صاموا حتى الموت.. ارتفاع ضحايا تعاليم طائفة دينية في كينيا

عثر المحققون في كينيا، الثلاثاء، على رفات عشرة أشخاص آخرين في مقابر جماعية مرتبطة بجماعة دينية تدعو إلى الصوم من أجل "لقاء المسيح"، ليرتفع عدد الضحايا إلى 89 شخصاً بينهم أطفال، وسط تزايد المخاوف من احتمال العثور على مزيد من الجثث.

وتجري الشرطة منذ أيام عمليات تمشيط في غابة شاكاهولا القريبة من بلدة ماليندي الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية يرأسها بول ماكينزي نثينجي الذي قال إن "الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله".

وتعود ثلاث من الجثث التي عثر عليها الثلاثاء، لأطفال. وأخرج عمال الطوارئ بملابسهم البيضاء الرفات من مقابر ضحلة، كما عثروا على ناجين مصابين بالهزال، وفق صحافي وكالة "فرانس برس".

وأحدثت تلك الأنباء صدمة في أنحاء البلاد ما دفع الرئيس الكيني وليام روتو للتعهد بقمع "الحركات الدينية غير المقبولة".

ومع ارتفاع أعداد الموتى، حذرت سلطات مستشفى ماليندي الحكومي، الثلاثاء، من أن المشرحة لم تعد تتسع لمزيد من الجثث وبأنها تعمل فوق طاقتها.

وقال المسؤول الإداري للمستشفى سيد علي، إن "مشرحة المستشفى تتسع إلى 40 جثة" مضيفاً أن المسؤولين تواصلوا مع الصليب الأحمر الكيني للحصول على حاويات مبردة.

مقابر أطفال

ويُعتقد بأن عدداً من أتباع جماعة "جود نيوز إنترناشيونال تشورتش" لا يزالون يختبئون في غابة وهم يواجهون خطر الموت في حال عدم العثور عليهم بسرعة.

وكان حسين خالد المدير التنفيذي لمجموعة "حقي إفريقيا" الحقوقية قد أبلغ الشرطة عن ممارسات هذه الجماعة، وحض السلطات على نشر المزيد من عناصر الإنقاذ لتمشيط الغابة البالغة مساحتها 800 فدان بحثاً عن أحياء.

وقال خالد لوكالة "فرانس برس" إن "كل يوم يمر تزيد معه احتمالات وفاة المزيد من الأشخاص".

وأضاف "الرعب الذي شهدناه في الأيام الأربعة الماضية مثير للصدمة. لا شيء يجعلك مستعداً لمشاهد قبور جماعية ضحلة لأطفال".

وذكر المحققون أنهم عثروا على جثث مكدسة في حفر، احتوت واحدة منها على ما يصل إلى ست جثث، فيما تركت جثث أخرى ملقاة على الأرض.

وأكد قائد الشرطة جافيت كومي للصحافيين، الاثنين، إنقاذ 29 شخصاً ونقلهم إلى المستشفى.

عقيدة غير مقبولة

وأعلن وزير الداخلية كيثور كينديكي عزمه زيارة الموقع، الثلاثاء، فيما تعهد روتو باتخاذ إجراءات ضد رجال دين مارقين مثل نثينجي "يرغبون باستغلال الدين للترويج لعقيدة غريبة وغير مقبولة" وشبهه بالإرهابيين.

وبينما تسعى السلطات لمعرفة أسباب ما أطلق عليه اسم "مجزرة غابة شاكاهولا"، ظهرت تساؤلات حول كيفية تمكن هذه الطائفة من العمل بدون أن يتم اكتشافها على الرغم من رصد الشرطة لنثينجي قبل ست سنوات.

فقد اعتقل نثينجي في 2017 بتهمة "التطرف" بعدما حث عائلات على عدم إرسال الاطفال إلى المدارس بدعوى أن الكتاب المقدس لا يعترف بالتعليم.

ثم ألقي القبض عليه مجدداً الشهر الماضي وفق وسائل إعلام محلية، بعدما قضى طفلان جوعاً تحت رعاية والديهما. وأُطلق سراحه بكفالة قدرها 100 ألف شلن كيني (حوالى 700 دولار) قبل أن يسلم نفسه للشرطة في أعقاب عملية شاكاهولا.

وستنظر محكمة القضية، في الثاني من مايو المقبل.

وأعلن الصليب الأحمر الكيني أن فرقة في ماليندي أُبلغت عن 212 مفقوداً، عاد اثنان منهم إلى عائلتيهما.

وحظيت القضية باهتمام كبير في كينيا، ما دفع الحكومة إلى التصريح بضرورة تشديد الرقابة على جماعات مماثلة في كينيا وحركات انخرطت في الجريمة.

اقرأ أيضاً: