"شانلي أورفا".. مدينة تركية دمرها الزلزال

time reading iconدقائق القراءة - 4
دراجة أطفال مدمرة بينما يبحث رجال الإنقاذ عن ناجين تحت الأنقاض في مدينة "شانلي أورفا". 6 فبراير 2023 - AFP
دراجة أطفال مدمرة بينما يبحث رجال الإنقاذ عن ناجين تحت الأنقاض في مدينة "شانلي أورفا". 6 فبراير 2023 - AFP
شانلي أورفا (تركيا)-أ ف ب

تتوجّه مواكب من السيارات شمالاً للخروج من مدينة "شانلي أورفا" المدمّرة، لإبعاد السكان المصدومين قليلاً عن مسرح أقوى زلزال يضرب تركيا منذ عقود. وعلى الجانب الآخر من الطريق، تسير عائلة تحت المطر، تجرّ متعلقاتها بعربة أطفال، بحثاً عن مأوى لتمضية الليل البارد.

"شانلي أورفا" واحدة من كبرى مدن جنوب شرقي تركيا، ومن أكثر المناطق المتضررة بالزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في كل أنحاء المنطقة ذات الغالبية الكردية، وسوريا المجاورة.

دمّر الزلزال نحو 3500 مبنى في 10 محافظات، ما أدى إلى إصابة أكثر من 11 ألف شخص وترك عدد آخر غير معروف تحت الأنقاض.

في "شانلي أورفا"، كان عشرات المسعفين يحاولون سحب ناجين من مبنى مؤلف من سبعة طوابق تحوّل إلى أكوام من التراب والحطام. ولقي 30 شخصاً على الأقل حتفهم في هذه المحافظة حيث انهار 200 مبنى بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات.

عملية صعبة

يبحث عمر الجنيد عن معارف له محاصرين تحت الأنقاض. ويقول هذا الطالب السوري البالغ 20 عاماً، والذي يعيش على مقربة من المكان: "هناك عائلة أعرفها تحت الأنقاض". ويضيف: "حتى الساعة الـ 11 صباحاً أو قرابة الظهر، كانت صديقتي لا تزال ترد على الهاتف، ولكنها لم تعد تجيب. إنها موجودة تحت الأنقاض. أعتقد أن بطارية هاتفها نفدت".

يحاول عشرات الأشخاص رفع قطع ضخمة من الحطام الإسمنتي، علّهم يحصلون على أي مؤشر للحياة تحته.

على مقربة من هذا الموقع، يجلس أمين كاتشماز حول موقد برفقة موظفيه الثلاثة خارج متجر بيع المفروشات الخاص به، فيما يحرسون المتجر المحطم، من اللصوص. فقد تكسّرت نوافذ المتجر الكبيرة وتصدّعت أعمدته الضخمة، وأصبح لا يقوى على دعم الطوابق السبعة للمبنى المتضرر المتهالك الذي قد ينهار في أي لحظة.

يقول الرجل البالغ 30 عاماً "المبنى ليس آمناً"، لكن "سنبقى هنا طوال الليل. هذا مصدر رزقنا".

"جميعنا خائفون"

على مسافة مئات الأمتار، يجلس مصطفى كويونجو، البالغ 55 عاماً، في سيارة العائلة مع زوجته وأطفالهما الخمسة.

ويقول: "نحن ننتظر هنا، لأننا لا نستطيع العودة إلى منزلنا. في الوقت الحالي، إن ذلك ممنوع"، في إشارة إلى أمر حكومي يطلب من الجميع البقاء في الشارع حفاظاً على سلامتهم.

وإذا لم يتمكّن من العودة، سيتوجه مع عائلته إلى مسجد قريب، تحوّل مثل الكثير من المساجد الأخرى إلى مركز استقبال.

ويصر كويونجو على أن "المبنى الذي نعيش فيه آمن"، إلا أن ابنته الكبرى لا تؤيده، قائلة "لا، إنه ليس متأكداً من ذلك".وبنبرة مختلفة يختم الوالد "من الذي لا يخاف؟ جميعنا خائفون!".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات