الصين.. الأزمة العقارية تلقي بثقلها على المشترين

time reading iconدقائق القراءة - 4
عمال يمشون قرب موقع بناء في العاصمة الصينية بكين - 14 أبريل 2022 - REUTERS
عمال يمشون قرب موقع بناء في العاصمة الصينية بكين - 14 أبريل 2022 - REUTERS
بكين-أ ف ب

تشهد الصين أزمة عقارية واسعة حالت دون إنجاز مشاريع بناء جديدة، ما أنعكس ارتفاعاً بالأسعار قوض قدرة المواطنين المالية على عمليات الشراء.

ولشراء الشقّة قبل 3 سنوات، أخذ الشاب وانج البالغ 34 عاماً قرضا يوازي 307 ألف دولار. لكن نظراً لتوقّف الأعمال في الورشة قبل حوالى سنة، اتّخذ قراراً جذرياً فتوقف عن تسديد الأقساط الشهرية.

وكثيرون مثله في عشرات المدن الصينية توقّفوا عن تسديد الأقساط للضغط على المطوّرين العقاريين الذين يرزحون بدورهم تحت ثقل الديون ويفتقرون إلى سيولة.

ويروي وانج الذي لا يرغب في الكشف عن اسمه الكامل: "قالوا لي إن أعمال البناء ستستأنف قريباً.. لكن لم أرَ عاملاً في الموقع".

وكان وانج الذي يعيش في بكين راهناً يأمل الانتقال إلى شقّته الجديدة في ووهان (وسط الصين).

وأقر بأنه "كان من الصعب علينا جمع المال للشقّة واستثمرت فيها كلّ مدّخراتي. وفي نهاية المطاف، ما زال يترتب علينا تسديد قرض بقيمة مليوني يوان" (307 ألف دولار).

وضع معقد

وشهدت سوق العقارات الصينية التي تشكّل ربع إجمالي الناتج المحلي في البلد طفرة منذ تحريرها في 1998.

وتسنّى للمطورين العقاريين توسيع أعمالهم بفضل قروض مصرفية. لكن ديونهم ازدادت بشدّة بحيث قرّرت السلطات لجم هذا الارتفاع اعتباراً من 2020.

وأدّى هذا القرار إلى تضاؤل فرص التمويل لعمالقة القطاع، ومن بينهم المجموعة الأولى سابقاً "إيفرجراند" التي تجهد منذ أشهر لسداد ديونها الطائلة.

ويزداد الوضع تعقيداً مع توقّف بعض الشراة عن الوفاء بأقساطهم الشهرية، وضغوطات الحكومة كي تسلّم المساكن إلى أصحابها في أقرب وقت ممكن، حرصاً منها على ضمان الاستقرار الاجتماعي.

وفي ووهان، كشف شراة عدّة أن موعد تسليم شققهم أرجئ عدّة مرات من قبل المطوّر العقاري "مايهوم ريل ايستايت".

وكان من المفترض أن ينتقلوا إلى مساكنهم الجديدة في أواخر 2021، لكن الشركة لم تفِ بوعودها وهي تعهّدت هذا الأسبوع بإنجاز المشروع في أواخر 2022.

وغالباً ما تباع الشقق الجديدة في الصين قبل إنجازها. وعندما يتعذّر على الشركة العقارية إكمال المشروع، يكون الشاري الطرف المتضرر.

وتسبب الوضع بـ"أزمة ثقة" في سوق العقارات، بحسب ما كتب المحلّل أندرو باستن في تقرير صدر عن مكتب "جافكال دراجونوميكس".

ضغوط

ويقرّ السيّد هو، وهو شارٍ من ووهان (25 عاماً) لم تُنجز شقّته بعد: "لم أفكّر يوماً في أن شيئاً كهذا قد يحدث"، كاشفاً أن كلّ أفراد عائلته ساهموا في تمويل الشقّة من 3 غرف التي اشتراها في 2018.

وكذلك أكّد شو، وهو أيضاً اشترى شقة، أنه لم يعد يريد الدفع. واضطر الشاب البالغ 24 عاماً مع تعذر تسلّم شقته إلى استئجار مسكن يعاني من عبئه المالي. وأضاف: "هذه الضغوطات تضعنا في وضع لا يطاق".

وفي المجموع، يؤثّر التوقّف عن تسديد الأقساط على أكثر من 300 مشروع عقاري في قرابة 100 مدينة، وفق مستند جماعي نشر على الإنترنت تحت عنوان "وي نيد هوم" (نحن بحاجة إلى بيت).

وبحسب مصرف "نومورا"، لم يسلّم المطوّرون في الصين راهنا سوى حوالى 60% من المساكن التي بيعت مسبقاً بين 2013 و2020.

وكشف النقاب عن المشاكل التي تعصف بسوق العقارات في الصين العام الماضي عندما بدأت "إيفرجراند" تتخلّف عن تسديد ديونها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات