تسعى شركة "جيات" الجزائرية لصناعة التوربينات إلى استهداف أسواق جديدة، من خلال توسيع تصدير التوربينات الغازية والبخارية في أسواق عربية وأوروبية.
وكشف مسؤولون في الشركة عن "وجود مفاوضات متقدمة مع عملاء على الصعيد الدولي"، متوقعة أن "تتوج بإبرام عقود تصدير توربينات مصنعة محلياً خلال الأشهر المقبلة ".
واستهدفت الجزائر من خلال إطلاق مشروع "جيات"، وهو ثمرة شركة مختلطة بين شركة سونلغاز الحكومية (51%) و جنرال إلكتريك الأميركية (49%)، ويصفه مسؤولون جزائريون بأنه الأول من نوعه في إفريقيا والخامس في العالم، إلى الاكتفاء الذاتي لما تحتاجه الجزائر من التوربينات البخارية والغازية الضرورية، ولتشغيل محطات توليد الكهرباء وتوسيع دائرة تصدير الفائض من الإنتاج.
وبلغت قيمة أول دفعة من التوربينات الغازية والبخارية المصدرة إلى العراق 112 مليون دولار في مايو الماضي، فيما تم تصدير شفرات التوربينات بقيمة تزيد عن 4 ملايين دولار وفق بيانات رسمية.
4 أشهر لصنع توربين
وزارت "الشرق" شركة "جنرال إلكتريك ألجيريا توربين" (جيات) بولاية باتنة شرق البلاد، إضافة إلى وحدة الصناعة والتصنيع قطع بولاية المسلية وسط البلاد، ووقفت على هذه الصناعة.
وتعد الشركة جزءاً من استثمار تبلغ قيمته 168 مليون دولار، تم تأسيسها عام 2020، وساهمت في توفير 150 فرصة عمل، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 200 فرصة العام المقبل.
وأوضح مسؤولون بالشركة لـ"الشرق" أن تصنيع توربين الغاز الواحد يستغرق نحو 4 أشهر، وينتج طاقة كهربائية تتراوح بين 250 إلى 300 ميجاواط، فيما يؤدي دمجه مع التوربين البخاري إلى إنتاج طاقة كهربائية تصل إلى 500 ميجاواط.
ووفق الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز (سونلغاز)، أثبت المشروع مدى مساهمة السياسة الصناعية في تطوير المناطق النائية من الجزائر، وتمهيد الطريق لتدشين المزيد من المشاريع في المستقبل.
أسواق جديدة
سمير بوعبة، الرئيس والمدير العام لشركة "جيات"، قال لـ"الشرق" إن إنشاء هذه الشركة الاستراتيجية الفريدة من نوعها في إفريقيا للتمكين التكنولوجي في الجزائر، يهدف إلى المساهمة في دعم وترقية الإنتاج والاقتصاد الوطني.
وأضاف أن "المنتجات تتوافق مع معايير التصنيع الدولية، ويمكنها دخول السوق العالمية،" مشيراً إلى أن "الشركة في مفاوضات مع زبائن على الصعيد الدولي".
وأضاف: "نتوقع إبرام عقود لتصدير شحنة ثانية في الأشهر المقبلة، بعد الشحنة الأولى التي كانت سنة 2021 ".
وقال حسين حاج عروسي المدير المركزي لوحدة الصيانة وتصنيع قطع الغيار التابعة للشركة الجزائرية للصناعات الكهربائية والغازية، إن الشركة تعمل على تصدير الشفرات الخاصة بالتوربينات الغازية منذ 2020، مشيراً إلى أن تلك الفترة شهدت تصدير 4 شحنات إلى شركات أجنبية في أوروبا تعمل في مجال الطاقة.
وأضاف لـ"الشرق"، أن الشركة تعمل على تصنيع قطع غيار وشفرات (مراوح) خاصة بالتوربينات محلياً بهدف توفير العملة الصعبة وزيادة نسبة الإدماج، ما يعطي استقلالية عن الخارج.
أوروبا ودول الجوار
وبحسب شركة الكهرباء الحكومية "سونلغاز" تبلغ نسبة الإدماج الصناعي في صناعة التوربينات الغازية 30% حالياً، وتهدف للوصول إلى 60% على المدى المتوسط.
وتعتمد استراتيجية الشركة وفق عروسي على "تلبية الطلب الداخلي كمرحلة أولى، ثم توسيع الصادرات إلى دول الجوار والدول العربية و الأوروبية"، مشيراً إلى وجود اتصالات مع شركات أجنبية لجلب التكنلوجيا، ورفع نسبة الإدماج في هذه الصناعات.
اقرأ أيضاً: