رصدت إيران مليون و300 ألف دولار لمحاولة اغتيال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون، ووزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، قبل أن تفشل الخطة بسبب الاستعانة عن طريق الخطأ، بعميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي، حسبما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال".
وقال التقرير إن قائد عملية محاولة اغتيال بولتون كان القيادي السابق في "الحرس الثوري" الإيراني محمد رضا أنصاري، والذي شغل منصب "أحد قادة وحدة فيلق القدس 840 التابعة للحرس الثوري الإيراني، ومقرها سوريا".
وأضاف التقرير أن أنصاري "استخدم عن طريق الخطأ، عميلاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي لتنفيذ خطة الاغتيال"، لافتاً إلى أن مبعوث "الحرس الثوري" ذهب إلى واشنطن في 16 يناير الماضي للإشراف على اغتيال بولتون، وتقديم 300 ألف دولار لشخص أجنبي.
وذكر أن مخطط العملية هو شهرام بورصفي، الذي نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي سابقاً صورته وملفه الشخصي كمشتبه به، وأشار التقرير إلى أنه "عضو في فيلق القدس، يبلغ من العمر 46 عاماً، ويعمل تحت اسم مستعار مهدي رضائي".
ووُلد بورصفي في "أنديمشك" ويعيش في بلدة غرب بطهران، واتُهم رسمياً بالتخطيط لاغتيال جون بولتون ومايك بومبيو في أغسطس الماضي. ومع ذلك، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد كشف بورصفي قبل عام، وفقاً للتقرير.
اكتشاف الخطة
وبيّن التقرير أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي اكتشف الخطة بعد أن عثر بورصفي على شخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي، وطلب منه التقاط صورة لجون بولتون مقابل 5 إلى 10 آلاف دولار، مدعياً أنه يريد تأليف كتاب".
وتابع التقرير: "بعد فترة وجيزة، عرض بورصفي على الشخص المختار اغتيال بولتون مقابل 300 ألف دولار، وشجعه على تنفيذ العملية قبل الذكرى الثانية لقتل قاسم سليماني".
ووفقاً للتقرير، وعد بورصفي أيضاً الشخص الذي وظفه بدفع مليون دولار من أجل العملية التالية التي تستهدف "تصفية" وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو.
وأوضحت "إيران إنترناشيونال" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كان على علم بخطة "فيلق القدس" منذ البداية، وذكرت أن "الشخص المأجور، عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وأنه أجّل الاغتيال عدة مرات تحت ذرائع مختلفة".
اسم مستعار
ويتواجد شهرام بورصفي الآن في إيران، ويشارك في غرف على تطبيق "كلوب هاوس" بصورته وتحت اسم "مهدي رضائي" ويدافع عن مواقف النظام و"الحرس الثوري" الإيراني، بحسب التقرير.
ويرأس الفريق الذي يضم شهرام بورصفي شخص يدعى محمد رضا أنصاري، وهو أحد قادة "كتيبة القدس 840" والمتمركزة في سوريا، كما تضم المجموعة محمد حسين شاهمرادي، قائد استخبارات "الوحدة 121 صابر، منطقة قدس بطهران، وشخص آخر يدعى أبو الفضل علي زاده.
وتنفي وحدة "فيلق القدس 840" عمليات الاغتيال العابرة للحدود. لكن بحسب التقرير، نفذت القيادة الميدانية للوحدة محاولة الاغتيال في الولايات المتحدة، وأنه "كان من المفترض قيامها أيضاً باغتيال مواطنين إسرائيليين في جورجيا وكولومبيا لكنها فشلت".
وتابع التقرير: "في سبتمبر 2021، تم الكشف عن خطة لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في العاصمة الكولومبية بوجوتا، حيث كان ضابطاً سابقاً في المخابرات الإسرائيلية، ودبلوماسياً سابقاً في هذا البلد".
وأوضح التقرير أن "المخابرات الكولومبية اعتقلت شخصين بهذه التهمة، وقالت إنهما تسلما دفعة مقدمة قدرها 20 ألف دولار من عضو الحرس الثوري رحمت أسدي".