"عاصفة القرن" تخلّف عشرات الضحايا في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
امرأة تزيل الثلج من ممر سيارتها بعد عاصفة شتوية ضربت منطقة بوفالو، في نيويورك، الولايات المتحدة - 26 ديسمبر 2022 - REUTERS
امرأة تزيل الثلج من ممر سيارتها بعد عاصفة شتوية ضربت منطقة بوفالو، في نيويورك، الولايات المتحدة - 26 ديسمبر 2022 - REUTERS
نيويورك-أ ف ب

بدأت طواقم الطوارئ الأميركية في تفقّد خسائر العاصفة الثلجية التي حرمت الملايين من الاحتفال بعيد الميلاد، خاصة في مناطق غرب نيويورك المغطاة بالثلوج، في ما وصفته السلطات بأنه "حرب مع الطبيعة" في مواجهة "عاصفة القرن".

وبالتزامن مع البدء بإحصاء الأضرار، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حال الطوارئ في نيويورك بسبب العاصفة، وأمر بالمساعدة الفيدرالية لتكملة جهود الاستجابة الحكومية.

ووفقاً لبيان البيت الأبيض، فإن الإجراء يخول وزارة الأمن الداخلي، والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، لتنسيق جميع جهود الإغاثة في حالات الكوارث التي تهدف إلى التخفيف من المشقة والمعاناة التي تسببها حالة الطوارئ على السكان المحليين، وتقديم المساعدة المناسبة للمطلوبين.

وما زالت أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة تواجه سلسلة من العوامل الجوية المتطرفة، بما يصاحبها من ثلوج ورياح ودرجات حرارة متجمدة اجتاحت البلاد على مدى عدة أيام، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وإلغاء رحلات جوية، وما لا يقل عن 50 حالة وفاة.

وأدّى الطقس المتطرف إلى إلغاء أكثر من 15 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة بما في ذلك نحو 1700 رحلة، الاثنين، وفقاً لموقع Flightaware.com.

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بوفالو، المعتادة على الطقس الشتوي السيئ، وأن تضاف طبقة سمكها 14 بوصة (35 سنيتمتراً) الاثنين، إضافة إلى ما تراكم منذ أيام وأدى إلى شل المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.

"منطقة حرب"

وقالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، الاثنين، إن العاصفة الشتوية التي أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل في غرب نيويورك بما حملته من ثلوج ورياح ودرجات حرارة منخفضة جداً، لم تنته بعد.

وأضافت هوشول للصحافيين "بالتأكيد إنها عاصفة القرن"، مضيفة أن "من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي"، مع توقع تساقط مزيد من الثلوج الاثنين بعد أن زاد سمكها في بعض المناطق على ثلاثة أقدام (متر واحد) خلال الليل.

وأعربت حاكمة نيويورك عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.

ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه "بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم"، مشيرة إلى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.

وقالت "إنها حرب مع الطبيعة الأم". وأضافت في تصريح للصحافيين "بالتأكيد إنها عاصفة القرن"، مضيفة أن "من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي".

وظل الطقس العاصف مخيماً على مقاطعة إري في غرب نيويورك، حيث تقع بافالو التي صارت تمثل بؤرة أزمة الطقس.

وقال مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري خلال مؤتمر صحافي "بالإضافة إلى الوفيات الـ13 المؤكدة الأحد، أكد مكتب إدارة الصحة في مقاطعة إري حدوث 12 وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب العاصفة الثلجية إلى 25 على مستوى المقاطعة".

وأضاف بولونكارز أن الطقس العنيف يجعل هذه "أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة"، مشيراً إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بوفالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصاً.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بوفالو "غير سالكة"، حض بولونكارز السكان على ضرورة التزام منازلهم، وقال "هذه ليست النهاية بعد، لم نصل إلى هناك بعد".

وأنقذ أفراد الحرس الوطني وفرق أخرى مئات الأشخاص من السيارات التي دفنت تحت الثلوج، لكن السلطات قالت إن المزيد من الناس ما زالوا محاصرين.

أدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أميركية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

"انقطاع الكهرباء"

وأوضح بولونكارز أن التيار الكهربائي لن يعود بالكامل في بافالو حتى الاثنين، وأن مطار بافالو الدولي سيبقى مغلقاً حتى الثلاثاء.

وقال علي لوسون (34 عاماً) الذي يعيش في بافالو منذ ثماني سنوات، لوكالة "فرانس برس" السبت إن "الرياح قوية جداً" لدرجة أن الثلج يتشكل مثل "كثبان رملية". ووصف الوضع بأنه "جنوني".

وكان أكثر من 48 ألف منزل بدون كهرباء على الساحل الشرقي، الأحد، حسب الموقع الإلكتروني "باور-آوتيج" الذي تحدث عن انقطاع التيار عن حوالي 150 ألف منزل في البداية.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الأميركية إنها تتوقع عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية "بحلول منتصف الأسبوع المقبل".

وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا أدّى انقلاب حافلة، السبت، بسبب الجليد على الأرجح إلى مقتل أربعة أشخاص ونقل 53 آخرين إلى المستشفى بينهم اثنان كانا في حالة حرجة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وحرم مئات الآلاف من الكهرباء في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك الكنديتين، وألغي عدد كبير من الرحلات الجوية في المدن الكبرى وتوقفت خدمة ركاب القطارات بين تورونتو وأوتاوا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات