رحيل أسطورة كرة القدم العالمية بيليه عن 82 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 7
أسطورة كرة القدم بيليه - AFP
أسطورة كرة القدم بيليه - AFP
ساوباولو-وكالات

توفي بيليه، لاعب كرة القدم الذي قاد منتخب بلاده البرازيل للفوز بكأس العالم ثلاث مرات، عن عمر ناهز 82 عاماً، بعد معاناة مع سرطان القولون.

وكان بيليه يخضع منذ 2021 للعلاج من السرطان، ولكن حالته ساءت في الأيام الأخيرة، لتعلن عائلته، الخميس، وفاته في مستشفى في ساو باولو.

واختير بيليه، اللاعب الوحيد المتوّج بكأس العالم ثلاث مرات (1958 و1962 و1970) أفضل رياضي في القرن الماضي، من قبل اللجنة الأولمبية الدولية عام 1999، وبعدها بعام كأفضل لاعب في القرن، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ويعتبر الكثيرون أن بيليه أعظم لاعب كرة قدم في كل العصور، ويُعدّ هذا المراوغ الفتاك الذي ساهم بولادة "كرة السامبا"، بمثابة "كنز وطني" في البرازيل.

ويملك بيليه في حسابه 1281 هدفاً في 1363 مباراة، تحت ألوان نادي سانتوس (1956-1974)، المنتخب الوطني "سيليساو"، وكوزموس نيويورك الأميركي (1975-1977).

ووُلد بيليه، وإسمه إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو في 23 أكتوبر 1940 في عائلة فقيرة، فاضطر لبيع الفول السوداني في الشارع لمساعدة والديه. تم اختيار اسمه الأول تكريماً لتوماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي.

نجم في سن 15 عاماً

ووقّع أول عقد احترافي بعمر الخامسة عشرة، مع سانتوس الذي أحرز معه انجازاً تلو الآخر، فرفع لقب كأس الانتركونتيننتال مرتين توالياً ضد بنفيكا البرتغالي (1962) وميلان الإيطالي (1963).

في 19 نوفمبر 1969، ولدى تسجيله الهدف الرقم ألف في مسيرته على ملعب ماراكانا التاريخي في ريو دي جانيرو، توقفت المباراة لنحو ثلث ساعة لغاية انتهاء لفة تكريمية.

وبعيداً عن الأرقام، تبقى ذكرى بيليه خالدة كـ"ملك" أحدث ثورة في كرة القدم، مع رقم 10 الأبدي على ظهره.

وكان بيليه رائداً في كرة القدم الحديثة، بتقنية استثنائية مقترنة بقدرات رياضية لا مثيل لها، رغم قامته المتواضعة (1.72 م).

وكان بيليه عاطفياً، كما يتضح من مشاهد لا تنسى بالأسود والأبيض، ليافع بعمر السابعة عشرة أحرز أوّل ألقابه العالمية عام 1958 في السويد.

ووفى بوعد قطعه لوالده، بعد ثماني سنوات من رؤيته يبكي أثناء الاستماع على جهاز الراديو إلى خسارة "ماراكانازو" الشهيرة أمام الأوروغواي التي حرمت البرازيل من أوّل ألقابها العالمية عام 1950 على أرضها.

وعام 1970، وخلال أوّل بث مباشر لكأس العالم بالألوان، احتفل بيليه بابتسامة مشرقة في ذروة مسيرته، باللقب العالمي الثالث، عندما كان في تشكيلة ذهبية تُعدّ الأكثر موهبة في التاريخ لضمّها أمثال ريفيلينو، توستاو وجايرزينيو.

تأثر برحيل مارادونا

متأثراً بآلام قوية في وركه، ظهر بيليه على كرسي متحرّك في ديسمبر 2017، خلال سحب قرعة مونديال 2018، محاطاً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وباقي أساطير الكرة، على غرار الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي توفي في نهاية 2020.

وتأثر بيليه كثيراً بعد رحيل مارادونا، صديقه وغريمه، إذا قال حينها: "خسر العالم أسطورة. في يوم من الأيام آمل أن نلعب كرة القدم سوياً في السماء".

التقط عالم الكرة أنفاسه في نوفمبر 2014، عندما أدخل بيليه العناية الفائقة إثر أزمة خطيرة في المسالك البولية، استدعت وضعه في غسيل الكلى.

عانى أزمة ثانية في أبريل 2019 في فرنسا، بمناسبة زيارته باريس لملاقاة المهاجم الشاب كيليان مبابي، كجزء من عملية ترويجية نظّمها راع مشترك.

في سبتمبر 2021، إنذار جديد: خضع في ساو باولو لجراحة لإزالة ورم "مشبوه" في القولون، تم اكتشافه خلال فحوص روتينية للقلب والأوعية الدموية وساهم بشكل رئيس وفاته.

كتب انذاك على إنستغرام: "أصدقائي، مع مرور كل يوم أشعر بتحسّن قليل. أتطلع إلى اللعب مجدداً، لكني ما زلت أتعافى لبضعة أيام أخرى".

لاعب بكلية واحدة

ولدى بيليه كلية واحدة فقط منذ كان لاعباً. تسبّب كسر أحد الضلوع أثناء إحدى المباريات بضرر في كليته اليمنى، والتي تمت إزالتها في النهاية.

امتلك كلية واحدة لكن "ثلاثة قلوب" بحسب ما قال ممازحاً، في تلميح إلى مسقط رأسه تريس كوراسويس في ولاية ميناس جيرايس (جنوب-شرق).

لم يرضخ بيليه أبداً لعروض الأندية الأوروبية الكبرى، لكنه سمح لنفسه بنهاية مسيرة مترفة مع نيويورك كوزموس، مساهماً بنمو عابر لكرة القدم في الولايات المتحدة، حيث اعتزل اللعبة عام 1977.

استمرت شهرته خارج الملاعب، مع أدوار في السينما، تسجيل أغان وحتى وصوله إلى الحكومة حيث لعب دور وزير الرياضة (1995-1998).

اقرأ أيضاً:

تصنيفات