
لقي 37 شخصاً حفتهم وأُصيب عشرات آخرون، في حرائق غابات اجتاحت 14 ولاية شمال وشرق الجزائر، ما أيقظ شبح صيف 2021 الذي سجل سقوط أكبر عدد من ضحايا الحرائق في تاريخ البلاد.
وقال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود للتلفزيون الجزائري، مساء الأربعاء، إن الحرائق التي اجتاحت شرق البلاد تسببت في سقوط 24 ضحية، في حين أشارت إحصائيات، الخميس، إلى ارتفاع أعداد الضحايا لتصل إلى 38، بينهم 30 في ولاية الطارف، وضحيتان في سطيف، و5 ضحايا بولاية سوق أهراس شرقي البلاد.
وأضاف وزير الداخلية الجزائري أنه تم إجلاء 350 عائلة، مشيراً إلى أن 700 عنصر من الدفاع المدني يشاركون في إخماد هذه الحرائق.
مع الحصيلة المسجلة، الخميس، يرتفع عدد ضحايا حرائق الصيف الجاري إلى 41 شخصاً. وكان صيف 2021 الأكثر تسجيلاً لعدد الضحايا، إذ لقي تسعون شخصاً على الأقل حتفهم في حرائق غابات ضربت شمال البلاد، وأتت على أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات.
فرار عشرات العائلات
وأظهرت صور التقطت في هذه المنطقة مواطنين يفرون من منازلهم وسط النيران. وذكرت وسائل إعلام محلية أن 350 عائلة فرّت من منازلها في سوق أهراس، كما أغلقت الأجهزة الأمنية طرقاً عديدة بسبب الحرائق.
وأوضحت الحماية المدنية أنه تم تسجيل 39 حريقاً في 14 ولاية، الأربعاء، وأن ولاية الطارف الحدودية مع تونس سجلت وحدها 16 حريقاً.
تدخلت مروحيات في ثلاث ولايات بينها سوق أهراس البالغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة، والطارف 100 ألف نسمة. وبين هذه المروحيات، تلك التابعة للحماية المدنية وساندتها مروحيات للجيش.
واستأجرت الجزائر طائرة روسية قاذفة للمياه من طراز Beriev BE 200، لكن بعدما تدخلت لإخماد عدة حرائق، تعطلت هذه الطائرة، ولن تكون جاهزة لمكافحة النيران مجدداً قبل السبت، بحسب الوزير.
"حرائق مفتعلة"
وأوضح وزير الداخلية أنه منذ بداية الشهر الجاري، اندلعت في البلاد 106 حرائق أدت إلى تدمير 800 هكتار من الغابات و1800 هكتار من الأراضي. وأكد الوزير أن بعض هذه الحرائق "مفتعل".
وتمتد الغابات في البلاد على مساحة 4.1 مليون هكتار. ويشهد شمال الجزائر كل عام حرائق غابات، وهذه الظاهرة تتزايد بشدة بسبب التغيرات المناخية.
وكان صيف عام 2021 الأكثر تسجيلاً لعدد الضحايا، إذ لقي 90 شخصاً على الأقل حتفهم إثر حرائق غابات ضربت شمال البلاد وأتت على أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات.