
أعلن مصرف لبنان المركزي، الأربعاء، سعر صرف رسمي جديد لليرة عند 15 ألفاً للدولار، ما يمثل خفضاً بنسبة 90% عن السعر السابق 1507.5 للدولار، والذي بقي من دون تغيير لمدة نحو 25 عاماً.
ولا يزال التحوّل من السعر القديم بعيداً عن السعر في السوق الموازية التي تشهد أغلب التداولات. وقال متداولان في تلك السوق، إن الليرة جرى تداولها الثلاثاء عند نحو 59 ألفاً للدولار، ما يعني أن التقييم الجديد لليرة أعلى أربع مرات تقريباً من سعرها الحقيقي في السوق السوداء.
وهوت الليرة بشدة منذ انهيار مالي في 2019، بعد فساد استشرى لعقود، إضافة إلى إسراف في الإنفاق وسوء الإدارة من قبل النخبة الحاكمة. ويأمل لبنان في إتمام اتفاق مع "صندوق النقد الدولي" للحصول على حزمة إنقاذ قيمتها ثلاثة مليارات دولار.
ووصف مسؤولون لبنانيون قرار تبني سعر الصرف الرسمي الجديد، بأنه خطوة نحو توحيد أسعار الصرف المتعددة في البلاد التي ظهرت بسبب الأزمة المالية.
وتوحيد أسعار الصرف المتعددة من بين المطالب العديدة التي يسعى "صندوق النقد" لأن ينفذها لبنان ليتمكن من الحصول على حزمة الإنقاذ التي ستساعده على الخروج من الأزمة.
لكن الصندوق قال العام الماضي، إن التقدم الذي يتحقق في تنفيذ تلك المطالب، لا يزال "بطيئاً للغاية" مع عدم تنفيذ أغلبها.
وسينطبق سعر الصرف الرسمي الجديد على عمليات السحب بالعملة المحلية من الحسابات المصرفية بالدولار، التي لم يتمكن المودعون من السحب منها بالعملة الصعبة منذ 2019.
وقال رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان، لـ"رويترز"، الثلاثاء، إن التغيير سيؤدي أيضاً لانخفاض في قيمة رؤوس أموال البنوك.
ويتوقع المحللون أن يكون لهذا التحول تأثير أقل على الاقتصاد عموماً الذي يتعامل بالدولار بشكل متزايد وتتم فيه معظم التعاملات وفقاً لسعر الصرف في السوق الموازية.