الاتحاد الأوروبي يواجه شبح "بريكست" بنسخة شرقية

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وخلفه علم الاتحاد الأوروبي. بروكسل. 24 مارس 2023 - via REUTERS
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وخلفه علم الاتحاد الأوروبي. بروكسل. 24 مارس 2023 - via REUTERS
دبي-الشرق

يواجه الاتحاد الأوروبي خطر "بريكست" جديد، ولكن بنسخة شرقية، وذلك بعد انخفاض دعم التكتل داخل المجر، في أكبر تراجع بين أعضائه البالغ عددهم 27، وفق تقرير لـ"بلومبرغ".

وأظهر أحدث استطلاع أجراه الاتحاد الأوروبي "يوروباروميتر"، انخفاضاً بمقدار 12 نقطة مئوية في دعم الكتلة في المجر، وهو أكبر تراجع بين أي من أعضاء التكتل. 

وتبلغ نسبة دعم الاتحاد الأوروبي في المجر الآن 39%، ما يضع البلاد في خامس أدنى مرتبة بين الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بجانب التشيك وسلوفاكيا في استطلاع "يوروباروميتر"، وذلك رغم أنه في العام الماضي كان لدى 51% من المجريين وجهة نظر إيجابية تجاه الاتحاد. 

كما وجدت دراسة استقصائية أجرتها صحيفة "نيبسزافا" التابعة ليسار الوسط حول علاقات بودابست مع البلدان الأخرى، أن غالبية مؤيدي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يعتبرون أنفسهم "أكثر تعاطفاً" مع الروس والصينيين، و"أقل تعاطفاً" مع الأميركيين والأوكرانيين.

وعلى النقيض من ذلك، كان الروس هم الأقل شعبية بين عموم سكان المجر، وفقاً للنتائج التي تم نشرها في 17 أبريل الجاري. 

ورصد تقرير "بلومبرغ"، التفاعل السلبي مع حملة إعلانية جديدة في المجر مؤيدة للاتحاد الأوروبي، والتي تعكس التطورات "المثيرة للقلق"، في الدولة التي أصبحت تمثل "أهم اختبار لمدى نزاهة الاتحاد".

وأضافت أنه بعد سنوات من هيمنة أوربان على الحياة العامة في بودابست، من خلال هجومه على الاتحاد الأوروبي، فإن وصول مثل هذه الحملات المضادة لمواطنين، يأتي في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن المجريين باتوا يتجهون نحو الشرق بشكل متزايد.

وأشار التقرير إلى أن الخطر يكمن في تراجع الدعم الشعبي للاتحاد الأوروبي في المجر.

وظل المجريون مؤيدين بشكل كبير للاتحاد الأوروبي، بينما كان أوربان يقترب من روسيا والصين خلال حكمه المستمر منذ عام 2010، "وفق بلومبرغ".

ولكن مع مواجهة المجر ركوداً عميقاً وتضخماً يتجاوز 25%، فإن هذا الدعم بات ينهار الآن، خصوصاً بين الشباب الذين أصبحوا يتدفقون إلى حزب معارض مناهض لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

قلق أوروبي

وفي هذا الصدد، قال المفوض الأوروبي للميزانية، الذي سيلتقي مع أوربان الأسبوع المقبل في بودابست، إنه يشعر بـ"القلق" من صعوبة استعادة هذا الدعم مرة أخرى، مشيراً إلى أنه رغم ذلك، لا يعتقد أن عضوية المجر في الاتحاد قد باتت على المحك. 

وتابع: "الناس هناك يعرفون مدى استفادتهم من الكتلة، كما أن الثقة في المؤسسات الأوروبية تبدو أعلى منها في الأحزاب الوطنية".

من جانبه، قال ناطق باسم سفارة واشنطن في بودابست لـ"بلومبرغ"، إنه بالنظر لسيطرة الحكومة المجرية على الكثير من وسائل الإعلام في البلاد، فإن الولايات المتحدة "ستستمر في التواصل مع الشعب المجري بشكل مباشر". 

أما في بروكسل، فإن تراجع تأييد الاتحاد يُعزى على نطاق واسع إلى سيطرة أوربان على وسائل الإعلام، حيث اعتاد المسافرون في بودابست على رؤية اللوحات الإعلانية السياسية كجزء من هجمات رئيس الوزراء على مَن يعتبرهم أعداء للدولة. 

وأشارت "بلومبرغ" إلى مشاركة أميركية في الحملة المؤيدة للاتحاد الأوروبي، التي ينفذها تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا (ALDE)، بالإضافة إلى تمويل السفارة الأميركية في بودابست لحملة إعلانية مؤخراً تحمل شعار "على الروس أن يعودوا إلى ديارهم". 

المجر تختبر رد فعل الاتحاد الأوروبي

مع ذلك، فإن التساؤلات العديدة حول مدى التزام رئيس الوزراء المجري تجاه أوروبا، وعلى نطاق أوسع ولاءه للغرب، قد بثت الشكوك حول هدفه النهائي، لا سيما بالنظر إلى أفعاله وخطابه منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل عام. 

وكانت الحكومة المجرية طرحت فكرة "Huxit" أثناء وباء فيروس كوروبا، عندما قال وزير المالية ميهالي فارجا، إن عضوية الاتحاد الأوروبي قد "يتم وضعها في إطار جديد" بمجرد أن تصبح بودابست مساهماً بشكل كامل في ميزانية الكتلة، الأمر الذي قال إنه قد يحدث بحلول عام 2030، وهو التصريح الذي نُظر إليه باعتباره "بالون اختبار"، لقياس الرأي العام حول عضوية البلاد في الاتحاد. 

وكان أوربان نفى مراراً فكرة أنه ينوي إخراج المجر من الاتحاد الأوروبي، قائلاً إن المغادرة "لن يكون لها أي معنى بالنظر إلى مدى التشابك التجاري بين بودابست والكتلة"، حيث يذهب ما يقرب من أربعة أخماس صادرات البلاد إلى سوق الاتحاد الأوروبي، كما يعتمد اقتصادها على استثمارات من شركات ألمانية، مثل "مرسيدس بنز" و"BMW". 

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يحجب تمويلاً للمجر بأكثر من 28 مليار يورو، ولكن المفوض الأوروبي للميزانية والإدارة جوهانس هان، قال في مقابلة الخميس مع "بلومبرغ"، إنه "يمكن السماح بوصول حوالي 13 مليار يورو من هذا التمويل في الأسابيع المقبلة، بعد صفقة تهدف إلى وقف تسييس القضاء في البلاد". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات