هل الضجة حول اعتبار الهيدروجين وقود المستقبل واقعية؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
البنية التحتية للغاز الطبيعي قد تكون مؤهلة لنقل الهيدروجين - بلومبرغ
البنية التحتية للغاز الطبيعي قد تكون مؤهلة لنقل الهيدروجين - بلومبرغ
دبي- بلومبرغ

يبلغ طول خطوط أنابيب الغاز الطبيعي التي تعبر من خلال الولايات المتحدة ثلاثة ملايين ميل (4828032 كيلومتراً)، وهي الخطوط التي قد تصبح كلها عتيقة وسط جهود البلاد لمواجهة تحديات تغيّر المناخ.

وظهرت المخاطر خلال الأسبوعين الماضيين فقط، بعدما ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن تصريح مشروع خط أنابيب النفط "كيستون إكس إل" (Keystone XL)، البالغة تكلفته 9 مليارات دولار، في أول يوم لتسلمه مهمات الرئاسة، في إشارة واضحة إلى أن أي مشروع لخط أنابيب جديد في الولايات المتحدة سيواجه احتمالات طويلة غير متوقعة.

وحذر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون المناخ ووزير الخارجية السابق جون كيري من أن خطوط أنابيب الغاز الطبيعي قد تتحوّل إلى "أصول عالقة" في غضون 30 عاماً، وذلك في ظل مساعي الإدارة الأميركية إلى إنهاء الانبعاثات الكربونية لمحطات توليد الطاقة.

كما شطبت شركة "نكست إيرا إنرجي" ما يصل إلى 1.2 مليار دولار من استثماراتها في خط أنابيب الغاز "ماونتين فالي" (Mountain Valley) الممتد من فيرجينيا الغربية إلى فيرجينيا، وهو خط واجه صعوبات بسبب تأخيرات تنظيمية وقانونية.

طوق نجاة محتمل

من هذا المنطلق بدأت الشركات المالكة لخطوط الأنابيب تتطلع إلى نوع آخر من الوقود قد يكون وقود المستقبل، وهو الهيدروجين. وعلى عكس الغاز الطبيعي، يمكن حرق الهيدروجين دون ضخ انبعاثات كربونية في الهواء، ويمكن إدارته من خلال خلايا الوقود اللازمة لتوليد الكهرباء، ولن يتسبب في إهدار شيء سوى الماء.

ويُنتَج الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام محطات الطاقة الشمسية أو مزارع الرياح، ومن ثم يصبح وسيلة لتخزين كميات هائلة من الطاقة المتجددة بشكل أكثر مما تستطيع البطاريات الاحتفاظ به. أما الجزء الأفضل لشركات خطوط الأنابيب، فهو أن توصيل الهيدروجين إلى المكان المقصود، وبكميات كبيرة، قد يتطلب البنية التحتية الأساسية نفسها التي تحمل الغاز الطبيعي الآن.

التمويه الأخضر

وتقول نائب رئيس الاستراتيجية التنظيمية والعملاء لدى شركة "ناشيونال غريد" الأميركية شيري جيفنز: "نرى شبكة الغاز لدينا نظامَ طاقة يعمل على تسليم جزيئات الهيدروجين لعملائنا، وبحلول عام 2050 سيكون مصدر تلك الجزيئات مختلفاً جداً. ونحن نعتقد أن الهيدروجين سيكون الجزيء المنخفض الكربون في القرن الـ21". مع ذلك، فإن كل هذه الضجة التي تدور حول الهيدروجين بعيدة كل البعد عن الواقع.

ويصف بعض نشطاء المناخ الذين يناضلون بشأن حظر الغاز حديث الشركات عن الهيدروجين بأنه "الغسل الأخضر"، أو "التمويه الأخضر" (greenwashing). وتحدّ شركات الغاز من صعوبة التحوّل من وقود إلى آخر، كما يقول النشطاء، في محاولة لإقناع المستثمرين بأنهم سيظلون ذوي أهمية في عالم خالٍ من الكربون.

صداع لا معنى له

وفي الخريف الماضي وصف المسؤول التجاري الرئيسي في شركة "إنرجي ترانسفير"، أكبر مشغل لخطوط الأنابيب في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات، الهيدروجين بأنه "صداع للرأس" لا معنى له، في الوقت الحالي على الأقل.

وقال مارشال إس ماكريا، الرئيس التنفيذي الحالي المشارك في الشركة ذاتها: "في هذه المرحلة لا نرى أي شيء قريباً في الأفق حول الهيدروجين".

وتتجاوز الأسئلة المتعلقة بنقل الهيدروجين مجرد الرغبة في تعقبه، فالشركات المالكة لخطوط أنابيب الغاز لا يمكنها ببساطة التحوّل من غاز إلى آخر دون قطع صلتها بالعملاء الحاليين، لذا فإن أي انتقال سيبدأ بمزج الهيدروجين في تيار الوقود الحالي، وخاصة أن الهيدروجين يُعتبر الجزيء المنخفض الكربون في القرن الـ21.

شبكة نقل هائلة

وفي يوليو قدّمت مجموعة مكونة من 11 شركة أوروبية للبنية التحتية للغاز خطة لبناء شبكة مخصصة لنقل الهيدروجين، قائلة إن البنية التحتية الحالية للغاز يمكن تعديلها لنقل الهيدروجين بتكلفة معقولة. ومن المتوقع أن يصل طول شبكة الهيدروجين إلى 4225 ميلاً (6800 كيلومتر) بحلول عام 2030، ونحو 14300 ميل (23 ألف كيلومتر) في عام 2040، مع العلم بأن ثلاثة أرباعها ستتألف من خطوط أنابيب غاز طبيعي محوّلة.

وقال آلان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ويليامز كومبانيز"، عملاق البنية التحتية للطاقة، ويدور نشاطها الأساسي حول الغاز الطبيعي، : "الشيء الوحيد الذي نملكه في الولايات المتحدة والذي يجب أن نفخر به ونشعر بأنه ذو قيمة كبيرة لنا هو امتلاكنا شبكة هائلة لنقل الغاز الطبيعي وتخزينه. إنها فرصة جوهرية لنا للاستفادة حقاً من الهيدروجين وجعله اقتصادياً أكثر".

*هذه المادة من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ

اضغط هنا لقراءة النص من المصدر