أوروبا تنافس الصين وأميركا في صناعة البطاريات الكهربائية    

time reading iconدقائق القراءة - 5
نموذج بطارية سيارة كهربائية من شركة فورد في معرض في ميشيجان بالولايات المتحدة. 13 فبراير 2023 - REUTERS
نموذج بطارية سيارة كهربائية من شركة فورد في معرض في ميشيجان بالولايات المتحدة. 13 فبراير 2023 - REUTERS
باريس-أ ف ب

تشهد أوروبا، التي تحاول تعويض التأخير الكبير في إنتاج البطاريات الكهربائية لقطاع صناعة السيارات، تأسيس مصانع جديدة على أراضيها، لكنها مهددة بالمنافسة الشديدة مع الولايات المتحدة والصين

وقال توبياس جيركه، الباحث في مجال الجغرافيا الاقتصادية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، إن "لدى أوروبا الوسائل التي تجعلها قادرة على المنافسة. نحن في وضع مقبول لكن الضغط يتصاعد". 

ومن المقرر بناء ما يقرب من 50 مصنعاً لبطاريات أيونات الليثيوم في أوروبا بحلول عام 2030، فيما هي تكاد تكون معدومة اليوم.

وألمانيا هي الدولة الأكثر تقدماً في المجال، مع ما يعادل 498 جيجاوات ساعة من المشروعات قيد الإعداد، تليها المجر (224 جيجاوات ساعة) ثم النرويج (136 جيجاوات ساعة). وتأتي فرنسا في المرتبة الرابعة مع 122 جيجاوات ساعة، وفقاً لمنظمة النقل والبيئة غير الحكومية.

وأكدت مجموعة برولوجيوم ProLogium التايوانية، أنها ستبني مصنعاً رابعاً في دونكيرك التي يزورها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة. 

إعفاءات ضريبية

لكن وفقاً للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن 68% من هذه المشروعات غير نهائية وقد "يُقلص حجمها أو يتأخر تنفيذها إذا لم تلغ"، لا سيما بسبب المنافسة الأميركية التي تعززها الإعانات المقدمة في إطار ما يعرف باسم قانون خفض التضخم (IRA).

وتوفر خطة الحكومة الأميركية إعفاءات ضريبية هائلة للصناعة الخضراء وانتقال الطاقة، من أجل مواجهة صعود الصين في مجال الطاقة المتجددة.

وقال جيركه: "يقوم قانون خفض التضخم الأميركي في جوهره على تخفيض ضرائب إنتاج الكهرباء لتمويل الكهرباء الخضراء.. الهيدروجين، على سبيل المثال، صار سعره مقبولاً بفضل هذا التشريع". 

وتعاني أوروبا من مشكلة كبيرة تتعلق بالقدرة التنافسية. يقول جيركه بأسف: "نحن ندفع مرتين مقابل الكهرباء مقارنة بالصين".

وأضاف أن علينا "توفير الدعم للطاقة حتى نعوض عن التأخير. لقد فهم الأميركيون ذلك جيداً، وتبنوا التشريع".

في ديسمبر، كانت تكلفة بطاريات أيونات الليثيوم أعلى بنسبة 24% في الولايات المتحدة عنها في الصين، وفي أوروبا كانت أغلى بنسبة 34%. 

ويقول الباحث إن هدف أوروبا المتمثل في إنتاج كل البطاريات اللازمة لصناعة السيارات على أراضيها بحلول عام 2030، يبدو غير واقعي في هذه المرحلة.

ويتمثل العائق الرئيسي الآخر في الوصول إلى المواد الأساسية مثل الجرافيت والليثيوم والنيكل والمنجنيز والكوبالت، التي تسيطر الصين إلى حد كبير على سلسلة إمدادها. 

وتسيطر الصين بشكل خاص على 75% من تكرير الليثيوم، و50% من الكوبالت، ويتوقع أن تحتفظ بالريادة في مجال إنتاج البطاريات على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لتوقعات مؤسسة BloombergNEF. 

أوروبا بحاجة لقانون 

وفي ظل هذا الوضع، بدأت أوروبا التحرك مع إصدار "قانون المواد الخام الحرجة الذي يحدد هدف إقامة شراكات استراتيجية وإنشاء منصة شراء مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي"، كما أوضحت ديان شتراوس، مديرة منظمة النقل والبيئة في فرنسا. 

وأضافت أن أوروبا وإن لم تعتمد "قانوناً بمثل قوة القانون الأميركي" غير إنها سمحت للدول الأعضاء "بصرف مساعدات حكومية بسهولة أكبر". 

وتنطلق أوروبا من موقع ضعيف في مواجهة الصين المتقدمة عنها بأشواط، والولايات المتحدة التي تمتلك قوة مالية لا تضاهى، لكن يمكنها الاعتماد على سوقها الداخلية، وهي من أولى أسواق السيارات الكهربائية، حتى وإن كانت الصين ما زالت متقدمة عليها. 

ويقول جيل نورمان، نائب رئيس ProLogium، التي تريد فتح مصنعها في دونكيرك بنهاية عام 2026: "تتقدم أوروبا قليلاً على الولايات المتحدة من حيث الاعتماد على السيارات الكهربائية... لقد تبنت أوروبا تشريعات واضحة للغاية"، مع الالتزام ببيع سيارات جديدة خالية من الانبعاثات اعتباراً من عام 2035.

وأضاف: "هذا التشريع واضح بالنسبة للمصنعين، لذلك عندما قررنا أن نتوسع، اخترنا أوروبا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات