شهدت ولايات عدة في الجزائر، تذبذباً على مستوى الشبكات الكهربائية أدى لانقطاعات متكررة خلال الفترة الأخيرة، وسط ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في عموم البلاد والتي بلغت 49 درجة مئوية تحت الظل في الولايات والمدن الساحلية منذ الاثنين الماضي.
وفي جولة لـ"الشرق" بمدينة درارية إحدى بلديات العاصمة الجزائر والتي شهدت انقطاعاً للتيار الكهربائي منذ فجر الأربعاء وعلى مدار 12 ساعة، قال مراد وهو صاحب محل تجاري كبير لبيع المواد الغذائية، إن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تسبب في خسائر السلع التي تحتاج لأجهزة التبريد، على غرار الأجبان والمثلجات والمشروبات التي لم تقاوم موجة الحر.
واعتبر مراد أن من حسن حظه أن انقطاع التيار الكهربائي لم يكن لفترة طويلة، وإلا كان يمكن أن يتسبب في إتلاف أجهزة التبريد والتي قد تكلفه أموالاً كثيرة لإصلاحها.
وتعرض محول الطاقة الكهربائية في بلدية درارية للاحتراق بشكل كامل بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على استخدام المكيفات الهوائية وأجهزة التبريد، قبل أن يتدخل عمال الصيانة في شركة الغاز والكهرباء "سونلغاز".
وفي إحدى البلديات المجاورة يشتكي طارق من ضعف جهاز المكيف الذي اقتناه صيف العام الماضي لضمان تبريد الأجواء داخل منزله.
وأبلغ طارق "الشرق"، أن ثمة فرق كبير بين مردود الجهاز في السنة الماضية وهذا العام، مشيراً إلى أن انقطاعات الكهرباء أثرت على قوة تبريد المكيف.
أرقام قياسية
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت شركة الغاز والكهرباء الجزائرية "سونلغاز" عن رقم قياسي لمستوى الطلب على الكهرباء بلغ 18 ألفاً و377 ميجاوات، وذلك تمام الساعة 2:19 بالتوقيت المحلي، بحسب ما جاء في بيان لها.
وذكرت الشركة أنها سجلت أول رقم قياسي لمستوى الطلب على الطاقة الكهربائية لصيف 2023 في 9 يوليو بـ17 ألفاً و508 ميجاوات، ليتبعه في 10 يوليو رقم قياسي آخر بلغ 17 ألفاً و905 ميجاوات.
وتبلغُ الطاقة الإنتاجية للجزائر من الكهرباء 25 ألف ميجاوات تستهلك منها 17 ألفاً في أوقات الذروة، وفق وزارة الطاقة الجزائرية.
من جهة أخرى أرجع المدير العام لمجمع "سونلغاز" مراد عجال سبب المشاكل الخاصة بانقطاع الكهرباء إلى موجة الحر التي اجتاحت العديد من الولايات.
وأفاد عجال في تصريح للتلفزيون الرسمي للدولة: "أصبحنا نتحدث عن درجات حرارة تتعدى 45 درجة مئوية في المناطق الساحلية، وأكثر من 50 درجة في ولايات الجنوب، حيث لهذه الحرارة المتزايدة أثر على الشبكة الكهربائية".
وأشار إلى أن "هناك تذبذبات في بعض المناطق نظراً لتأثير الحرارة على العتاد الذي يشهد ضغطاً كبيراً، مُبرراً ذلك بأن العائلات الجزائرية كانت سابقاً تمتلك جهاز تبريد واحد في البيت، أما الآن فقد تضاعف العدد".
وقال المدير العام لمجمع "سونلغاز"، إن المجمع شهد ضغطاً كبيراً جراء عدد الشكاوى المقدمة من طرف المواطنين، إذ تم تجنيد أكثر من 8 آلاف عامل في الفترة الصباحية، وأكثر من 830 عاملاً في الفترة الليلية.
إمكانيات كبيرة
وتعدُ الجزائر من بين أهم البلدان المنتجة للكهرباء، إذ تُصدر هذه الطاقة بمعدل يفوق 500 ميجاواط لتونس، فيما تدرس إمكانية تصدير 9 آلاف ميجاواط إلى إيطاليا عن طريق أنبوب بحري ينطلق من مدينة عنابة (شرق) إلى جزيرة صقلية.
وتمتلك الجزائر أكثر من 100 محطة لتوليد الكهرباء، منها 5 محطات كبيرة، ويتعلق الأمر بالمحطة الواقعة في المنطقة الصناعية بلارة بولاية جيجل شرقي الجزائر، ومحطات "حجرة النوس"، ورأس جنات"، و"التارقة"، وأخيراً محطة "كدية الدراوش".
ويُشار إلى أن الجزائر أطلقت خلال مارس الماضي من خلال شركة الكهرباء والغاز "سونلغاز" عبر شركتها الفرعية "سونلغاز للطاقات المتجددة"، مناقصة لتنفيذ 15 محطة طاقة شمسية موزعة على 11 ولاية، بطاقة إجمالية 2000 ميجاواط.
اقرأ أيضاً: