بريطانيا وفرنسا تتبادلان اللوم على اختناقات في ميناء دوفر

time reading iconدقائق القراءة - 6
عانى آلاف المسافرين تأخيراً دام ساعات طويلة لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر ميناء دوفر البريطاني المطل على المانش. - Bloomberg
عانى آلاف المسافرين تأخيراً دام ساعات طويلة لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر ميناء دوفر البريطاني المطل على المانش. - Bloomberg
لندن-وكالات

تبادلت فرنسا وبريطانيا اللوم، السبت، بعدما واجه آلاف المسافرين تأخيراً دام ساعات طويلة لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر ميناء دوفر البريطاني المطل على المانش.

وألقت نقابات ومسؤولون في الموانئ والسلطات الفرنسية، السبت، باللوم على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، في حين حمّلت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس فرنسا المسؤولية مباشرة، قائلة إن السلطات الفرنسية "لم تنشر عدداً كافياً من الموظفين عند الحدود"، لكن المسؤولين على الضفة الأخرى من المانش "نفوا أن تكون الاختناقات ناجمة عن قلة عدد الموظفين".

ووصف النائب الفرنسي بيار-هنري دومون، الذي تشمل دائرته الانتخابية ميناء "كاليه" المطل على المانش، فوضى السفر بأنها من "تداعيات بريكست".

وقال دومون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "علينا القيام بمزيد من عمليات التفتيش مقارنة بالسابق"، مرجحاً أن يتكرر الأمر.

وألقى الرئيس التنفيذي لميناء دوفر، دوغ بانستر، اللوم على نقص موظفي وكالة الحدود الفرنسية في الاختناقات التي دفعت بعض المسافرين للانتظار 6 ساعات أو أكثر للحاق بعبّاراتهم، إلا أنه أقرّ بأن الوقت الذي تستغرقه معالجة عمليات عبور الحدود ازداد بفعل بريكست، ولكنه أضاف أن الميناء سيتمكن من التعامل مع الطلب في فترات الذروة.

وقدّر رئيس مجلس مقاطعة كينت روجر غاوغ بأن نحو  3000 شاحنة كانت تنتظر الوصول إلى الميناء صباح الأحد، وأبلغت شركة كينت السائقين أن عليهم توقع "تأخيرات كبيرة".

ورأت لوسي مورتون من اتحاد "ISU"، الذي يمثل موظفي الحدود والهجرة والجمارك، أن الاختناقات نتيجة لبريكست "يمكن توقعها منطقياً". وقالت لـ"بي بي سي": "اختارت أن تضرب بقوة الآن".

نقاط تفتيش 

يتعيّن على الركاب المرور عبر نقاط تفتيش حدودية بريطانية وفرنسية في دوفر قبل الصعود على متن العبّارات المتجهة إلى شمال فرنسا، وبحلول الساعة 12:45 بعد الظهر (11:45 توقيت جرينيتش)، أعلن ميناء دوفر أن أكثر من 17 ألف راكب مروا عبره. وأفاد بانستر بأن نحو 8500 سيارة غادرت الميناء، الجمعة.

واصطفت السيارات والشاحنات بانتظار دخول ميناء دوفر ليمتد الطابور على مسافة كيلومترات إلى الطريق السريع المؤدي إلى البلدة.

وأطلق نظام لإدارة المرور على الطريق السريع M20 للتعامل مع العدد الكبير من الشاحنات المتجهة إلى دوفر.

وشمل ذلك إغلاق أجزاء من الطريق السريع أمام المركبات التي لا تنقل البضائع، وتحويل مسار السيارات المتجهة إلى الميناء و"يوروتانل" إلى طرقات أخرى.

تأخيرات

وأعلنت "يوروتانل" أن خدمات القطارات التي تشغلها لنقل المركبات بين فولكستون القريبة وكوكيل في شمال فرنسا ساعتين متأخرة عن جدولها المعتاد .

وقال حاكم منطقة أو-دو-فرانس، جورج-فرانسوا لوكليرك، إن فرنسا "أدت واجبها عبر زيادة عدد موظفيها الحدوديين في دوفر من 120 إلى 200".

وعزا الاختناقات المرورية إلى حادث وقع على طريق M20، الجمعة، وأدى إلى تأخر موظفي وكالة الحدود الفرنسية في الوصول إلى مواقعهم في دوفر، مشيراً إلى أن الميناء نفسه لم يقم بما يكفي للتعامل مع ازدياد حركة المرور التي ترتفع عادة من 5 آلاف إلى 10 آلاف مركبة يومياً خلال فترة الصيف.

وقال للصحافيين في ليل إن جميع الموظفين الفرنسيين وصلوا إلى مواقعهم عند الساعة 09:45 بدلاً من 08:30. من كان يعتقد أن تأخر التعزيزات الفرنسية لمدة ساعة سيخرج المنظومة بأكملها عن مسارها؟".

وأضاف: "في العام الماضي كان هناك كوفيد، ولاحقاً سنكتشف بريكست وتأثيره على فترات الذروة". وتابع: "تغيّر العالم فالمملكة المتحدة باتت بلداً ثانياً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وهو ما يترجم بعمليات تفتيش تستغرق وقتاً إضافياً".

أرجعت السلطات الفرنسية تأخر وصول موظفيها العاملين على الحدود، الجمعة، إلى "حادث تقني لم يكن في الحسبان" في نفق المانش، لكن شركة "يوروتانل" المشغلة للنفق رفضت هذا التفسير.

آثار بريسكت

شهدت دوفر اختناقات منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسوقه الموحدة ومنطقته الجمركية في يناير العام الماضي، وألقي باللوم في التأخيرات على ازدياد التفتيش على الحدود والوثائق الإضافية المطلوبة لمركبات الشحن.

وأعيد فرض عمليات التفتيش الحدودية وطلب وثائق إضافية من مركبات الشحن، ما وضع نهاية لحرية حركة الأفراد والسلع.

وكان رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، الذي قاد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، قد جعل مسألة "استعادة السيطرة" على حدود بلاده شعاراً لحملته الداعمة لبريكست خلال استفتاء عام 2016 على عضوية التكتل.

ومنذ توليه رئاسة الوزراء، وجد أن الأمر ليس بهذه السهولة مع وصول أعداد قياسية من المهاجرين القادمين من شمال فرنسا على متن قوارب صغيرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات