البرازيل.. السكان الأصليون يطالبون بإلغاء قانون يُقلص أراضيهم

time reading iconدقائق القراءة - 4
احتجاج السكان الأصليين بمدينة ساو باولو في البرازيل ضد مشروع قانون يقلص مساحة أراضيهم. 30 مايو 2023 - REUTERS
احتجاج السكان الأصليين بمدينة ساو باولو في البرازيل ضد مشروع قانون يقلص مساحة أراضيهم. 30 مايو 2023 - REUTERS
باريس-أ ف ب

رفض قادة السكان الأصليين في البرازيل، مشروع قانون أقره مجلس النواب، الثلاثاء، لأنه يقلص مساحة أراضيهم، معتبرين أنه يفتح الطريق أمام "إبادة جماعية" ضدهم، مطالبين الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بتعطيله.

ويُشكل مشروع القانون الذي أقره النواب نكسة للرئيس لولا الذي يسعى لحماية الأمازون وسكانها.

ويقضي القانون الذي أُقر بغالبية 283 صوتاً مقابل رفض 155 في المجلس الذي يُسيطر عليه الحزب الليبرالي اليميني المعارض بأنه "لا يحق للسكان الأصليين العيش سوى في الأراضي التي كانوا يقيمون عليها عند صدور دستور 1988".

حقوق مهددة

وقال راوني ميتوكتيري (90 عاماً) أحد قادة السكان الأصليين في البرازيل في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في باريس إن "هذا القانون يُهدد حقوقنا. نحن الشعوب الأصلية في البرازيل، كلنا نرفضه".

ورأت واتاتاكالو ياوالابيتي، زعيمة حركة نساء الشعوب الأصلية في قبائل "زينغو" أن "هذه إبادة جماعية وافق عليها مجلس النواب. إنها تحرمنا من حقنا في الحياة وتقضي على مستقبل أطفالنا والشعوب الأصلية وغاباتنا".

ويُفترض أن يعرض القانون على مجلس الشيوخ.

ويرفض السكان الأصليون أطروحة ما يعرف باسم "الإطار الزمني"، مؤكدين أن عدم تواجدهم في بعض الأراضي عام 1988 سببه أنهم طردوا منها على مر القرون ولا سيما خلال الديكتاتورية العسكرية (1964-1985).

وتضم البرازيل 764 منطقة للشعوب الأصلية، لكن ثلثها ما زال دون ترسيم حسب الأرقام الصادرة عن المؤسسة الوطنية للشعوب الأصلية.

"فيتو" على التشريع

في أبريل الماضي، اعترفت حكومة لولا دا سيلفا التي تعهدت بجعل الحفاظ على البيئة أولوية بعد 4 سنوات تميزت بارتفاع حاد في إزالة الغابات في عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو، بـ6 مناطق جديدة للمرة الأولى منذ 5 سنوات.

وقالت ياوالابيتي إن "هضم حقوق السكان الأصليين يُهدد حياة الكوكب أيضاً، لأننا نعتني بالغابات"، داعيةً لولا إلى "وضع فيتو" على التشريع.

وبينما يسعى العالم إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، يُشكل ترسيم حدود أراضي السكان الأصليين عقبة رئيسية أمام انحسار أكبر للغابات في منطقة الأمازون، التي تُعد أكبر غابة مطيرة في العالم.

ويُفترض أن تُصدر المحكمة العليا البرازيلية في 7 يونيو، حكمها بشأن "الإطار الزمني"، في ما وصف بأنه "حكم القرن" بالنسبة للشعوب الأصلية وأراضيها.

وقال أحد قادة الشعوب الأصلية تابي باوالاباتي الذي يقوم بجولة في أوروبا حالياً مع الزعيم راوني وياوالابيتي لتوعية الرأي العام وجمع تبرعات للأمازون: "أدعو الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً من أجل إنقاذ الغابة.. نحن نحمي الغابة من أجل العالم بأسره".

ويهدف مشروع القانون الذي تدعمه على نحو خاص شركات الصناعات الغذائية إلى "السماح بإزالة مزيد من الغابات، وبناء سكك حديد ومزارع أكبر لفول الصويا، وإنتاج كميات أكبر من اللحوم"، بحسب ياوالابيتي التي قالت بغضب إن "كل ما يحدث يتم باسم أناس من الخارج" لتأمين منتجات تُرسل إلى أوروبا والصين.

ودعت زعيمة حركة نساء الشعوب الأصلية في قبائل "زينغو" إلى مقاطعة هذه المنتجات إذا لم يتغير الوضع، وتساءلت: "ما فائدة الحديث عن تغير المناخ إذا كنا نشتري منتجات تقتل الشعوب الأصلية وتدمر الغابة الاستوائية؟".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات