أعلنت شركة "طيران الإمارات" الخميس، نيتها تسيير رحلاتها من مطار هيثرو بلندن وفق جدولها المعتاد دون تخفيض، رغم تحديد إدارة المطار لعدد المسافرين المغادرين يومياً بـ100 ألف فقط لمدة شهرين بدءاً من 12 يوليو وحتى 11 سبتمبر بسبب نقص الموارد، مهددة باتخاذ إجراءات قانونية حال عدم امتثال الشركات لقرارها.
وفيما أعربت طيران الإمارات في بيان الخميس، عن أسفها لقرار مطار هيثرو منحها مهلة 36 ساعة فقط للامتثال للتخفيضات التي أقرها لعدد المسافرين المغادرين يومياً إلى "رقم عشوائي"، أعلنت رفضها للقرار، وقالت إنه "حتى إشعار آخر فإنها ستقوم برحلاتها التشغيلية المعتادة من مطار هيثرو".
وقالت "طيران الإمارات" في بيان إن إعادة جدولة المقاعد لعشرات الآلاف من المسافرين على رحلاتها المتأثرة بقرار هيثرو "مستحيل"، كما أن نقل عملياتها التشغيلية لمطار آخر في لندن "غير واقعي" نظراً لتشغيلها طائرات ذات بدن عريض، وتقوم برحلات طويلة.
وتسير "طيران الإمارات" 6 رحلات من طراز A380 من مطار هيثرو ويمكن للطائرة الواحدة من هذا الطراز أن تسع أكثر من 600 راكب.
وأشار مطار هيثرو الخميس، إلى أنه يريد العمل مع شركات الطيران على خفض عدد المسافرين المغادرين من المطار، مضيفاً أنه "من المخيب للآمال" أن تضع أي خطوط طيران "الربح قبل أمان وموثوقية الرحلات" حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وأوضح متحدث باسم هيثرو أن المطار طلب لأشهر من شركات الطيران أن تضع خطة لحل مشكلة نقص الموارد، لكن لا خطة واضحة لاحت في الأفق، مع ازدياد المشكلات سوءاً مع مرور كل يوم.
وكان المطار عزا قراره بالحد من المسافرين المغادرين إلى نقص في موظفي الخطوط الجوية (عمال الحقائب وموظفي شركات الطيران المسؤولين عن فحص التذاكر وأوراق المسافرين) ونقص في قوة المنافذ الحدودية، وكذلك موظفي المطار.
لكن "طيران الإمارات" قالت إن طاقم الخدمات الأرضية التابع لها مستعد للتعامل مع عدد المسافرين الذين تنقلهم، وأن المشكلة لدى المطار.
وقال هيثرو، إنه كان قد بدأ في تعيين المزيد من الموظفين المسؤولين عن الأمن منذ نوفمبر الماضي، لكنه لا يتوقع أن يكتمل العدد المطلوب قبل نهاية يوليو.
ونقلت "بلومبرغ" عن متحدث باسم مطار هيثرو رداً على "طيران الإمارات" قوله إن الحد الذي فرضه كان "أكبر بشكل ملحوظ" من الذي وضعه مطار سخيبول بأمستردام.
واتهمت "طيران الإمارات" الخميس، مطار هيثرو بـ"انعدام الكفاءة" و"عدم التخطيط وعدم الاستثمار وعدم اتخاذ القرارات"، قائلة إنه يرغب في إلقاء "مسؤولية الفوضى الحالية على شركات الطيران والمسافرين".
ورفضت الشركة تبرير المطار لقراره بعدم وجود الموظفين اللازمين في فرق الدعم الأرضي والمطار للتعامل مع تلك الرحلات، مشددة على أن فرقها الأرضية في هيثرو "مستعدة تماماً للتعامل مع رحلاتها".
وقالت إنه نظراً لأن مطار هيثرو تعامل مع 80.9 مليون مسافر سنوياً في 2019، أو 219 ألف مسافر يومياً، فإن الحد الذي وضعته إدارة المطار يشكل انخفاضاً بأكثر من 50% من السعة التشغيلية، في وقت قال فيه المطار إن لديه نحو 70% من الموارد الأرضية.
ووصفت "طيران الإمارات"، تحديد المغادرين لمطار هيثرو بـ 100 ألف مسافر يومياً بأنه "رقم اعتباطي". وتحمل رحلات "طيران الإمارات" من طراز A380 يومياً أكثر من 3 آلاف مسافر من هيثرو في حالة حجزها بالكامل.
وذكرت "بلومبرغ" أن خطوة هيثرو قد تساوي خسارة في العوائد لشركات الطيران تقدر بـ550 مليون دولار، وفقاً لبيانات الطيران التي وفرتها شركة OAG.
تحديد سعة المسافرين
وأعلن مطار هيثرو الثلاثاء، أن تحديد عدد المسافرين المغادرين عبره يومياً بـ100 ألف مسافر فقط بدءاً من 12 يوليو وحتى 11 سبتمبر، جاء نظراً إلى أن تجاوز عدد الركاب لهذا الرقم خلال الأسابيع الماضية، أدى إلى "انخفاض مستوى الخدمة لدرجة غير مقبولة، وطوابير انتظار طويلة، وتأخير للمسافرين، وعدم سفر الحقائب معهم، أو وصولها متأخرة، وكذلك انخفاضاً في مستوى الانضباط في المواعيد، وإلغاء رحلات في اللحظة الأخيرة".
وقال المدير التنفيذي للمطار جون هولاند-كاي، في بيان، إن تلك المشكلات تسببت فيها عدة عوامل من بينها وصول الكثير من الرحلات متأخرة عن موعدها نظراً إلى "تأخيرات في مطارات أخرى وفي المجال الجوي الأوروبي، وكذلك زيادة أعداد المسافرين بشكل يفوق سعة خطوط الطيران، والفرق الأرضية والمطار نفسه".
وشدد هيثرو على أنه "باتخاذ ذلك القرار فإن هدفنا هو حماية الرحلات لأغلبية المسافرين عبر مطارنا هذا الصيف".
وأفاد هولاند بأن هيئة الطيران المدني في بريطانيا طلبت من إدارة مطار هيثرو مراجعة خطط الصيف وضمان الاستعداد للتعامل مع الزيادة المتوقعة في عدد المسافرين لتقليل أي عرقلة لحركة السفر، لافتاً إلى أن الحكومة وضعت برنامجاً لتشجيع شركات الطيران على خفض عدد الرحلات المجدولة "دون عقوبات".
ونوه المدير التنفيذي لمطار هيثرو إلى أنهم تجنبوا اتخاذ أي إجراءات تقييدية لحين انتهاء مهلة تنفيذ هذا البرنامج والتي انتهت الجمعة، وحتى "يتضح لدينا نسبة الخفض التي قامت بها الخطوط".
وأشار إلى أنه في الوقت الذي اتخذت بعض الشركات خفضاً كبيراً، فإن "البعض الآخر لم يفعل"، مضيفاً أن المطار يعتقد أن هناك حاجة لإجراء إضافي لضمان أمن الرحلات، ومن ثم "اتخذنا القرار الصعب بتحديد عدد المسافرين من 12 يوليو إلى 11 سبتمبر".
وطالب المدير التنفيذي للمطار الشركات بوقف بيع تذاكر الصيف لتقليل التأثير على المسافرين.
تهديدات قانونية
"طيران الإمارات" قالت في بيانها إن مراسلات إدارة المطار مع الشركة "لا تملي فقط عدداً معيناً من الرحلات، وهو ما يعني التخلي عن مسافرين اشتروا التذاكر بالفعل، ولكنها تهدد باتخاذ إجراءات قانونية في حالة عدم الامتثال".
وأضافت أن هذه المطالب "غير معقولة وغير مقبولة كلياً"، معربة عن رفضها الكامل لها، كما شددت على أن فريق الدعم الأرضي التابع للشركة في مطار هيثرو، "مستعد تماماً وقادر على التعامل مع رحلات الشركة"، ومن ثم فإن المشكلة تعود إلى "الخدمات المركزية والأنظمة التي تتولى مسؤولية تشغيل المطار".
ولفتت الشركة الإماراتية إلى أنها مشغل رئيسي وثابت في مطار هيثرو، وتشغل 6 رحلات يومية على متن طائرة A380 العملاقة منذ أكتوبر 2021.
وأضافت: "نظراً لتعاملنا خلال الأشهر العشر الماضية مع عدد كبير من المسافرين بانتظام، فإن متطلباتنا التشغيلية لا يمكن أن تكون مفاجئة للمطار".
ذروة فترة العطلات
واعتبرت "طيران الإمارات" أن قرار مطار هيثرو يشكل "تجاهلاً صارخاً للمسافرين"، ويهدف لإرغام الشركة على عدم منح المقاعد لعشرات الآلاف من المسافرين الذين دفعوا مقابلها، وحجزوها منذ أشهر مقدماً".
وقالت إن القرار يأتي خلال فترة ذروة العطلات بالمملكة المتحدة، وفي وقت يرغب فيه الناس في السفر بشدة بعد عامين من قيود كورونا.
وأشارت إلى أن إعادة جدولة هذه العدد الكبير من المقاعد المتأثرة بالإلغاء على رحلات أخرى أصبح "مستحيلاً" نظراً لأن رحلات الأسبوعين المقبلين محجوزة بالكامل، بما فيها رحلات لمطارات أخرى في لندن، وعلى خطوط أخرى.
وقالت إن ما يزيد الأمور تعقيداً هو أن 70% من المسافرين من مطار هيثرو متجهون لوجهات أبعد من دبي، في رحلات طويلة، وسيكون من المستحيل إيجاد رحلات الربط التي تأخذهم إلى وجهتهم النهائية في تلك الفترة القصيرة.
"ليس بسهولة ركن سيارة"
ولفتت الشركة إلى أن نقل العمليات التشغيلية للشركة إلى مطارات أخرى خارج هيثرو في فترة قصيرة أيضاً هو أمر "غير واقعي"، إذ أن ضمان استعداد على الأرض للتعامل مع الطائرات ذات البدن العريض والتي تتسع لـ500 مسافر على متنها "ليس أمراً بسهولة العثور على مكان لركن سيارة في مول تجاري".
واعتبرت أن هيثرو اختار ألا يقوم بشيء وألا يخطط وألا يستثمر، واليوم يواجه موقفاً حرجاً، نظراً لانعدام الكفاءة وعدم اتخاذ القرار، مضيفة أن "إدارة المطار تلقي بعبء التكاليف وحل الفوضى الحاصلة بالكامل على خطوط الطيران والمسافرين".
وأعربت الشركة عن ترحيبها بقرار وزارة النقل البريطانية بالسعي للحصول على معلومات من مطار هيثرو بشأن رد فعلهم على الأزمة وكذلك متانة أنظمتهم، ولشرح قرارهم بوضع "رقم اعتباطي" بتحديد سعة المطار بـ100 ألف مسافر يومياً.