"الحرارة" تهدد حياة خُمس البشر بحلول 2100  

time reading iconدقائق القراءة - 4
جفاف بحيرة فولسوم جرّاء ارتفاع درجات الحرارة في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة. 15 أغسطس 2022 - REUTERS
جفاف بحيرة فولسوم جرّاء ارتفاع درجات الحرارة في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة. 15 أغسطس 2022 - REUTERS
باريس/ دبي -أ ف بالشرق

حذّرت دراسة بريطانية حديثة، الاثنين، من أن السياسات المعمول بها حالياً للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ستعرِّض أكثر من خُمس البشرية للحرارة الشديدة والمهدِّدة للحياة بحلول نهاية القرن. 

وتتجه درجات حرارة سطح الأرض إلى الارتفاع بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، حيث من المتوقع أن يؤثر ذلك على أكثر من ملياري شخص، أو 22% من سكان العالم بحلول هذا الموعد، ما سيُبعدهم عن الظروف المناخية المريحة التي سمحت للبشرية بالتطور على مدى آلاف السنين، وفقا للدراسة المنشورة في Nature Sustainability. 

ووفقاً للدراسة، فإن الهند ونيجيريا وإندونيسيا، تضم العدد الأكبر ممن قد يواجهون "حرارة قاتلة" في ظل هذا السيناريو، وتبلغ أعداد السكان في تلك البلدان على التوالي 600 مليون، و300 مليون، و100 مليون على التوالي.

وقال المعد الرئيسي للدراسة تيم لينتون من جامعة Exeter البريطانية: "سيمثل الأمر إعادة تشكيل عميقة لصلاحية سطح الكوكب للسكن، ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة تنظيم واسعة النطاق للأماكن التي يعيش فيها الناس". 

ولكن من خلال وضع حد للاحترار عند 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحاً لاتفاق باريس عام 2015، ينخفض عدد المعرضين لهذه المخاطر إلى أقل من نصف مليار شخص.

1 بين 3 أشخاص سيعاني

ونقلت "بلومبرغ"، عن الدراسة، قولها إن شخصاً من بين كل 3 أشخاص سيعيش في ظروف قاسية جراء ارتفاع درجة الحرارة بحلول عام 2080، وذلك في حال استمر العالم في مساره الحالي، وعدم اتباع الدول الإجراءات المطلوبة لخفض الانبعاثات.

 ويشهد العالم حالياً ارتفاعاً في درجات الحرارة يبلغ حوالي 1.2 درجة مئوية نتيجة للنشاط البشري، وخصوصاً لاستخدام الوقود الأحفوري (الفحم، والنفط، والغاز)، ما تسبب في كوارث عدة، مثل موجات حرّ، والجفاف، وحرائق الغابات. 

وأضافت الدراسة أن "درجات الحرارة المرتفعة ستؤدي إلى المزيد من الوفيات، إلى جانب تقليل الإنتاجية، وانتشار التصحر والجفاف، ما سيترتب عليه تأثيراً بالغاً في المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى زيادة معدلات الهجرة، وانتشار الأمراض المعدية".

"عتبة الخطر"

وقال تيم لينتون: "غالباً ما يتم التعبير عن تكاليف تغيّر المناخ من الناحية المالية، لكن دراستنا تسلط الضوء على التكلفة البشرية الهائلة للفشل في معالجة حالة الطوارئ المناخية". وأضاف: "مقابل كل ارتفاع بمقدار 0.1 درجة فوق المستويات الحالية، سيتعرض 140 مليون شخص إضافي لموجات حرارة خطيرة".

وتم تحديد عتبة "الحرارة الخطيرة" في الدراسة عند 29 درجة مئوية كمتوسط لدرجات الحرارة السنوية. 

وتاريخياً، كانت المجتمعات البشرية أكثر كثافة حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 13 درجة مئوية (في المناطق المعتدلة) وبحد أقل حين يبلغ المتوسط 27 درجة مئوية (مناخ يميل إلى الاستوائي). 

وتتزايد المخاطر في المناطق الواقعة على طول خط الاستواء. ويمكن أن يصبح المناخ مميتاً هناك في حال ارتفعت درجات الحرارة، بسبب الرطوبة التي تمنع الجسم البشري من تبريد نفسه من طريق التعرق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات