تحوّل خضر عدنان إلى رمز لدى الفلسطينيين باستخدامه ما يطلق عليه بـ "سلاح الأمعاء الخاوية" في السجون الإسرائيلية، وخاض هذه التجربة أكثر من مرة ونجح في تحقيق مطالبه، لكنه هذه المرة فارق الحياة.
وكان إضرابه الأخير عن الطعام الذي بدأه في الخامس من فبراير 2023 وأودى بحياته الثلاثاء، الأطول بين إضراباته الست التي قام بها في السنوات الماضية، إذ بدأه بعد أن أبلغ أنه معتقل إداري قبل أن توجه له تهمة "التحريض والانضمام إلى منظمة محظورة".
ووصف مسؤول إسرائيلي عدنان بأنه "مسؤول عملياتي في حركة الجهاد الإسلامي وشارك في عشرات الأنشطة التنظيمية وأدلى بخطابات تحضّ على الكراهية وتدعم منظمة معادية".
واعتقل عدنان 13 مرة، وبلغ مجموع الاعتقالات ثماني سنوات في السجون الإسرائيلية، وبعد إعلان وفاته، قالت زوجته رندة موسى "سنستقبل المهنئين، لأن هذه الشهادة عرس وفخر لنا وتاج على رؤوسنا".
من هو خضر عدنان؟
ولد خضر عندنان في بلدة عرابة القريبة من جنين في العام 1978، وهو متزوج وأب لخمسة أولاد وأربع بنات، وأكبر أبنائه يبلغ 14 عاماً.
ودرس عدنان في جامعة بيرزيت، ويحمل شهادة في الرياضيات الاقتصادية، إذ يعتبر من القيادات السياسية لحركة "الجهاد الإسلامي"، وكان دائم التواجد في التجمعات السياسية التي كانت تنظمها مختلف الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي عام 2004، نفّذ عدنان إضراباً عن الطعام استمر 25 يوماً، احتجاجاً على وضعه في العزل الانفرادي، وفي عام 2012، خاض إضراباً عن الطعام استمر 66 يوماً، وأطلق سراحه بعد تدهور حالته الصحية.
وفي العام 2015، أضرب عن الطعام لمدة 56 يوماً، بعدما جدّدت السلطات الإسرائيلية مدة اعتقاله الإداري للمرة الثانية حينها، ورغم صدور قرار من محكمة إسرائيلية بإطلاق سراحه.
وفي عام 2018، استمر إضرابه عن الطعام 58 يوماً، إذ امتنع عن الأكل في العام 2021 لمدة 25 يوماً، وكان في نهاية كل إضراب إما يحصل على إطلاق سراح، وإما الحؤول دون تمديد اعتقاله الإداري.
وأصرّ خضر في إضراباته على رفض تناول المدعمات، من فيتامينات وأملاح، وفي إضرابه الأخير، رفض حتى إجراء الفحوصات الطبية لمتابعة وضعه الصحي.
وصية للفلسطينيين
وفي وصية كتبها في الثاني من أبريل الماضي، قال خضر عدنان: "ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي في سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة".
وأوصى الشعب الفلسطيني بـ "عدم اليأس مهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيّهم، فنصر الله قريب"، كما أوصى بعدم تشريح جثته.
وقال عنه نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة: "كان خضر عدنان رمزاً للأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال وقدوة في زمن افتقدنا فيه القدوة. انتصر أكثر من مرة، وها هو اليوم ينتصر مجدداً في معركته شهيداً".
وأوضح رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن "عدنان أوّل فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه من سلطات الاحتلال والسابع الذي يتوفى خلال إضراب عن الطعام"، إذ توفي آخرون نتيجة محاولات السلطات الإسرائيلية إجبارهم على تناول الطعام.
وخاض الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابات جماعية عدة عن الطعام لتنفيذ مطالبهم، ففي عام 1970، أضرب أسرى سجن "عسقلان" وتوفي أحدهم عبد القادر أبو الفحم خلال الإضراب.
وفي عام 1980، نفّذ أسرى سجن "نفحة" إضراباً عن الطعام توفي خلاله أربعة، أما في عام 1992، شارك نحو 7000 أسير في إضراب أطلق عليه إضراب "أم المعارك" استمر 19 يوماً وتوفي خلاله حسين عبيدات.