رئيس "تيك توك" في استجواب قاس بالكونجرس: لا نخضع للحكومة الصينية

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس التنفيذي لتطبيق "تيك توك" شو شي تشو خلال جلسة استماع في الكونجرس. 23 مارس 2023 - AFP
الرئيس التنفيذي لتطبيق "تيك توك" شو شي تشو خلال جلسة استماع في الكونجرس. 23 مارس 2023 - AFP
واشنطن -رويترزأ ف ب

واجه الرئيس التنفيذي لتطبيق "تيك توك"، شو شي تشو، استجواباً قاسياً في الكونجرس، الخميس، من المشرعين المقتنعين بأن تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة الذي تملكه شركة "بايت دانس" الصينية ينبغي حظره لاحتمال كونه تهديداً للأمن القومي الأميركي.

وقالت رئيسة لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب، كايثي مكموريس رودجرز، في بداية الجلسة: "اختار تيك توك بشكل متكرر المسار الذي يعطيه المزيد من التحكم والمزيد من المراقبة والمزيد من التلاعب.. يجب حظر منصتكم".

وأضافت أن المستخدمين الأميركيين البالغ عددهم 150 مليوناً، هم "أميركيون يمكن للحزب الشيوعي الصيني جمع معلومات حساسة عنهم، والتحكم فيما نراه ونسمعه ونؤمن به".

ورد تشو: "يبدو أن القرار متّخذ في واشنطن مع العديد من التشريعات بما فيها مشروع قانون يدعمه البيت الأبيض، ما يمهد فعلاً لحظر التطبيق".

وسألت عضوة مجلس الشيوخ ديانا ديجيت، في جلسة الاستماع التي عقدت تحت عنوان "كيف يمكن للكونجرس حماية خصوصية البيانات الأميركية وحماية الأطفال من الأضرار عبر الإنترنت"، تشو، عما يفعله "تيك توك" لمنع انتشار المعلومات المضللة على المنصة.

وقالت: "لديكم ضوابط حالية، لكنها لا تعمل على إبعاد هذه المعلومات بشكل رئيسي عن الشبان، وعن الأميركيين بشكل عام".

من جانبه قال تشو، إن الشركة تستثمر في إدارة المحتوى والذكاء الصناعي للحد من هذا المحتوى.

وأضاف: "يأتي السواد الأعظم من مستخدمينا إلى منصتنا من أجل المحتوى المسلي، لكن ثمة أشخاصاً ينشرون بعض المعلومات الخطيرة ونحتاج إلى التعامل مع ذلك بجدية شديدة".

وأكد تشو أن "شركة (بايت دانس) ليست تابعة أو خاضعة لسيطرة الحكومة الصينية وهي شركة خاصة".

وأضاف: "60% من الشركة تملكها مؤسسات استثمارية عالمية، و20% يملكها مؤسس الشركة، و20% يملكها موظفون في كل أنحاء العالم".

وأوضح تشو: "نعتقد أن المطلوب هو قواعد شفافة واضحة تنطبق على كل شركات التكنولوجيا.. الملكية ليست أساساً لمعالجة هذه المخاوف".

وأشار إلى أن بعض البيانات الأميركية ما زالت متاحة لموظفي الشركة في الصين، قائلاً: "اليوم، لا تزال هناك بعض البيانات التي نحتاج إلى حذفها".

ديجيت اعتبرت أن تحركات "تيك توك" غير كافية، موضحة: "قدمت لي تعليقات عامة فحسب بشأن أنكم تستثمرون وأنكم قلقون وأنكم تعملون.. لا يكفيني ذلك.. لا يكفي ذلك الآباء الأميركيين".

"مشروع تكساس" للحد من المخاوف

ويحاول تشو بذل ما في وسعه من أجل بقاء التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة.

واختتمت شهادة الرئيس التنفيذي أمام الكونجرس، تحركات تقوم بها الشركة منذ أسبوع، لإقناع الأميركيين ومشرعيهم بأن التطبيق ينشئ قيمة اقتصادية ويدعم حرية التعبير.

وواجه "تيك توك" الذي يستخدمه أكثر من 150 مليون أميركي، اتهامات خطيرة بأنه يشارك بيانات مستخدميه الأميركيين مع الحكومة الصينية، وأن الشركة تتقاعس عن توفير حماية ملائمة للأطفال من الإيذاء.

وقالت "تيك توك" إنها أنفقت أكثر من 1.5 دولار على ما تسميه "مساعي صارمة لتأمين البيانات" تحت اسم "مشروع تكساس" الذي يعمل به في الوقت الراهن قرابة 1500 موظف بدوام كامل وتعاقدت مع شركة "أوراكل" لتخزين بيانات مستخدمي التطبيق الأميركيين، للحد من مخاوف الأمن القومي.

وأضافت أنها تستخدم تصفية صارمة للمحتوى الذي ربما يضر الأطفال.

ضغوط غربية

التطبيق يتعرض لضغوط هائلة من دول غربية عدة مع مطالبة مسؤولين حكوميين في الولايات المتحدة وفي مفوضية الاتحاد الأوروبي وكذلك بريطانيا وكندا بحذف التطبيق من أجهزتهم.

ونصحت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الثلاثاء، موظفيها بحذفه من هواتفهم.

لكن الخطر الأكبر الذي يهدد "تيك توك" مصدره الولايات المتحدة، إذ أنذرت إدارة الرئيس جو بايدن الشركة بأن تتخلى عن ملكيتها الصينية وإلا ستواجه حظراً تاماً.

وسيكون الحظر إذا طُبّق، خطوة غير مسبوقة بحق شركة إعلامية تتّخذها الحكومة الأميركية، وسيؤدي إلى إبعاد 150 مليون مستخدم شهرياً في البلاد عن التطبيق الذي أصبح مصدر الترفيه الأكثر مشاهدة في البلاد بعد "نتفليكس"، خصوصاً بين الشباب.

وفي الأشهر الأخيرة من ولايته، حاول الرئيس السابق دونالد ترمب أيضاً حظر التطبيق، لكنّ قاضياً أميركياً قوض جهوده في نهاية المطاف.

اتهامات بالقمع

الأسبوع الماضي، حضّت بكين، واشنطن على "الكف عن قمع (تيك توك) بشكل غير مبرر"، معتبرة أن الولايات المتحدة "لا دليل لديها على أن (تيك توك) يهدد الأمن القومي الأميركي".

وأعلنت وزارة التجارة في بكين، الخميس، أنها ستعارض "بشدة" أي عملية بيع قسرية، مشيرة إلى أي بيع أو فصل لشركة "تيك توك" سيتطلب موافقة السلطات الصينية.

وقال الناطق باسم الوزارة شو جوتينج: "فرض بيع (تيك توك)، سيقوض بشكل خطير ثقة المستثمرين من مختلف البلدان، بما فيها الصين، للاستثمار في الولايات المتحدة".

والأربعاء، تجمّع عشرات الفتيان والمدرّسين وأصحاب الأعمال أمام مبنى الكابيتول للتعبير عن معارضتهم لفرض حظر محتمل على التطبيق.

وقالت رائدة الأعمال الطموحة في مجال صناعة الصابون countrylather2020 لمتابعيها البالغ عددهم 70 ألفاً في مقطع فيديو صوّرته بعد وصولها إلى واشنطن: "هل هناك منصات أخرى؟ بالتأكيد، أنا أستخدمها. لكن لا تملك أي منها نطاق الوصول الذي يتمتع به (تيك توك)".

وستكون عملية البيع، حتى لو اتفق جميع الأطراف عليها، معقدة للغاية.

نجاح المنصة يعود إلى خوارزمية التوصيات القوية، وسيكون "تقسيم الخوارزمية بين (تيك توك) و(بايت دانس) مشابهاً لعملية فصل توأمين سياميين"، كما قال المحلل دان إيفز من "ويدبوش" المتخصصة لوكالة "فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات