حذّر باحثون لدى المفوضية الأوروبية، الاثنين، من أن حوالى نصف أراضي الاتحاد الأوروبي باتت معرّضة لخطر الجفاف، فيما ترزح دول جنوب غرب أوروبا تحت وطأة موجة حر قاسية.
وأفاد مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية في تقرير لشهر يوليو، أن نحو 46% من أراضي الاتحاد الأوروبي معرضة لجفاف بمستوى يستدعي التحذير منه و11% عند مستوى الإنذار إذ باتت المحاصيل تعاني من نقص المياه.
وذكر الاتحاد الأوروبي أن إيطاليا هي البلد الأكثر تأثراً، حيث يواجه حوض نهر بو في شمال البلاد أعلى مستوى من الجفاف الشديد.
وفي إسبانيا، باتت كميات المياه في الخزانات أقل بنسبة 31% من المعدل المسجل خلال 10 سنوات بينما بلغت كمية المياه اللازمة لإنتاج الطاقة الكهرومائية نصف معدلها خلال السنوات السبع السابقة.
كما حذر باحثو الاتحاد الأوروبي من أن نقص المياه وشدة الحرارة يتسببان بتراجع المحاصيل في فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.
وتشير توقعات الطقس إلى أن الوضع سيستمر، بحسب التقرير، وهو ما سيفاقم تداعيات "الوضع الخطير للغاية" حالياً على الزراعة والطاقة وموارد المياه.
ارتفاع حراري غير مسبوق
وتشهد مناطق في إسبانيا والبرتغال جفافاً غير مسبوق منذ 1000 عام، وسط تحول يطال الإعصار العكسي في جزر الأزور تحت تأثير تغير المناخ، بحسب دراسة نُشرت، الاثنين، تحذر نتائجها من عواقب وخيمة على زراعة الكروم وأشجار الزيتون.
ويؤدي إعصار الأزور العكسي الذي يحدث عندما يكون الضغط في منطقة من الغلاف الجوي أعلى من المناطق المجاورة الواقعة على الارتفاع عينه والموجودة بشكل رئيسي قرب أرخبيل جزر الأزور، دوراً مهماً على صعيد الطقس والاتجاهات المناخية في أوروبا الغربية على المدى الطويل.
وأظهر الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر جيوساينس" العلمية، أن نظام الضغط الجوي المرتفع "تغير بشكل جذري خلال القرن الماضي، وأن هذه التغييرات غير مسبوقة في مناخ شمال الأطلسي خلال الألفية الماضية".
ودرس الباحثون، التغيرات في الضغط الجوي بالمنطقة على مدى السنوات الـ1200 الماضية، ووجدوا أن الإعصار العكسي كان يغطي مساحة أكبر منذ نحو 200 عام، وهو ما يتزامن تقريباً مع الثورة الصناعية.
وخلال فصل الصيف، يُرسل إعصار الأزور العكسي هواءً ساخناً وجافاً نحو البرتغال وإسبانيا، وإلى دول أخرى في غرب القارة مثل فرنسا.
ومع ذلك، خلال فصل الشتاء، يمكن أن تكون هذه الظاهرة مرادفة للرطوبة والمطر.
ويشير معدو الدراسة إلى أن هطول الأمطار في الشتاء "حيوي" للصحة البيئية والاقتصادية لشبه الجزيرة الأيبيرية.
وستزداد قوة إعصار الأزور العكسي في القرن 21 تحت تأثير تغير المناخ.
اقرأ أيضاً: