
تخطط الحكومة الجزائرية لاستقطاب أطباء أجانب من أجل الإشراف على العمليات الجراحية المعقدة، بهدف تقليص نفقات إرسال المرضى من أجل العلاج في الخارج.
ونقلت صحيفة "Algerie Eco" الجزائرية عن وزير الصحة عبدالرحمن بن بوزيد أن وزارته بصدد إطلاق برنامج لاستقدام الكفاءات الطبية الأجنبية إلى الجزائر، بهدف "تخفيف مصاريف نقل المرضى إلى الدول الأجنبية".
وأدلى بن بوزيد بهذه التصريحات خلال زيارته، الثلاثاء، لمصلحة أمراض القلب بالمركز الاستشفائي الجامعي "فرانس فانون" في مدينة البليدة.
وقال وزير الصحة الجزائري إن الأطباء الأجانب سيشرفون على إجراء العمليات الجراحية التي كان من المبرمج أن تُجرى في الخارج بحضور كوادر طبية جزائرية.
ولفت إلى أن البرنامج سيعطي الأولوية "لأبناء الوطن المهاجرين بالخارج"، مضيفاً أن هذا البرنامج "سيمكن من تخفيف مصاريف نقل المرضى للخارج بالعملة الصعبة".
"تصدير المرضى"
وقالت صحيفة "TSA" (كل شيء عن الجزائر)، إن الحكومة تساهم في تغطية نفقات نقل المرضى الجزائريين لإجراء العمليات الجراحية التي يتعذر القيام بها في المستشفيات الجزائرية، في الخارج، مضيفةً أن الأمر يكلف خزينة الدولة مبالغ هائلة سنوياً.
وانتقد أطباء جزائريون بشكل مستمر رحلات العلاج في الخارج، ومن ضمنهم كمال بوزيد، رئيس قسم جراحة الأورام في مستشفى "بيير إي ماري كوري" في العاصمة الجزائر، والذي قاد خلال السنوات الأخيرة نضال الأطباء الجزائريين لوقف هذه الرحلات، وفقاً للصحيفة.
وقال بوزيد لـ"TSA" إنه "يجب إيقاف نقل المرضى للعلاج بالخارج، ليس فقط لتقليص نفقات الحكومة، بل لأنه مطب أساسي للكوادر الطبية الجزائرية منذ عام 1994".
وأضاف بوزيد أن الجزائر "هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بتصدير المرضى"، مضيفاً أن "هناك بعض العمليات الجراحية في بعض التخصصات التي لا يمكن القيام بها في الجزائر، لكن يمكننا إجراؤها بالتنسيق مع فرق طبية أجنبية".
وشدد بوزيد على أنه "حين يتم وقف إرسال المرضى إلى الخارج من أجل إجراء العمليات الجراحية، سيتحسن النظام الصحي الجزائري".
كفاءات جزائرية في الخارج
ووفقاً لصحيفة "TSA"، فإن أكثر من 15 ألفاً من الكفاءات الطبية الجزائرية يعملون في الخارج.
وقال كمال بوزيد إن رحلات العلاج في الخارج من بين العوامل التي شجعت الأطباء والممرضين الجزائريين على مغادرة البلاد والعمل في الخارج، مضيفاً: "لماذا تريدنهم أن يبقوا في دولة تُصدر المرضى إلى الدول الأجنبية؟".