أميركيون يتعلمون عبر "تيك توك" طرق مواجهة التضخم

time reading iconدقائق القراءة - 4
شعار "تيك توك" يظهر على شاشة هاتف محمول. 22 أغسطس 2022 - REUTERS
شعار "تيك توك" يظهر على شاشة هاتف محمول. 22 أغسطس 2022 - REUTERS
واشنطن -أ ف ب

يتابع الأميركيون الحرصاء على خفض نفقاتهم في ظل التضخم الذي تواجهه الولايات المتحدة باستحسان كبير، مقاطع فيديو عبر شبكة "تيك توك" يتبع ناشروها أسلوباً تقليدياً في تقسيم الراتب الشهري، وتوزيعه نقداً على مظاريف، كلّ منها مخصص لفئة من المصاريف، كالغذاء والوقود وغيرهما.

جوديا جرينر (25 عاماً) التي يتابع حسابها في المنصة 200 ألف مستخدم، بدأت اعتماد هذا الأسلوب المعروف بـ"كاش ستافينج" قبل سنتين، عندما كانت طالبة في جامعة أولد دومينيون في فيرجينيا.

وقالت: "كنت أرغب في استخدام المبالغ الخاصة بي لدفع تكلفة دراستي وعدم الاستدانة".

وأضافت جرينر: "لكن لم تكن لدي أدنى فكرة عما ينبغي فعله لأنني لم أكن أعرف المبلغ الذي كنت أملكه".

وتابعت: "كنت أستخدم بطاقتي المصرفية لإجراء مشترياتي ودفع مستحقاتي، واتمنى ألا تُرفَض".

وقررت جاسمن تايلور (31 عاماً) اعتماد هذا الأسلوب في فبراير 2021، وبات يتابع حسابها في "تيك توك" 620 ألف مستخدم.

وقالت المرأة المنحدرة من تكساس: "حزت شهادة لكنني كنت أفتقد أي آفاق وظيفية، وكان وضعي المالي سيئاً".

وأضافت: "كنت أقوم بعمليات شراء عشوائية كثيرة".

ويتمثل هذا الأسلوب الرائج في دفع كل المستحقات نقداً، بعد سحب الراتب من المصرف وتقسيمه داخل مظاريف يُحدد على كل منها نوع الإنفاق (الإيجار، التسوق...)، في خطوة تهدف إلى التوفير.

وتخطى عدد مشاهدات مقاطع الفيديو المُرفقة بوسم  (#cashstuffing) عبر "تيك توك" 930 مليون مشاهدة.

وهذا الأسلوب غير الجديد يُشبه كثيراً ذلك الذي شاع قبل 20 عاماً بفضل الخبير الاقتصادي الأميركي دايف رامسي، عندما لم تكن الهواتف الذكية والمدفوعات الإلكترونية موجودة.

ومع أنّ هذه الطريقة قديمة وغير عملية، لأنّ بعض المؤسسات والشركات ترفض الدفع نقداً، إلا أنها أتاحت لجوديا جرينر، توفير 7500 دولار، استخدمتها في دفع مستحقات دراستها.

وقالت: "استخدام البطاقة المصرفية أشعرني بأنني لا أملك الأموال، إنفاق الأموال النقدية جعلني ألاحظ المبالغ التي أدفعها، ما دفعني للحد من مشترياتي".

وتابعت: "الإفراط في الاستهلاك والإنفاق مشكلة يعاني منها أبناء جيلي".

الشعور بالخوف

جاسمن تايلور التي تدفع 96% من نفقاتها نقداً فتخلصت من ديون بقيمة 32 ألف دولار، 8 آلاف منها مرتبطة ببطاقات ائتمان، فيما تشكل 5 آلاف منها ديوناً متعلقة بتكاليف صحية.

وتُعرَف الولايات المتحدة بمؤسساتها الإقراضية التي تشجّع الأسر على الاستدانة بصورة مستمرة.

وتعتبر بريا مالاني، وهي مؤسِسة شركة "ستاش ويلث" التي توفر استشارات مالية للمهنيين الشباب، أنّ الأزمة الاقتصادية لها دور في نجاح أسلوب المظاريف الشائع.

وأضافت: "مع انتشار العناوين الإخبارية المقلقة كانهيار العملات الرقمية وتراجع الأسواق والركود الوشيك وغير ذلك، من المنطقي أن يرغب السكان في التحكم بصورة أكبر بأوضاعهم المالية"، لافتة إلى أنّ "الإمساك بالأوراق النقدية يُشعر صاحبها بالطمأنينة".

في المقابل قال الأستاذ في إدارة الثروات بالجامعة الأميركية جايسن هويل، إنّ "عام 2023 هو أسوأ فترة للاحتفاظ بالأموال نقداً داخل المنازل" لأنّ هذه الخطوة لا تحمل أي فائدة للفرد بالإضافة إلى انخفاض قيمة الأموال.

وعام 2022، أكّد 4 من كل 10 أميركيين (41%) تقريباً أنّهم لم يجروا أي عمليات شراء نقدية خلال أسبوع، مقارنة بـ 24% فقط عام 2015، على ما أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث.

وتعتبر جوديا جرينر أنّ أسلوب المظاريف هو "أفضل طريقة لإدارة الميزانية لمَن بدأ حديثاً بذلك، ما يتيح له أن يثق بنفسه في ما يتعلق بالمسائل المالية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات