جنوب إفريقيا.. أزمة الكهرباء لا ترحم حتى الأموات    

time reading iconدقائق القراءة - 3
فني يقوم بقطع التيار الكهربائي عن أحد المحلات في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا. 19 يناير 2023 - AFP
فني يقوم بقطع التيار الكهربائي عن أحد المحلات في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا. 19 يناير 2023 - AFP
جوهانسبرج-أ ف ب

تواجه العائلات في جنوب إفريقيا صعوبات كثيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وصولاً إلى عدم تمكّنها من إقامة حداد تقليدي تتجمّع خلاله حول المتوفّى فترة أسبوع، فقد بات الأمر يمثل تحدّياً ويدفع إلى دفن الموتى في أسرع وقت ممكن.

وقالت الجمعية، التي تمثّل قطاع تنظيم الجنازات في البلاد "SAFPA"، في بيان، الأسبوع الجاري: "نرى الكثير من الجثث المتحلّلة".

وساءت أزمة الكهرباء منذ العام الماضي في القوّة الصناعية الأولى في إفريقيا، حيث ينقطع التيار الكهربائي أحياناً أكثر من 11 ساعة يومياً.

ومن الأسباب وراء ذلك، الوضع الذي تمرّ به شركة "إسكوم" العامّة التي تنتج 90% من الكهرباء في جنوب إفريقيا، والتي غرقت في الديون بعد سنوات من سوء الإدارة، فيما تكافح حالياً في ظلّ تقادم محطّات الطاقة وسوء صيانتها.

انقطاعات الكهرباء

وتشهد البلاد منذ أشهر انقطاعاً مبرمجاً للتيار الكهربائي، يمتدّ لساعات وعدّة مرّات في اليوم، ليصل الأمر إلى فترات قياسية.

وبالنسبة إلى متعهّدي الجنازات، فإنّ هذا الانقطاع في التيار الكهربائي يعني إيقاف أنظمة التبريد وإمكان تحلل الجثث.

ومن هذا المنطلق، يشجّع مسؤولو القطاع العائلات على دفن موتاها في غضون 4 أيام. ويأتي ذلك أيضاً للحفاظ على انخفاض التكاليف، وسط ارتفاع نسبة التضخّم وأسعار الوقود.

تداعيات

إضافة إلى المشاكل اللوجستية، يواجه المهنيون في القطاع تأخيرات في إعلان الوفيات والحصول على تصاريح الدفن، إذ إنّ الإدارات التي تصدر شهادات الوفاة غير قادرة على إصدار الوثائق في حال انقطاع التيار الكهربائي.

من جهته، قال المتحدث باسم الجمعية الممثّلة للقطاع إنه في بعض المناطق النائية: "يستغرق الأمر أحياناً ساعات قبل التمكّن من الاتصال بسيارة إسعاف إلى أن تتمكّن بدورها من الوصول إلى المكان للإعلان رسمياً عن الوفاة"، لتجري بعد ذلك عملية إزالة الجثة، مشيراً إلى أنّ شبكات الهاتف أيضاً تعطّلت بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف: "هذه سلسلة تداعيات جراء انقطاع الكهرباء".

في هذه الأثناء، أثار الإعلان الأخير عن زيادة الرسوم لإنقاذ شركة "إسكوم" الغضب في البلاد. وتظاهر الآلاف هذا الأسبوع في جوهانسبرج وكيب تاون، بدعوة من التحالف الديمقراطي، الحزب المعارض الرئيسي.

وأعلن الرئيس سيريل رامافوزا معارضته لهذه الزيادة، فيما أقرّ بأنّ الأزمة "تدمّر الشركات"، موضحاً أنه "لا يمكن حلّها بين ليلة وضحاها".

لا تزال جنوب إفريقيا تستمدّ 80% من احتياجاتها من الكهرباء من الفحم، ممّا يولّد تلوثاً خطيراً يندّد به دعاة حماية البيئة. وتمّت الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 98 مليار دولار لانتقال الطاقة في هذه الدولة خلال قمّة المناخ "كوب 27".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات