"حقبة التغيير".. رؤية الرياض لاستشراف مستقبل الكوكب في "إكسبو 2030"

time reading iconدقائق القراءة - 25
صورة توضيحية للموقع المستقبلي لمعرض "إكسبو 2030 الرياض" - الشرق
صورة توضيحية للموقع المستقبلي لمعرض "إكسبو 2030 الرياض" - الشرق
الرياض-الزبير الأنصاري

مع إطلاق ترشحها لاستضافة "إكسبو 2030" في العاصمة الرياض، وضعت السعودية خطة طموحة تحت عنوان "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل"، لقيادة الحوار العالمي بشأن القضايا العاجلة للكوكب، في حال فوزها باستضافة المعرض.

ويتنافس على تنظيم المعرض الذي يعد أحد المنصات العالمية الأكثر تأثيراً، إلى جانب الرياض، 3 مدن هي روما عاصمة إيطاليا، وبوسان في كوريا الجنوبية، وأوديسا في أوكرانيا.

تتمحور الخطة السعودية حول الرهان على قدرة دول العالم على تغيير مسار الكوكب نحو مستقبل أفضل، وتعتزم السعودية تحويل "إكسبو 2030 الرياض" إلى منصَّة توفر فرصاً للتبادل والتعاون بين جميع الراغبين في العمل معاً من أجل "غد أفضل"، الذي يعد شعار أحد الموضوعات الرئيسة الثلاثة للمعرض.

ويرفع ملف الرياض لاستضافة "إكسبو 2030" شعاري "العمل المناخي"، و"الازدهار للجميع"، لتكوّن الموضوعات الثلاثة إطاراً مترابطاً لمعالجة التحديات الدولية المشتركة في المجالات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية والاجتماعية والتكنولوجية.

1- غد أفضل

يتصدَّر موضوع "غد أفضل" خطة معرض "إكسبو 2030 الرياض" التي يسعى إلى إيجاد بيئة محفزة لجميع الأجيال، واستشراف التحولات المستقبلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

بيئة محفزة لجميع الأجيال

يسعى معرض "إكسبو 2030 الرياض" إلى مساعدة الزوار على فهم النهج متعدد الأجيال الذي أصبح حالياً، بحسب القائمين على تنظيم المعرض، ضرورة ملحة لتلبية احتياجات الجميع بمختلف أعمارهم. 

وفي ظل وجود عدة أجيال منخرطة بشكل فاعل في بيئة العمل والمجتمع، لكل واحد منها خبرات وتوقعات وأساليب مختلفة مهنياً وشخصياً، ومتفاوتة على صعيد الخدمات العامة ووقت الفراغ والرعاية الصحية، يعتزم "إكسبو 2030 الرياض" تطوير الحلول العملية والابتكارية على مستوى السياسات بما من شأنه إيجاد برامج وبيئات تتناسب مع احتياجات كل فئة.

تمكين الشباب

وسيولي المعرض عناية خاصة بجيل الشباب لا سيما في ظل الإحصائيات التي تشير إلى أنَّ 85% من شباب العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عاماً يعيشون في البلدان النامية، وينشأ عدد متزايد منهم في المدن.

وتشير تقديرات لهيئة الأمم المتحدة إلى أنَّ حوالى 60% من جميع سكان المدن بحلول عام 2030، سيكونوا دون سنِّ 18 عاماً.

ويمثل الشباب المجموعة الأكثر نشاطاً وديناميكية من عوامل التغيير في جميع أنحاء العالم، لكنهم أيضاً الشريحة السكانية الأكثر ضعفاً وتقلباً إذ يجدون صعوبة متزايدة في دخول سوق العمل.

وتشير الأمم المتحدة إلى أنَّ الشباب يشكلون 25% من سكان العالم ممن هم في سن العمل، لكنهم يمثلون أيضاً 43.7% من العاطلين عن العمل.

وفي سبيل معالجة هذه الاختلالات، يطرح "إكسبو 2030 الرياض" تعزيز الخدمات والمبادرات الدولية لمصلحة فئة الشباب من أجل زيادة اعتمادهم على أنفسهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة المدنية، إضافة إلى عقد دورات وبرامج للتدريب المهني لإعدادهم للعمل.

وسيتعامل المعرض بشكل مباشر مع الشباب من خلال البرنامج التطوعي الذي يستقبل الشباب من الجنسين للمشاركة في فعاليات المعرض، ما يكسبهم خبرة تسهم في بناء مستقبل مهني أفضل.

التكنولوجيا وسد الفجوة الرقمية

على الرغم من انطلاق شبكة الإنترنت منذ عقود، إلا أنَّ الفجوة الرقمية لا تزال مشكلة معقدة تحتاج إلى حلول عملية.

ووفقاً لـ"الاتحاد الدولي للاتصالات"، من المتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت حول العالم إلى 109 مليارات بحلول عام 2030، مقارنة بـ50 ملياراً عام 2020، لكن لم يتضح بعد كيف ستوزع هذه الأرقام بالتساوي.

في إطار مناقشة هذه الإشكاليات، يعتزم "إكسبو 2030 الرياض" تسليط الضوء على التقنيات الرخيصة وسريعة التطبيق في المناطق الريفية والنائية، ودور شركات التكنولوجيا الكبيرة ومقدمي الخدمات في المساعدة على سد الفجوات.

ويسعى المعرض أيضاً إلى تقديم الحلول لضمان المساواة في حصول مختلف فئات الدخل على خدمات النطاق العريض، والأجهزة الإلكترونية بأسعار محمولة بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول، إضافة إلى توفير الأدوات اللازمة لتعزيز الكفاءة الرقمية للأسر والشركات.

الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني

في ظل التطور الكبير الذي يشهده العقد الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي والتفاعل بين الإنسان والحاسوب، يمثل "إكسبو 2030 الرياض" فرصة لإظهار إمكانات الابتكار المستقبلية في هذا المجال، من خلال عدد من الموضوعات بما في ذلك منصات التنقل الذكي، والذكاء الاصطناعي لتحقيق رعاية صحية عالية الجودة.

وتشمل هذه الموضوعات توظيف الذكاء الاصطناعي لتكييف مسار التعليم أو التعلم بشكل شخصي مع التعلم الفردي، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي لدعم الأعمال والابتكارات المجتمعية في البلدان النامية، إضافة إلى المساواة في فرص الاستفادة من التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.

ومع تزايد اعتماد الحكومات والشركات على التكنولوجيا في إدارة الخدمات العامة والعمليات التجارية، تزايدت أيضاً المخاطر المتعلقة بالتهديدات السيبرانية.

وتشير إحصائيات في هذا الصدد إلى زيادة البرمجيات الضارة بنسبة 358% عام 2020، بينما زادت برمجيات الفدية بنسبة 435%، مع زيادة قدرها 4 أضعاف في إجمالي قيمة العملة المشفرة المرسلة إلى عناوين برمجيات الفدية.

ولمواجهة هذه التهديدات، سيركز "إكسبو 2030 الرياض" على استكشاف الطرق الجديدة المتوقعة للتبادلات الرقمية، والتدريب الرقمي طويل الأمد للارتقاء بمهارات العمال والأسر، والتشريعات الخاصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية.

وسيركز أيضاً على تحديد نقاط الضعف السيبرانية وأدوات التصدي لها في المستقبل، وتحسين السلامة الشخصية في البيئات الرقمية الناشئة مثل الميتافيرس، وغيرها.

تطوير مدن واعية

بحلول عام 2030، وهو العام الذي سيقام فيه "معرض إكسبو"، سيصبح نحو 60% من سكان العالم مقيمين في المدن، وسيتركَّز ما يقارب 95% من النمو الحضري في البلدان النامية، الأمر الذي سيطرح تحدياتٍ بيئية واقتصادية واجتماعية ويؤثر سلباً على التفاعلات بين الريف والمدن.

انطلاقاً من هذا المتغيرات المستقبلية، يبحث "إكسبو 2030 الرياض" التأثير على التخطيط الحضري والاستراتيجيات اللازمة لجعل المدن حول العالم أكثر شمولاً وقدرة على الصمود والاستجابة لاحتياجات السكان لاسيما فيما يتعلق بأشكال التنقل الأكثر كفاءة واستدامة.

وتتبنى رؤية "إكسبو 2030 الرياض"مفهوم "المدينة الواعية" وهي بيئة يتم إنشاؤها من أجل مستخدميها وتستجيب لهم من خلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتصميم المستنير بالعلم.

وتشمل المعارض الفرعية المقترح أن تقام خلال "إكسبو 2030 الرياض"، استراتيجيات التخطيط المكاني وتنفيذها، وتخطيط النظام الحضري مع التركيز على المساحات الخضراء والعلاقات بين البشرية والحياة البرية، إضافة إلى التشريعات ونظم الحكم الحضرية، وأنظمة التنقل الذكية، وشكل المدن عام 2050.

التهميش الحضري وأنظمة التنقل

وسيولي "إكسبو 2030 الرياض" عناية خاصة بقضية التهميش الحضري التي بدأت تتضح معالمها خلال العقد الحالي، إذ تشير التقديرات إلى أنَّ ما يقرب من مليار شخص يعيشون في أحياء فقيرة ومستوطنات غير نظامية، ويمثلون 30% من سكان المدن في العالم.

ومن أجل تقديم الحلول لهذه الأزمة السكانية، سيعمل "إكسبو 2030 الرياض" على الدفع باتجاه تنفيذ السياسات الحضرية لمكافحة الإقصاء الاجتماعي، وتطوير المشروعات التشاركية لتنمية المستوطنات العشوائية، مع العمل في الوقت نفسه على إيجاد أطر وأدوات تمويل فعَّالة ومبتكرة ومستدامة للمجتمعات المهمشة، وتعزيز التدابير الإيجابية لمكافحة التمييز.

وسيتناول "إكسبو 2030 الرياض" أيضاً الاتجاهات المستقبلية في أنظمة التنقل الذكية التي تسمح لسلطات المدن بإنشاء وتطوير أنظمة تنقل أكثر ترابطاً واستدامة وأماناً في البيئات الحضرية المكتظة بالسكان.

وتشمل هذه الاتجاهات التنقل الحضري المشترك، والتنقل الأخضر، والمركبات ذاتية القيادة والنقل العام، والتنقل الكهربائي والقائم على الهيدروجين، والمركبات فائقة السرعة (هايبرلوب)، إضافة إلى الابتكار واستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي لتنقل أكثر ذكاء.

2- العمل المناخي

ويمثل العمل المناخي الموضوع الثاني الرئيس لـ"إكسبو 2030 الرياض" حيث ستشغل القضايا المتعلقة بتغير المناخ حيزاً كبيراً في جدول أعماله.

ويأتي اهتمام "إكسبو 2030 الرياض" بالمناخ امتداداً لمبادرات السعودية في هذا الجانب مثل "مبادرة السعودية الخضراء" و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر".

كانت الرياض أعلنت في 2021 تحديث مساهمتها المحددة بموجب "اتفاقية باريس للمناخ"، للوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي يعد طريقة مستدامة لإدارة الانبعاثات.

وسيركز موضوع "العمل المناخي" خلال "إكسبو 2030 الرياض" على إيجاد حلول دولية للقضايا المتعلقة بندرة المياه والحرارة في المدن والجفاف، وصيانة النظم البيئية الطبيعية وتجديدها، وتوفير الطاقة النظيفة للجميع.

ندرة المياه

تتوقَّع الأمم المتحدة أن يعاني 1.8 مليار شخص من نقص حاد في المياه بشكل متكرر بحلول عام 2025، وأن يعيش ثلثا هؤلاء السكان في مناطق تعاني من الإجهاد المائي. وقد تؤدي ندرة المياه إلى نزوح 700 مليون شخص بحلول عام 2030.

هذا التأثير على المياه قد يطال القطاعات الأخرى، إذ تشير دراسة حديثة أعدَّها البنك الدولي إلى أنَّ الزراعة المروية تمثل 20% من إجمالي الأراضي المزروعة، وتسهم بنسبة 40% من إجمالي الغذاء في جميع أنحاء العالم.

وإزاء هذه التطورات، من المقرر أن يقترح "إكسبو 2030 الرياض" جملة من مجالات التعاون الدولي لمواجهة ندرة المياه، بما في ذلك إدارة الموارد المائية في الزراعة، وكفاءة سلسلة التوريد وخدماتها، وتحسين كفاءة أنظمة الري، وحماية مستجمعات المياه وإعادة تأهيلها، إضافة إلى الابتكار في مشروعات تحلية المياه وتقنيات معالجة مياه الصرف الصناعي والزراعي لإعادة استخدامها.

ولأنَّ تنامي المخاطر المتعلقة بالمياه في المستقبل سيكون مرهوناً إلى حد كبير بجودة الحوكمة وإدارة المياه، فإنَّ "إكسبو 2030 الرياض" سيمثل فرصة لعرض الموارد المائية العابرة للحدود والجوانب التنظيمية ذات الصلة، والتعريف بمشروعات التعاون النموذجية لتقاسم المياه بين مختلف الدول والمناطق، مع العمل في الوقت نفسه على بناء الدعم الدولي لإنشاء مرافق للتعاون في مجال المياه.

صيانة النظم البيئية

يمثل التنوع البيولوجي عاملاً مهماً بالنسبة للكوكب، فهو يوفر أنظمة بيئية عاملة تمد العالم بالأوكسجين والهواء النظيف والمياه وتلقيح النباتات.

لكن هذه الأنظمة تتراجع نتيجة لعوامل من بينها العامل البشري، إذ تشير دراسات إلى تسبب الإنسان في فقدان 83% من جميع الثدييات البرية ونصف النباتات، وهو ما جعل فقدان التنوع البيولوجي واحداً من الأخطار الخمسة الأولى الواردة في "تقرير الأخطار العالمية" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022.

وبإزاء هذه التحديات، يتيح "إكسبو 2030 الرياض" للدول والجهات الأخرى مشاركة خططها وأعمالها للحفاظ على التنوع البيولوجي والإسهام في جعل الكوكب مكاناً أفضل للجميع.

وتشمل الموضوعات التي سيتم التطرق إليها في هذا الصدد خلال المعرض، التشريعات الحكومية، وتحسين المجموعات التصنيفية لتصنيف الأجناس المعرضة للخطر، وتحديد أولويات المناطق من حيث متطلبات حماية التنوع البيولوجي.

وسيناقش المعرض دور الزراعة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وبرامج إعادة التأهيل واستعادة الموائل، إضافة إلى تطوير برامج سياحية تراعي التنوع البيولوجي. 

وسيركز "إكسبو 2030 الرياض" أيضاً على التقنيات والابتكارات الجديدة لحماية التنوع البيولوجي وإزالة التلوث من المناطق المهملة، بما يشمل التقنيات والمراصد البيئية، وابتكارات الإصلاح البيولوجي، والتقنيات الجديدة لجمع البيانات الميدانية.

وتمتد خطط المعرض لحماية التنوع البيولوجي إلى البحار والمحيطات، بهدف تعزيز التعاون الدولي في تنمية المناطق الساحلية والحفاظ عليها، وبحث استراتيجيات تأهيل البحيرات التي تتعرض للجفاف، والتقنيات المبتكرة لتنظيف المياه من النفايات.

طاقة نظيفة للجميع

تقع الطاقة في قلب العمل المناخي، فمن أجل تحقيق أهداف "اتفاقية باريس"، ولا سيما المتعلقة بالحد من الاحترار إلى ما دون درجتين مئويتين، يجب أن يصبح التحول في مجال الطاقة جهداً انتقالياً ينطوي على إجراءات شاملة وميسورة التكلفة وموثوقة وقابلة للحياة.

ووفقاً للأمم المتحدة لا يزال 759 مليون شخص يعيشون دون كهرباء.

وفي ضوء هذا الواقع، سيعمل "إكسبو 2030 الرياض" على ترويج كل الآليات المتاحة لتحقيق أهداف "اتفاقية باريس"، بما في ذلك من خلال الدفع باتجاه زيادة التمويل والاستثمارات لمعالجة نقص التمويل المتوفر لابتكارات الطاقة المحلية في البلدان النامية.

وتخطط المملكة لأن تكون الرياض عام 2030 المكان المناسب للتركيز على الطاقة النظيفة، وجهود التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة.

ومن المقرر أن يشهد "إكسبو 2030 الرياض" مناقشة عدد من القضايا في هذا الجانب، بما في ذلك مستقبل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح من حيث التقنيات المستقبلية المتاحة لتحقيق الاستقرار في الإنتاج والتخزين، إضافة إلى إنتاج الهيدروجين النظيف، ومحطات الطاقة النووية من الجيل التالي، والمشروعات البحثية والتطبيقات الجارية في مجال الطاقة النووية الاندماجية.

وسيبحث المعرض أيضاً الطاقة الكهرومائية والمشروعات المستقبلية في هذا المجال، واحتجاز الكربون واستخدامه، وتقنيات إزالة الانبعاثات.

حلول مبتكرة

علاوة على الاستخدام الأمثل للطاقة النظيفة بما يتماشى مع طموح "إكسبو 2030 الرياض"، يعتزم منظمو المعرض أيضاً تنفيذ خطة تعويض طوعية تشمل التخفيف من تأثير سفر الزوار الدوليين إلى الرياض.

وسيتضمَّن نظام إدارة الكربون في "إكسبو 2030 الرياض" عدداً من الإجراءات لتقليل بصمة إكسبو الكربونية إلى أقصى حد ممكن، مع نشر معلومات عن أداء الكربون طيلة مدة الفعالية.

وعلى وجه الخصوص، سيسعى هذا النظام إلى تحقيق جملة من الأهداف تشمل تطبيق أفضل الحلول الموفرة للطاقة في البنى التحتية الدائمة والمؤقتة، ومراقبة انبعاثات الغاز الدفيئة المرتبطة بـ"إكسبو 2030 الرياض"، وتنفيذ تدابير تعويض الكربون لتحقيق نتيجة أكثر طموحاً من الحياد الكربوني.

في هذا السياق، سيتيح "إكسبو 2030 الرياض" الفرصة أمام جميع البلدان التي تسهم في تطوير وتنفيذ أجنحتها في موقع المعرض لترويج أعمالها في مجالات مختلفة، بما في ذلك مواد البناء المستدامة المتطورة، وأنظمة التدفئة وتكييف الهواء المبتكرة، ووسائل النقل المستدامة في الموقع.

3- الازدهار للجميع

يتمثل الموضوع الثالث الرئيس لـ"إكسبو 2030 الرياض"، في "الازدهار للجميع"، والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما حدَّدتها الأمم المتحدة في 2015.

وسيركز هذا الموضوع على الشمولية في عمليات التنمية، والاتاحة والمساواة والانتماء، والارتقاء بحلول للاحتياجات الإنسانية.

نحو عالم شامل

يعتزم "إكسبو 2030 الرياض" تبني مقاربة شاملة تحرص على إدماج الجميع في التنمية، ولا سيما الفئات التي تتعرض في بعض الأحيان للتهميش الاجتماعي، كذوي الإعاقة، والنساء، واللاجئين والمهاجرين.

بالنسبة لذوي الإعاقة، سيستكشف "إكسبو 2030 الرياض" أحدث الحلول والخدمات والسياسات التي تضمن إتاحة الفرص للأشخاص ذوي للإعاقة، بما في ذلك الفرص الطبية والنفسية والاجتماعية والتعليمية والتكنولوجية والرياضية والترفيهية والمعلوماتية.

وستشمل المفاهيم التي سيتطرق إليها "إكسبو 2030 الرياض" بهذا الشأن مسألة تحديد الحواجز المجتمعية، وتحسين جودة الحياة، وتوفير فرص المشاركة للأشخاص ذوي الإعاقة طوال فترة حياتهم.  

ويمثل المعرض فرصة للحوار بشأن قضايا عامَّة مثل أنظمة الرعاية الشاملة والوقائية، وبرامج إعادة تأهيل ذوي الاحتياجات، والتخطيط المالي للأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى مبادرات الوقاية من الأمراض التي تسبب الإعاقة مثل القضاء على شلل الأطفال.

التمكين والمساواة

على مستوى تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، يطمح "إكسبو 2030 الرياض" إلى البناء على تجربة السعودية التي أدخلت العديد من التغييرات التشريعية والمجتمعية على مدى السنوات الـ10 الماضية.

وأحرزت المملكة تقدماً للعام الثاني على التوالي في تقرير "المرأة والأعمال والقانون 2021" الصادر عن البنك الدولي، إذ سجلت 80 نقطة من أصل 100، وهي درجة أعلى من المتوسط الإقليمي البالغ 51.5 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويأمل "إكسبو 2030 الرياض" في ترجمة هذا التقدم من خلال مناقشة عدد من القضايا والموضوعات للمساهمة في الحد من عدم المساواة بين الجنسين حول العالم.

وتشمل هذه القضايا تمكين المرأة في التعليم والتدريب، والمرأة في المناصب القيادية في السياسة والحكومة، والدعم الاجتماعي للمرأة، والأدوات المالية لتشجيع ريادة الأعمال لدى النساء، وتمكين المرأة والعدالة.

وفي ما يتعلق باللاجئين والمهاجرين، سيمثل "إكسبو 2030 الرياض"، بحسب القائمين عليه، فرصة للبحث عن طرق جديدة لتحسين حياة اللاجئين والمهاجرين، من قبيل إطلاق ميثاق بين الدول المتقدمة لتفعيل سياسات الهجرة الفعَّالة التي تحترم كرامة الإنسان وحياته.

وسيعمل "إكسبو 2030 الرياض" على تعزيز التعاون الدولي بشأن المهاجرين، والحماية القانونية للاجئين والقصَّر، وإدماج المهاجرين في سوق العمل في البلد المستضيف، إضافة إلى مناقشة تأثير الهجرة على المجتمعات، والمخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمن في جمع البيانات عن المهاجرين.

حلول للاحتياجات الإنسانية

في مواجهة الاحتياجات الإنسانية المعاصرة التي تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية، وتنتهي بتحقيق الذات، يسعى "إكسبو 2030 الرياض" إلى التركيز على إيجاد حلول لعدد من القضايا الملحة، والعمل على تكييفها مع المتغيرات المستقبلية.

وتشمل هذه المجالات التي تتطلب حلولاً عاجلة، الفرص الوظيفية ومستقبل العمل، إذ يشير تقرير أعدَّه "معهد ماكينزي العالمي" إلى أنَّ الأتمتة ستؤدي إلى الاستغناء عن عدد كبير من الوظائف خلال السنوات العشر إلى الـ15 القادمة، وقد يحتاج ما يصل إلى 375 مليون شخص حول العالم إلى تغيير فئاتهم المهنية واكتساب مهارات جديدة بحلول عام 2030.

(يشير مصطلح "الأتمتة" إلى عمليّة دمج الآلات في نظام التحكّم الآلي، وتطبيق الآلات على المهام التي تمّ إنجازها من قِبل الإنسان مرّة أو أكثر، ويسمى أيضاً "التشغيل الآلي" وفي بعض الأحيان "المكننة").

في هذا الصدد، سيبحث "إكسبو 2030 الرياض" تأثير التكنولوجيا والاتجاهات الحديثة مثل "الأتمتة" والروبوتات والذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل، وتدابير التخفيف الرئيسة لحماية الموظفين، إضافة إلى الابتكار الثوري الذي قد يتطلب تكييف بيئة العمل في العقود المقبلة، والوظائف والقطاعات الإبداعية عام 2030، والتدريب المهني والابتكاري في المهارات الرقمية.

الطب الحيوي

ويطمح "إكسبو 2030 الرياض" أيضاً إلى مواكبة التطورات في الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية، إذْ من المتوقع أن يشهد العقد المقبل، نقطة تحول مع طرح علاجات تجريبية أو ممارسات جراحية أكثر ابتكاراً.

وفي هذا الاتجاه، سيبحث المعرض حزم تحفيز للأبحاث الحكومية والأكاديمية في مجال الطب الحيوي، والقضايا التنظيمية وبراءات الاختراع في علوم الطب، والجهوزية والاستجابة للأمراض الوبائية، والرعاية الصحية ومراكز البحوث.

وسيناقش المعرض أيضاً القضايا المتعلقة بنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية، واستخدام البكتيريا الدقيقة والبكتيريا النانوية، خاصة في الهندسة الوراثية، واستخدام التكنولوجيا الطبية الحيوية بهدف إطالة عمر الإنسان، والجراحة المعالجة رقمياً، والتعايش بين الطب التقليدي والطب الحيوي.

التعايش السلمي

سيعمل "إكسبو 2030 الرياض" على تعزيز التعايش الثقافي من خلال إتاحته المجال لعرض الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم.

وتشمل أجندة المعرض في هذا الجانب الثراء الثقافي ومشروعات الحوار بين الثقافات، وتنوع حضارات العالم، ودور المنظمات والآليات المتعددة الأطراف في تعزيز التسامح.

وسيعمل "إكسبو 2030 الرياض" على تعزيز دور المنظمات غير الحكومية ومراكز الفكر الرئيسية في بناء السلام والتعاون، ودعم دور المؤسسات العامة والجهات الخاصة في منع النزاعات وحلها، إضافة إلى بحث سبل تمكين الاستقرار وسيادة القانون في الدول متعددة الثقافات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات