خبراء المناخ يحذّرون من نقطة "اللاعودة" وسط ارتفاع قياسي للحرارة

time reading iconدقائق القراءة - 4
حريق هائل كما شوهد من مروحية تابعة للقوات الكندية تقوم بمسح المنطقة بالقرب من ميستيسيني، كيبيك، كندا. 12 يونيو 2023 - REUTERS
حريق هائل كما شوهد من مروحية تابعة للقوات الكندية تقوم بمسح المنطقة بالقرب من ميستيسيني، كيبيك، كندا. 12 يونيو 2023 - REUTERS
سنغافورة-رويترز

قال خبراء المناخ، إن هدف الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل بنحو 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية أصبح بعيد المنال، مع فشل الدول في وضع أهداف أكثر طموحاً، رغم ارتفاع درجات الحرارة على اليابسة والبحار لمستويات قياسية منذ شهور.

ومع تجمع مبعوثين في ألمانيا أخيراً، بشأن تحضير محادثات المناخ السنوية في نوفمبر، تجاوز متوسط درجات حرارة الهواء على سطح الأرض لأيام 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، حسبما ذكرت خدمة "COPERNICUS" المعنية بتغير المناخ والممولة من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن متوسط درجات الحرارة، ارتفع من قبل لفترات وجيزة فوق مستوى 1.5 درجة، إلا أن نصف الكرة الشمالي، لم يسجل هذا الارتفاع من قبل خلال الصيف، والذي بدأ في الأول من يونيو. كما تجاوزت درجة حرارة البحر هذا الشهر المستويات المسجلة في أبريل ومايو.

وقالت عالمة المناخ في جامعة "نيو ساوث ويلز" الأسترالية، سارة بيركنز: "لم يعد لدينا المزيد من الوقت، لأن التغيير يستغرق وقتاً".

سحب تحجب السماء

وفي الوقت الذي تستعد فيه بعثتا الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مسببتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، للاجتماع الشهر المقبل، تجاوزت درجات الحرارة الأرقام القياسية لشهر يونيو في بكين، بينما ضربت موجات الحر الشديدة الولايات المتحدة.

وكانت درجات الحرارة في أنحاء من أميركا الشمالية أعلى بنحو 10 درجات عن المتوسط هذا الشهر، في حين غطت سحب الدخان الناتج عن حرائق الغابات سماء كندا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، مع انبعاثات كربونية يقدر حجمها بنحو 160 مليون طن.

وسجلت الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ، ارتفاعاً في عدد الوفيات نتيجة استمرار ارتفاع درجات الحرارة، كما سجلت كل من إسبانيا، وإيران، وفيتنام، درجات حرارة شديدة، ما أثار المخاوف من أن يصبح صيف العام الماضي الذي شهد صعوداً في عدد الوفيات، أمراً اعتيادياً.

واتفقت الدول في باريس عام 2015 على محاولة الإبقاء على ارتفاع متوسط درجات الحرارة على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية توقعت في مايو بنسبة 66% أن يتجاوز المتوسط السنوي عتبة 1.5 درجة لمدة عام كامل على الأقل، حتى عام 2027.

"ضربة رباعية"

وبلغ المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح البحر 21 درجة في أواخر مارس، وظل عند مستويات قياسية طوال شهري أبريل ومايو.

وقال أستاذ فيزياء المناخ في جامعة "ليدز" بيرس فورستر، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض، العامل الرئيسي، لكن الأسباب تضمنت أيضاً ظاهرة "النينو"، وتراجع الغبار الصحراوي، الذي يهب فوق المحيط، واستخدام وقود منخفض الكبريت للسفن.

وأضاف فورستر: "لذلك في المجمل، تتعرض المحيطات لضربة رباعية.. هذا مؤشر على أشياء قادمة".

وقالت أناليسا براكو عالمة المناخ في "معهد جورجيا للتكنولوجيا"، إن ارتفاع درجة حرارة البحار قد يعني أيضاً تراجعاً في هبوب الرياح وهطول الأمطار، مما يخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى مزيد من الحرارة.

وأضافت أنه على الرغم من أن درجات حرارة البحر المرتفعة هذا العام ناتجة عن "مزيج مثالي" من الظروف، فإن التأثير البيئي ربما يستمر.

وأوضحت أن "استجابة المحيطات ستكون بطيئة جداً، إذ أنها ستراكم (الحرارة) ببطء لكنها ستحافظ عليها أيضاً لفترة طويلة جداً".

ويقول خبراء المناخ إن نطاق وتواتر الطقس المتطرف آخذان في الازدياد، وشهد هذا العام أيضاً حالات جفاف في أنحاء العالم، فضلاً عن إعصار نادر أودى بحياة المئات في إفريقيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات