مبادرتا السعودية للتحول الأخضر.. حلول لمواجهة نقص المياه وتحديات التمويل

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي-الشرق

تبدأ المملكة العربية السعودية، خلال الفترة المقبلة، العمل على عقد قمة سنوية تحت اسم "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، بحضور قادة الدول والوزارات والمسؤولين في المجال البيئي، لمناقشة مبادرتي "السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين أطلقهما ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، السبت.

وتهدف القمة إلى تضافر الجهود والتنسيق مع دول المنطقة للخروج في الربع الرابع من 2021، بخطط تفصيلية للمبادرات وآليات تحقيقها، بما يعزز الصحة العامة ويرفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في المنطقة.

كما تسعى المملكة إلى تأسيس منظمة غير ربحية لتنفيذ مخرجات القمة، ومتابعة تحقيق مستهدفات المبادرات، المنتظر أن يبدأ العمل عليها في الربع الرابع من العام الجاري، وعلى مدار العقدين المقبلين.

مواجهة نقص المياه

وتتضمن المبادرة حلولاً مبتكرة للتحديات التي تواجه المنطقة من قلة الموارد المائية والمالية والتقنية والصعوبات الجغرافية، لذا ستعمل السعودية بالشراكة مع دول المنطقة على بحث آليات وفرص تمويل المبادرات للدول ذات الموارد المنخفضة، ومشاركة التقنيات والخبرات بين الدول لتخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة، واستحداث طرق مبتكرة للري من المياه المكررة والاستمطار.

كما يجري بحث توظيف حلول أخرى مثل زراعة أشجار مناسبة للمنطقة تعتمد على الري لمدة 3 سنوات فقط ومن ثم تكتفي بالري الطبيعي لتنمو، ومن المقرر أن تبحث القمة التحديات التي قد تواجه تحقيق أهداف المبادرات وتطوير حلول لمعالجتها.

"السعودية الخضراء"

مبادرة "السعودية الخضراء" تتضمن عدداً من الآليات، منها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة أعلى من 4% من المساهمات العالمية، إضافة إلى الاستمرار في مشروعات الطاقة المتجددة التي ترفع حصة الطاقة النظيفة في المملكة من 0.3% إلى 50% بحلول عام 2030.

وقال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في بيان إعلان المبادرتين، إن "السعودية والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديداً اقتصادياً للمنطقة، إذ يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة".

وأكد ولي العهد السعودي، أن "مبادرة السعودية الخضراء ستعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من المساهمات العالمية، من خلال مشروعات الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030، ومشروعات في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحي أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%".

"الشرق الأوسط الأخضر"

وتهدف مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" إلى تنسيق الجهود ومواكبة التطورات الإقليمية والدولية، للإسهام في تحقيق الأهداف العالمية لمواجهة التغير المناخي، من خلال إطلاق أكبر خطة لإعادة التشجير في العالم، تهدف لزراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط، ما يمثل نسبة 5% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.

وأجرى ولي العهد، اتصالات هاتفية، الاثنين، مع عدد من القادة العرب، لبحث المبادرتين وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، التي أعلنت أن الأمير محمد بن سلمان، أجرى اتصالات هاتفية مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

حماية الأرض والطبيعة

الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية، خالد العبد القادر، أكد أن "المبادرتين سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، وتحقيق المستهدفات العالمية في مجال حماية البيئة، ورفع نسبة الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون، إضافة إلى مكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

كانت السعودية، أعادت في السنوات الماضية، هيكلة شاملة للقطاع البيئي، إذ أسست القوات الخاصة للأمن البيئي عام 2019، ورفعت نسبة تغطية المحميات الطبيعية من 4% إلى ما يزيد على 14% من مساحة المملكة، وزادت نسبة الغطاء النباتي إلى 40% خلال السنوات الأربعة الماضية، وتمكنت من إطلاق أحد أكبر مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم في نيوم، بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار  بهدف إنتاج 650 طناً يومياً.