المغرب يتجه نحو مزيد من تحلية المياه لمواجهة الجفاف

time reading iconدقائق القراءة - 6
محطة لتحلية المياه جنوب أغادير في المغرب- 21 نوفمبر 2022 - REUTERS
محطة لتحلية المياه جنوب أغادير في المغرب- 21 نوفمبر 2022 - REUTERS
الرباط-رويترز

ينظر الناس في أغادير لمحطة تحلية المياه الجديدة جنوب المدينة باعتبارها نموذجاً للتخفيف من الجفاف المستمر منذ سنوات في المغرب، والذي هدد الموارد المائية لمجموعة من المدن وأفقر المزارعين.

لكن خطط توسيع برامج التحلية قد تتوقف على الجهود المبذولة لتزويد المحطة بالطاقة المتجددة، فقد أفرغت فصول الشتاء الجافة المتعاقبة السدود التي تزود المنازل وتروي القطاع الزراعي الرئيسي في تحديد نسب النمو في المغرب، ما أدّى إلى تقلص المحاصيل والتهديد بزيادة الهجرة من الريف وفرض قيود صارمة على استخدام المياه في المدن.

ورغم أن محطات تحلية مياه أصغر كانت تعمل بالفعل في المغرب منذ سنوات، فإن المحطة التي بدأت العمل في أغادير هذا الصيف هي الأكبر في المملكة، والأولى التي تستهدف معالجة انخفاض هطول الأمطار.

وقال رشيد بوخنفر وهو مسؤول محلي "باختصار، لولا عملية التحلية لما كان بوسع أغادير توفير ما يكفي من المياه للشرب".

ويأتي هذا التقييم المبكر لفعالية المحطة في وقت تخطط فيه الحكومة لإنشاء 12 منشأة أخرى لتحلية المياه، في إطار استثمار متوقع في مشاريع المياه بقيمة 12 مليار دولار في الفترة 2020-2027.

وقال المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في رسالة بالبريد الإلكتروني إن من المفترض افتتاح المحطات الجديدة، التي ستتم إضافتها إلى 9 محطات أصغر تعمل بالفعل، بحلول عام 2035.

ويعتمد المغرب الآن على المياه السطحية والجوفية لجميع استهلاكه من المياه العذبة تقريباً، باستخدام شبكة من 149 سداً كبيراً.

جفاف مستمر

وتسبب الجفاف المستمر منذ 5 سنوات في استنفاد مخزون العديد من هذه الخزانات، وقال محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، للبرلمان الأسبوع الماضي إنه سيتم تحويل معظم المياه من الري لمياه الشرب.

وغالباً ما يكون هطول الأمطار هو العامل الأكبر في تحديد معدلات النمو الاقتصادي المغربي، حيث تراجع محصول الحبوب هذا العام إلى أقل بمقدار الثلثين مما كان عليه في عام 2021، فيما انخفض إنتاج الحليب بنسبة 30%.

وقال زكريا خطابي وهو مزارع في إزحيليكة شمالي الرباط "لست متأكداً من أنني سأزرع القمح هذا العام لأن هطول المطر تأخر جداً".

مياه الشرب والري

ظهرت بعض أسوأ آثار الجفاف بالمغرب في أغادير، وهي مدينة ساحلية على المحيط الأطلسي يُقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة، على بعد ساعات بالسيارة جنوبي الدار البيضاء.

وفي السنوات الماضية، اضطرت سلطات المدينة إلى قطع إمدادات مياه الشرب عن المنازل ليلاً في فصل الصيف، وكذلك تحويل المياه من الخزانات المخصصة لري المحاصيل لتوفير مياه الشرب.

والسدود التي تزود أغادير جافة تقريباً، واضطرت المدينة إلى الاعتماد على 275 ألف متر مكعب يومياً من المياه التي توفرها محطة التحلية الجديدة.

وقال أحمد سعيد، أحد سكان أغادير، "كنت أضطر إلى ملء أوعية بالماء لاستخدامها في الليل، لأنه كان من الصعب العثور عليها. الحمد لله، الماء متوفر الآن".

ولا توفر المحطة مياه الشرب فحسب، بل ستستخدم أيضاً لري الأراضي الزراعية.

وقال عبد الجليل الظريف عضو جمعية الفلاحين المتحدين، إن المزارع في منطقة اشتوكة جنوب أغادير كانت تحفر آباراً أعمق مع جفاف طبقات المياه الجوفية.

وأضاف "نأمل في توسيع المنطقة التي ترويها هذه المحطة لأن السدود فارغة بعد سنوات من الجفاف".

طاقات متجددة

وقال المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إن 12 محطة تحلية جديدة، مُخطط لها بالفعل أو قيد التنفيذ؛ ستُقلل الاعتماد على المياه السطحية والجوفية إلى 80% من 97% بحلول عام 2035، بإنتاج يومي إضافي يبلغ 1.3 مليون متر مكعب.

ومن المقرر أن يبدأ العام المقبل بناء أهم محطة، لتزويد الدار البيضاء أكبر مدينة في المغرب، وسيبدأ تشغيلها عام 2026.

ومع ذلك، يعتمد المغرب في معظم إنتاجه من الطاقة على الوقود الأحفوري المستورد، الذي أدّى ارتفاع تكاليفه إلى زيادة العجز التجاري.

وقال عبد الرحيم الحافظي رئيس المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إن الطاقة تمثل 45% من التكلفة الإجمالية لتحلية المياه.

ويريد المغرب توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة إلى 52% من إجمالي إنتاجه من الطاقة بحلول عام 2030، ارتفاعاً من 20% حالياً، وذلك لتقليل الاعتماد على الواردات وخفض تكاليف الكهرباء.

وكان من المفترض أن تعمل جميع محطات التحلية الجديدة، بما في ذلك أغادير، باستخدام الطاقة المتجددة. لكن المحطة يتم تشغيلها حتى الآن مباشرة من شبكة الكهرباء الوطنية.

وقال مصدر مقرب من المشروع إن الحكومة تدرس طرح مناقصة لإنشاء محطة طاقة متجددة، لتشغيل محطة تحلية أغادير لخفض تكلفة المياه.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات