9 عوامل تحدد فرص النجاة تحت أنقاض الزلازل

time reading iconدقائق القراءة - 7
منقذون يحاولون إنقاذ سيدة عالقة في أنقاض مبنى منهار في كهرمان مرعش بتركيا. 11 فبراير 2023 - AFP
منقذون يحاولون إنقاذ سيدة عالقة في أنقاض مبنى منهار في كهرمان مرعش بتركيا. 11 فبراير 2023 - AFP
القاهرة-محمد منصور

تُسارع فرق الإنقاذ في تركيا وسوريا للوصول إلى أحياء تحت الأنقاض، بعد مرور أكثر من 5 أيام على وقوع الزلزال الذي تسبب في تدمير واسع النطاق في البلدين وأسقط آلاف الضحايا.

ولا تُعرف على وجه الدقة الأعداد التي لا تزال عالقة تحت الأنقاض، خاصَّة مع ارتفاع أعداد الضحايا لأكثر من 25 ألف شخص، لكن، هل يُمكن أن ينجو شخص من الموت بعد مرور تلك الفترة تحت الأنقاض؟

استشاري الطب الشرعي وعضو "الجمعية اليابانية للعلوم الطبية الشرعية" الدكتور محمد جاب الله، حدد لـ"الشرق" 9 عوامل تؤدي للخروج من تحت الأنقاض على قيد الحياة، هي: طبيعة وحجم الإصابات التي تعرض لها العالق جراء تساقط الأنقاض عليه، والحالة الصحية بشكل عام قبل وقوع الزلزال، والعمر، وكذلك الجنس فالوفيات بين النساء والأطفال تحصل بشكل أكثر، وجود تهوية من عدمه في الحيز الذي يوجد به الشخص العالق، وأيضاً المياه والغذاء، والظروف الجوية بشكل عام، إلى جانب حالته النفسية و قدرته على التعامل ذهنياً مع الموقف.

وقال جاب الله إن "الأشخاص بعمر  18 و50 عاماً أوفر حظاً للعيش لوقت أطول تحت الأنقاض".

أسبوع بلا مياه

وأوضح جاب الله أنَّ الشخص البالغ السليم يُمكن أن يظلَّ على قيد الحياة لمدة أسبوع كامل من دون مياه، مشيراً إلى أنَّ توفر المياه بجانبه قد يُعطيه القوة ليظل على قيد الحياة لمدة 3 أسابيع بحد أقصى في حالة انعدام الطعام.

وشدَّد جاب الله على أنَّ عمليات الإنقاذ "يجب أن تستمر طالما كان هناك أمل في وجود أحياء تحت الأنقاض، وبحد أقصى أسبوع وهي الفترة التي يستطيع فيها الشخص البالغ السليم تحمل العطش".

وأضاف: "بعد ذلك، تتضاءل فرص العثور على أحياء تحت الأنقاض، وتتوجه الجهود إلى رفع الأنقاض لانتشال الجثث بغرض التعرف عليها، وتجنباً لانتشار الأمراض وتلوث مصادر المياه في المناطق المنكوبة".

أكثر ضحايا الزلازل

وعن نسب الوفيات طبقاً للجنس والعمر، أكد الطبيب الشرعي الذي عمل كثيراً على ضحايا الكوارث والجرائم أنَّ نسب الوفيات والضحايا تكون أكثر بين السيدات والأطفال لأسباب عدة "منها تفوق الرجال في القوة الجسدية التي تمكنهم من تحمل الإصابات والقدرة على البقاء".

واعتبر أنَّ السيدات والأطفال في حالات عدة "لا تكون لديهم المقدرة على التصرف السريع واللجوء بصورة مناسبة إلى الأماكن الآمنة".

وأضاف: "كما أنَّ الرجال بحكم وجودهم خارج المنازل في معظم الأوقات يقل معدل تضررهم في حالات الزلازل لكونهم في أماكن مكشوفة بينما تزيد نسبة وفيات السيدات والأطفال في حالات الزلازل نظراً لبقائهم في المنازل أثناء وقوع الزلازل".

وبحسب جاب الله، تزيد أيضاً نسبة الوفيات بين كبار السن وبين من تخطوا سن الـ50 عاماً.

ويرى جاب الله أن الظروف الجوية تؤثر بقدر كبير على عمليات الإنقاذ، ومعدلات الوفاة بين الركام "فكلما ساءت الأحوال الجوية وانخفضت درجات الحرارة، زادت نسبة الوفيات بين العالقين تحت الأنقاض لأن انخفاض الحرارة يؤثر بالسلب على العمليات الحيوية بالجسم ويُزيد من الوفيات بين كبار السن والأطفال بصورة كبيرة".

الحالة النفسية تحت الأنقاض

وبالنسبة إلى الحالة النفسية للعالقين تحت الأنقاض، أوضح جاب الله أنه "كلما كانت الحالة العقلية والنفسية قوية ومتماسكة لدى الشخص العالق تحت الأنقاض، كلما زادت فرص بقائه على قيد الحياة".

وأشار إلى أنَّ "الحالة النفسية المتماسكة تجعل الشخص قادراً بصورة أكبر على طلب النجدة وجذب انتباه فرق الإنقاذ، كما تجعله أقدر على التصرف في ظل الظروف الصعبة المحيطة به، بالإضافة إلى قدرته على اتباع تعليمات فرق الإنقاذ و التفاعل الإيجابي معها".

واستشهد جاب الله بالناجي الأشهر في الزلزال الذي وقع في مصر عام 1992 (أكثم سليمان) والذي ظلَّ على قيد الحياة بسبب قدرته على التعامل ذهنياً مع الموقف والتصرف الهادئ، ما أبقاه على قيد الحياة لمدة 4 أيام تحت الأنقاض.

الوفاة تحت الأنقاض

وأوضح جاب الله أنَّ "هناك العديد من الأسباب الشائعة وراء وفاة العالقين تحت الأنقاض، منها: الإصابات الرضية والهرسية تحت الأنقاض، أو الموجات الزلزالية الارتدادية التي تؤدي إلى تساقط المزيد من الركام، إلى جانب الجوع والعطش خاصة عند وجود العالقين في مناطق لا يمكن الوصول إليها بواسطة فرق الإنقاذ".

وأضاف: "تحدث الوفاة أيضاً بسبب الاختناق عند نفاد الهواء الموجود في الحيز الضيق، أو بسبب حدوث حريق أو تسرب غازات سامَّة بين الأنقاض، وأخيراً يحدث الموت بسبب عدم تناول الأدوية الخاصة بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة مثل القلب والسكري".

فرق الإنقاذ "لم تفقد الأمل"

ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا الدكتورة إيمان شنقيطي، قالت رداً على سؤال لـ"الشرق" خلال مؤتمر صحافي، السبت، إنَّ فرق الإنقاذ "لم تفقد الأمل بعد" خاصة بعد العثور على أحياء بعد 100 ساعة من الكارثة.

وأشارت شنقيطي إلى نقص الأدوات والمعدات الثقيلة، مؤكدة أن الأهالي "يحفرون بأيديهم بين الأنقاض في محاولة للعثور على أحياء".

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظيري، خلال المؤتمر ذاته إنَّ "فرص العثور على أحياء تضاءلت بالفعل، لكننا نأمل أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول اليهم خاصة بعد تحسن الطقس جزئياً اليوم"، مشيراً إلى أنَّ فرق الانقاذ "لم تعثر على أطفال أحياء منذ أمس".

وبحسب وكالة "رويترز"، تراجعت، السبت، آمال العثور على المزيد من الناجين في تركيا وسوريا بعد 5 أيام من وقوع الزلزال.

وقالت الوكالة إنه على الرغم من ورود أنباء عن إنقاذ العديد من الأشخاص من تحت الأنقاض، السبت، إلا أنَّ القليل من جهود الإنقاذ تكلل بالنجاح.

وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي للصحافيين، مساء الجمعة، إن نحو 80 ألفاً يتلقون العلاج في المستشفيات بينما أصبح 1.05 مليون شخص بلا مأوى وانتقلوا إلى ملاجئ مؤقتة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات