب العلاقات التاريخية مع الاتحاد السوفيتي، وأن استخدام هذه الأسلحة أسهل من نظيراتها الأميركية.

ودفعت الحرب أوكرانيا، التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي حتى انهياره، الحلفاء الغربيين إلى الحصول على المزيد من الأسلحة السوفيتية وتقديمها لجيش كييف، مثل الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي.

وقال مسؤول عسكري أميركي سابق عمل على مدار عقود على الأسلحة الروسية، إنه تلقى اتصالاً في مارس الماضي، وطُلب منه محاولة إصلاح بعض الطائرات السوفيتية المتواجدة لدى سرب الاستخبارات رقم "547" من أجل احتمالية استخدامها في أوكرانيا.

وأضاف المسؤول أنه سُئل عما إذا كان يستطيع جعل الطائرات المتواجدة في "حديقة الحيوانات الأليفة" صالحة للطيران، ولكنه قال إنه "لا يستطيع القيام بذلك"، بسبب "وجود تلف في هيكل الطائرات التي أعرفها يجعلها غير صالحة للاستخدام".

وأوضحت الصحيفة أن منشأة التدريب على مواجهة التهديديات في قاعدة نيليس ليست المثال الوحيد على محاولات الجيش الأميركي لإعادة تشغيل مخزونه من الأسلحة السوفيتية، مضيفة أن الجيش الأميركي لا يزال يمتلك بعض الأسلحة الروسية التي "لا تزال مصنفة سرية"، وفقاً لأشخاص على دراية ببرنامج الاستفادة من المعدات الأجنبية.

وأفادت "وول ستريت جورنال" في تقرير سابق بأن البنتاجون كان يخطط لإرسال بعض أنظمة الدفاع الجوي السوفيتية إلى أوكرانيا، بما في ذلك "إس إيه-8". 

ولم يُعلن "البنتاجون" عن الأسلحة التي أرسلها، ولكن مسؤول دفاعي قال إنه تم إرسال أجزاء من أنظمة الدفاع الصاروخي التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وتحتفظ بها الولايات المتحدة في ألاباما.

وأضافت الصحيفة أن "حديقة الحيوانات الأليفة" تحتوي على نظام دفاع أرض-جو" من طراز "إس إيه-8"، ولكن الولايات المتحدة لن ترسله -أو غيره من الأسلحة المتواجدة هناك- بسبب حالته السيئة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات