سيطر الخوف على سكان بلدة "جيمس سميث كري نايشن" للسكان الأصليين في كندا، من عودة مشتبه به في تنفيذ هجمات بالسكاكين، لاستهدافهم مجدداً، مع استمرار فراره، فيما لا تزال عمليات بحث الشرطة عنه مستمرة بعد العثور على شقيقه ميتاً.
وأودت الهجمات التي وقعت، الأحد، بحياة 10 وأصابت 18 من السكان، في حين نفذت الشرطة حملة بحث واسعة في محيط البلدة، ونشرت المئات من عناصرها للعثور على هذين الشقيقين في منطقة البراري.
وركزت الشرطة في مرحلة ما على "ريجينا" عاصمة مقاطعة "سيسكاتشوان" على بعد 300 كم إلى الجنوب، قبل أن تعثر على جثة أحدهما مساء الاثنين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، انتقلت عملية البحث إلى بلدة السكان الأصليين تلك، بعدما نشرت الشرطة رسالة عاجلة تقول فيها إن المحققين "تلقوا تقارير عن وجود محتمل" للمشتبه به مايلز ساندرسن هناك.
وهرعت الشرطة المدججة بالسلاح إلى البلدة وطلبت من الأهالي "البقاء في أماكنهم والاحتماء فيها". وحلقت مروحية في سماء البلدة. لكن بعد ساعات رُفع الإغلاق.
وليل الاثنين، أعلنت نائبة مفوض شرطة الخيالة الكندية الملكية روندا بلاكمور العثور على جثة أحد المشتبه بهما وهو داميان ساندرسن، (31 عاماً)، وعليها آثار جروح في منطقة عشبية قرب منزل يجري تفتيشه في بلدة جيمس سميث كري نيشن.
ويشتبه في أن الشقيق الآخر مايلز ساندرسن (32 عاماً)، المطلوب بتهمة انتهاك الإفراج المشروط عنه بعد تنفيذه جزءاً من عقوبة سجن في قضية اعتداء وسرقة، ربما قتل شقيقه، وفق بلاكمور التي قالت: "من المحتمل أن يكون مصاباً بجروح وبحاجة لتلقي العلاج".
خوف وصدمة
ولم تعرف بعد الدوافع وراء الهجوم. لكن مايلز ساندرسن لديه سجل من أعمال العنف ونحو 60 إدانة جنائية سابقة.
وعبّر أهالي "جيمس سميث كري نيشت" وبلدة "ويلدون" المجاورة عن مشاعر الخوف والحزن.
وقالت روبي وركس من أهالي "ويلدون" لوكالة "فرانس برس" إن "الأمر مروع... حياتنا لن تعود كما كانت".
وتحدثت الرياضية الأولمبية السابقة عن أجواء توتر مخيفة تخيم على المنطقة، مضيفة أن "البلدة هادئة جداً... الناس يخافون الخروج من منازلهم"، وتابعت: "في العادة يكون الأطفال في الخارج يلعبون، والآن لا نرى أحداً منهم".
وأوضحت إروكس أن أهالي بلدة السكان الأصليين "كانوا يعزلون أنفسهم داخل منازلهم" قبل الإغلاق، مشيرة إلى أن "الناس يتسمرون خلف زجاج النوافذ وينظرون، إنهم خائفون من احتمال أن يعود ويكرر فعلته".
حوادث متكررة
من جهته أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في معرض تعليقه على هجمات الأحد، عن أسفه لتكرّر هذه المآسي في البلاد.
وقال ترودو من مدرّج مطار أوتاوا إنّه "يشعر بصدمة" من جراء ما حصل في غرب البلاد، مؤكّداً أنّ "هذا النوع من العنف لا مكان له في بلدنا".
وأضاف أنه "لسوء الحظ، في السنوات الأخيرة أصبح مثل هذه المآسي شائعاً جداً" في كندا.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، أكد أن السلطات الكندية تبذل كل ما في وسعها لإنهاء هذه الأزمة.
شهدت كندا في السنوات الأخيرة سلسلة هجمات عنيفة. ففي أبريل 2020 قتل مسلح ادعى أنه شرطي 22 شخصاً في "نوفا سكوشا". وفي يناير 2017 قتل خمسة أشخاص وأصيب خمسة بجروح في هجوم على مسجد في "كيبيك". وفي 2018 صدم سائق بشاحنته الصغيرة مارة في "تورونتو" موقِعاً 11 قتيلاً و16 جريحاً.
ولم تدل السلطات في الحال بأيّ معلومات تتعلّق بضحايا هذه الهجمات، لكنّ غالبيتهم من السكّان الأصليين للبلاد.
وفي كندا، يمثّل السكّان الأصليون حوالي 5% من إجمالي عدد سكّان البلاد البالغ 38 مليون نسمة، وهم يعيشون غالباً في مجتمعات تسودها البطالة والفقر.