اليونان.. توقيف 9 مصريين مشتبه بهم في كارثة المركب الغارق

time reading iconدقائق القراءة - 6
ناجون بعد غرق قارب يحمل مهاجرين في المياه الدولية للبحر الأيوني يجلسون داخل مستودع في ميناء مدينة كالاماتا باليونان- 15 يونيو 2023 - AFP
ناجون بعد غرق قارب يحمل مهاجرين في المياه الدولية للبحر الأيوني يجلسون داخل مستودع في ميناء مدينة كالاماتا باليونان- 15 يونيو 2023 - AFP
أثينا-أ ف ب

قال مصدر في أحد الموانئ اليونانية، الخميس، إن السلطات أوقفت 9 مصريين يشتبه بأنهم مهربون، أحدهم قبطان المركب الذي غرق قبالة سواحل اليونان وأودى بحياة المئات.

وعُثر على 78 جثة في البحر قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حسبما أكّد خفر السواحل اليوناني.

وذكر المصدر أن قارب الصيد غادر مصر فارغاً قبل أن يستقله مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية شرقي ليبيا، وكان متوجهاً إلى إيطاليا.

وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن الأشخاص أوقفوا في كالاماتا، ميناء شبه جزيرة بيلوبونيز الذي نقل إليه الناجون، ويشتبه بأنهم مارسوا "التهريب غير القانوني" للبشر.

وتواصل اليونان عمليات البحث في محاولة للعثور على ناجين آخرين

وأوضحت ناطقة باسم سلطات الموانئ اليونانية أن مركبَي دورية ومروحية و6 سفن أخرى من المنطقة تواصل البحث في المياه غرب سواحل بيلوبونيز، وهي من أكثر المناطق عمقاً في البحر الأبيض المتوسط.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أثينا ستيلا نانو لقناة "إي أر تي" العامة: "قد تكون أسوأ مأساة بحرية في اليونان خلال السنوات الأخيرة".

البحر يبتلع المئات

في مرفأ كالاماتا، جنوب غربي اليونان، إلى حيث نُقل الناجون، وصفت إيراسميا رومانا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الوضع بأنه "مروّع بالفعل".

وأضافت أن الناجين "في حالة نفسية سيئة للغاية.. كثير منهم في حالة صدمة ومرهقون".

وأعلنت اليونان الحداد 3 أيام حتى السبت، بعد المأساة التي وقعت قبل أيام من الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يونيو، وهي الثانية خلال شهر.

وأُنقذ 104 أشخاص لكن أثينا تخشى أن مئات المهاجرين الآخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بحسب شهادات الناجين.

وقالت الناطقة باسم خفر السواحل إن الناجين "كلّهم رجال"، مشيرة إلى احتمال أن تكون نساء وأطفال ضمن المفقودين.

وأشارت السلطات إلى أن الناجين هم 47 من سوريا و43 من مصر و12 من باكستان و2 من فلسطين.

ونقل المتحدث باسم الحكومة إيلياس سياكانتاري، الأربعاء، عن شهود قولهم إن عدد الركاب لا يقلّ عن 750 شخصاً.

وقال لقناة "إي أر تي" العامة: "لا نعلم ما هو عدد الذين كانوا بداخل المركب، لكن نعلم أنه من المعتاد أن يغلق عليهم المهربون المنافذ بغية إبقاء الأمور على متن المركب تحت السيطرة".

وأفاد المتحدث باسم خفر السواحل نيكولاوس أليكسيو في تصريح لشبكة "اي ار تي" بأن المركب "طوله ما بين 25 و30 متراً، وكان سطحه مكتظاً ونعتقد أنّ داخله كان كذلك أيضاً".

القاهرة تتابع

من جانبها، قالت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، إن سفارتها في أثينا تتابع مع السلطات اليونانية المعنية على مدار الساعة، عمليات البحث عن المفقودين وانتشال جثامين الضحايا للتأكد من هوية وأعداد الضحايا من المصريين، وذلك في غرق مركب قبالة سواحل البلاد، مشيرةً إلى أنها تراقب أيضاً وضع الناجين ممن تم التعرف على هويتهم لتقديم الخدمات اللازمة لهم.

ونعت الوزارة في بيانها، ضحايا حادث غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية، والذي انطلق من أمام السواحل الليبية صوب أوروبا، وعلى متنه المئات من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة، بينهم مصريون.

ودانت الخارجية المصرية، في بيان، بأشد العبارات، "استمرار قيام العصابات المنظمة لجرائم الهجرة غير الشرعية باستغلال حاجة البعض ممن يبحثون عن فرص أفضل للحياة والعمل، معرضةً حياتهم للمخاطر".

وأكدت أن مصر اضطلعت بإجراءات حاسمة على مدار السنوات الماضية لوضع قوانين رادعة لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية ومن ينخرط في تنظيمها او تيسيرها، إضافة إلى ما تم اتخاذه من إجراءات لضبط الحدود تمنع خروج مهاجرين غير شرعيين عبر السواحل المصرية.

"أريد أمي"

وأعلنت سلطات الموانئ اليونانية أنّ القارب شوهد بعد ظهر الثلاثاء، من طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، لكنّ المهاجرين الذين كانوا على متنه "رفضوا أيّ مساعدة".

وأظهرت صورة غير واضحة نشرها خفر السواحل مركب صيد قديماً أزرق محملاً بالناس من مقّدمته حتى مؤخرته وعلى السطح أيضاً.

ولفتت السلطات إلى أنّ القارب أبحر من ليبيا في اتّجاه إيطاليا.

وقال خفر السواحل إن المأساة وقعت ليل الثلاثاء الأربعاء، على بُعد 47 ميلاً بحرياً من بيلوس في البحر الأيوني، ولم يكن أيّ من ركاب قارب الصيد يرتدي سترة نجاة.

وتم إيواء الناجين مؤقتاً في مستودع بميناء كالاماتا لتتمكن السلطات من التعرف عليهم، فيما يجري البحث عن مهربين محتملين.

من بين الناجين شاب أجهش بالبكاء قبل أن يقول: "أريد أميّ"، حسبما ذكرت الممرضة لدى الصليب الأحمر إيكاتريني تساتا. 

وأضافت الممرضة: "صوته لا يفارقني. ولن يفارقني أبداً".

وشهدت اليونان العديد من حوادث غرق قوارب المهاجرين التي غالباً ما تكون متداعية ومكتظة، لكن هذا الحادث سجل أكبر عدد من الخسائر البشرية منذ حادثة سابقة في 3 يونيو 2016 قضى خلالها وفُقد ما لا يقل عن 320 مهاجراً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات