الصين.. مدينة "الابن الواحد" تواجه تحديات شيخوخة الآباء

يواجه مسنون في مدينة "رودونج" الصينية تحديات خاصة بعدما كانت هذه المدينة نموذجاً لسياسة تحديد النسل عبر قرار إنجاب "طفل واحد"، حيث باتت من المناطق التي تضم أعلى نسبة كبار سنّ.

وشهدت المدينة الساحلية، الواقعة شمال شنغهاي، ارتفاعاً بطيئاً في أعداد سكانها منذ ثمانينات القرن العشرين، لدرجة أنّ مَن تتخطى أعمارهم 60 عاماً يمثلون حالياً 39% من سكانها، مقابل نسبة 18.7% على الصعيد الوطني.

ومدينة رودونج تعد بمثابة مختبر للتحديات الديموغرافية التي تواجهها الصين، فالمشكلة في هذا الخصوص دقيقة لأنّ شيخوخة السكان مقرونة بنزوح الفئة الشابة إلى المدن.

ويظهر تعداد للعام 2021 أنّ إجمالي عدد السكان في "رودونج" يبلغ نحو 880 ألفاً، وهو رقم أقل بحوالى 116 ألفاً من العدد السابق.

ويحافظ مسنّون داخل صالة رياضية في المدينة على لياقتهم البدنية من خلال ممارسة كرة الطاولة.

وقالت فو يابينج، 56 عاماً، التي أسست النادي عام 2011 إنّ "عدداً كبيراً من الأشخاص يرتادون هذا المكان للحفاظ على لياقتهم البدنية، في خطوة تُعدّ أفضل من بقائهم في المنازل ولعب الورق، الذي يشكل نشاطاً شائعاً في المنطقة".

وأشار الستيني تشو، أحد أعضاء النادي ومتقاعد كان يعمل في شركة الاتصالات "تشاينا تيليكوم"، إلى صعوبات يواجهها الشباب الصينيون في سوق العمل.

وأضاف أنّ "الوضع ليس مماثلاً لما عاشه جيلنا. ففي تلك المرحلة، كانت الدولة توفر وظائف للشباب، أما اليوم، فبات الصينيون يبحثون بأنفسهم عن أشغال".

توابع تحديد النسل

وكانت الصين أطلقت سياستها لتحديد النسل في أواخر سبعينات القرن الماضي، لتجنّب انفجار سكاني فيها، إلا أنّ عدداً من القرارات المرنة أتاحت للأزواج منذ العام 2016 إنجاب ثلاثة أطفال، لكنّ إيجابيات هذه القرارات ليست محسوسة بعد.

وجاء معدل الخصوبة في الصين منخفضاً جداً العام الماضي، إذ بلغ 1.2 طفلاً لكل امرأة.

وتُلقي شيخوخة السكان بثقلها على الشباب الصينيين، لأنّ العائلات غالباً ما تضم ابناً واحداً، ويتعيّن عليه تالياً رعاية أفراد الأسرة المسنين بمفرده، من دون مساعدة شقيق أو أخت.

وتضع الزيادة في عدد المسنين ضغوطاً على نظام التأمين الصحي والمعاشات التقاعدية كذلك، حيث من الشائع في الصين أن ينتقل كبار السن، وتحديداً مَن لا يتمتعون بلياقة بدنية، للعيش مع أبنائهم، إذ يؤكد عدد من سكان رودونج، أنهم يرغبون في الحفاظ على لياقتهم لتجنب قرار مماثل.

وبحسب الأمم المتحدة، باتت الهند الدولة الأكثر تعداداً بالسكان في العالم، متقدمةً على الصين التي انخفض عدد سكانها خلال العام الفائت للمرة الأولى منذ 6 عقود.

اقرأ أيضاً: