بعد مرور ستة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، لا تزال جهود الإنقاذ مستمرة في أماكن مختلفة، خصوصاً في المناطق المنكوبة بمحافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية.
وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في كل لحظة صور ومقاطع فيديو، تنقل تفاصيل هذه الكارثة، فيما يتناقل الناس هذه الصور ليرووا قصصاً عن أحداث بعضها صحيحة وأخرى من نسج الخيال، فالدقة في رواية الأحداث قد لا يكترث لها الكثيرون.
زحام السير.. امتنان للبنان
لا تمضي ساعة من دون أن تتصدر صورة أو مقطع فيديو عن الزلزال وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد فترة قصيرة تصبح هذه الصور من الماضي، مع ظهور صور مآسي جديدة.
مساء الجمعة، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي، بصورة لطريق "ضهر البيدر" الواصل بين دمشق والعاصمة اللبنانية بيروت للمصور ماهر بركة، يبدو مكتسياً بالثلوج ومكتظاً بالسيارات.
وذهب البعض بخياله وقال إنها قوافل مساعدات قادمة إلى السوريين من لبنان، وانهالت المنشورات الممتنة والمحبة للبنان، البلد الذي أرسل فعلاً مساعدات وفرق إنقاذ منذ اليوم الأول، إلا أن الصورة بحسب مصوّرها كانت لزحام سير تسبب به الجليد في المنطقة بين صوفر وضهر البيدر، وزاد الزحام بسبب نهاية الأسبوع.
رضيع بين سوريا وتركيا
على الأرض يركّز العمل الإنساني على الفئات الأشد ضعفاً، النساء والأطفال وكبار والسن وذوي الهمم وغيرهم، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً يصعب على الناس تفادي صور الأطفال من ضحايا الزلزال، ينشرونها بدافع "التعاطف الإنساني" من دون الانتباه إلى "الخصوصية".
والسبت، انتشرت صورة رضيع لا معلومات مؤكدة عن مصدرها، لكن البعض قال إنها لأحد الأطفال الناجين في سوريا، فيما قال آخرون إنه في تركيا، بعد أن قضى 128 ساعة تحت الأنقاض.
الصورة انتشرت كالنار في الهشيم على وسائل التواصل، كل يرويها بطريقته، وفي المكان والزمان الذي يراه مناسباً، ولم يعد مهماً التأكّد من صحّة القصة هذه المرة، فعيون الطفل وحدها تروي الكثير كما يقول البعض.
ليست صورة الطفل وحدها من كانت حديث الشّارع السوري، فهناك أيضاً صورة الطفلة شغف التي انتشرت على أنها طفلة من اللاذقية فقدت والديها في الزلزال، لكن اتضح لاحقاً أنها نجت مع والديها وهي حالياً في أحد مراكز الإيواء في المدينة.
ضحايا القطاع الصحي
وترتفع أرقام الضحايا والخسائر المادية، فيما تستمر قوافل المساعدات في الوصول إلى المناطق المنكوبة، وفي كل ساعة تتضح الخسائر أكثر، ومن بين الضحايا انتشرت صورة لـ31 طبيباً وصيدلانياً سورياً من مختلف التخصصات، قيل إنهم ضحايا الكارثة الطبيعية في سوريا وتركيا، لكن حتى الآن لم يصدر أي تصريح رسمي عن حصيلة دقيقة لأعداد الضحايا من العاملين في القطاع الصحي.
فضاء افتراضي "مشوّش"
بعد مرور قرابة الأسبوع عن الزلزال، لا يزال الفضاء الافتراضي مشوّشاً، خصوصاً للأشخاص البعيدين عن مكان الكارثة. وتنوعت المنشورات على مواقع التواصل، من مشاهير وفنانين وصحافيين وغيرهم، الجميع يريد التعليق وإبداء رأيه.
وظهرت فيديوهات دعم للمتضررين في مناطق بعينها دون غيرها، أو مناشدات خجولة لتخطي التجاذبات السياسية أمام هول الكارثة، وأخرى تناقش توزيع المساعدات وحالات السرقة التي يتحدث البعض عنها. فالآراء جاءت متناقضة، وبعضها منفعلة وغاضبة، ذكريات تعيد إلى الأذهان 12 عاماً من الانقسام بين السوريين.
ويبدو أن ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي لم تُؤثر على العاملين في الأرض، الذين يشاركون صباحاً ومساءً في عمليات الإغاثة وجمع وتوزيع المساعدات وغيرها، فهؤلاء وحدهم من يسابقون الزمن بحثاً عن ناجين وتأمين الحماية لمن بقوا.
اقرأ أيضاً: