
حذرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية من تراجع معدل تدفق السلع إلى أوروبا بسبب استمرار انخفاض منسوب المياه في نهر الراين.
وقالت الوكالة في تقرير نشرته، إن نقص منسوب المياه في النهر يساهم في تفاقم مشاكل إمدادات المنتجات النفطية في سويسرا، ويمنع محطتين للطاقة، على الأقل، في ألمانيا من الحصول على كل الفحم الذي يحتاجون إليه، كما أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة الشديدة بالفعل في القارة إلى مستويات أعلى خلال الأسبوع المقبل.
ويمتد نهر الراين، الذي يبلغ طوله نحو 800 ميل (1288 كيلومتراً) من سويسرا إلى بحر الشمال، ويُستخدم لنقل عشرات الملايين من الأطنان من السلع عبر أوروبا. ووفقاً لما نقلته الوكالة عن بيانات حكومية، فإن منسوب المياه في النهر يصبح في أدنى مستوياته في هذا الوقت من العام منذ عام 2007 على الأقل، مما يحد من كمية الوقود والفحم والبضائع الحيوية الأخرى التي يمكن نقلها عبره.
وضع صعب
ووفقاً لمنظمة مستوردي الوقود في سويسرا، فإنه بالنظر إلى مشكلة القدرة الاستيعابية الموجودة في السكك الحديدية الألمانية، فإن أزمة منسوب مياه نهر الراين ستجعل سويسرا تعاني من أجل الحصول على إمدادات المنتجات النفطية، وخاصة الديزل (الذي يُستخدم في التدفئة).
وتكافح محطات توليد الطاقة في مانهايم وكارلسروه في ألمانيا، والتي تديرها شركات "Grosskraftwerk Mannheim AG" و"EnBW AG"، من أجل الحصول على الفحم بسبب انخفاض منسوب المياه، كما تخشى برلين من عدم استئناف روسيا التدفقات في خط أنابيب الغاز الرئيسي الممتد إليها من موسكو، فيما تقول الشركات إن عمليات التوليد الخاصة بها لم تتأثر حتى الوقت الحالي، حسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن سابرينا كيرنبيشلر، وهي محللة في "S&P Global Commodity Insights"، قولها إنه بسبب نقص الإمدادات في سوق الفحم وانخفاض منسوب مياه نهر الراين، وهو ما يجعل عملية توصيل الوقود أمراً صعباً، فإن 65% فقط من طاقة الفحم الألمانية ستكون متاحة في الأشهر المقبلة.
العودة للفحم
وفي العشرين من يونيو، أعلنت النمسا أنها ستعيد تشغيل محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري بسبب النقص في إنتاج الكهرباء الناجم عن خفض واردات الغاز من روسيا، بعد ساعات من قرار مشابه اتخذته ألمانيا.
وقالت الحكومة النمساوية في بيان عقب اجتماع أزمة إن السلطات ستعمل مع مجموعة "فيرباند"، المورد الرئيسي للكهرباء في البلاد، لإعادة تشغيل المحطة بمدينة ميلاخ الجنوبية.
وتهدف النمسا لتعزيز إنتاج الكهرباء من الفحم من جديد في الحالات الطارئة، لكن وزارة البيئة أبلغت وكالة الأنباء النمساوية "أبا"، أن العملية قد تستغرق أشهراً عدة على الأرجح.
وأغلقت محطة ميلاخ التي كانت آخر محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري في النمسا، في ربيع عام 2020، إذ تخلصت الحكومة تدريجياً من الطاقة الملوثة في محاولة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%.
وقال مستشار النمسا المحافظ كارل نهامر، الذي يحكم بالتحالف مع حزب الخضر: "هدفنا الأول هو تأمين إمدادات للبلاد"، موضحاً أن 80% من إمدادات الغاز تأتي من روسيا.