مصر.. إجراءات حكومية لمواجهة أزمة الكهرباء وتوجيهات بترشيد الاستهلاك

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الخميس، إن أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء في كافة أنحاء البلاد، ستستمر حتى نهاية أغسطس المقبل، خاصة في ظل التوقعات باستمرار ارتفاع درجات الحرارة. 

وأعلن رئيس الوزراء المصري، إجراءات حكومية، لمواجهة الأزمة التي أرجع أسبابها إلى "الظواهر المناخية غير المسبوقة التي يشهدها العالم"، والنقص في إمدادات المازوت اللازم لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، ما دفع السلطات المصرية إلى "تخفيف الأحمال" الذي بدأ في 17 يوليو الجاري، بحسب تعبيره.  

وقال مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي حضره وزيرا الكهرباء محمد شاكر، والبترول طارق الملا، في منتجع مدينة العلمين على ساحل البحر المتوسط، حيث عقدت الحكومة المصرية اجتماعها الأسبوعي، إن مصر ستستورد شحنات إضافية من المازوت، متوقعاً أن تصل تكلفة الاستيراد إلى ما بين 250 إلى 300 مليون دولار. 

إجراءات مواجهة الأزمة

وأشار رئيس الوزراء المصري، إلى أن الحكومة وجهت كل الجهات التابعة لها إلى "مزيد من ترشيد استهلاك الكهرباء في إنارة الأماكن العامة سواء المباني الحكومية أو الخدمية أو الشوارع".

وأضاف أنه تم التوافق على أن يعمل الموظفون الحكوميون غير المتعاملين بشكل مباشر مع الجمهور، من المنزل كل يوم أحد أسبوعياً، بداية من 6 أغسطس، وفقاً لما يراه كل وزير، مطالباً القطاع الخاص باتخاذ نفس الخطوة مع الموظفين الإداريين والمكتبيين، لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء ليوم إضافي إلى جانب العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت.

وكشف مدبولي عن أنه تم توجيه وزير الشباب والرياضة، بإقامة جميع المباريات في كل المنشآت الرياضية والصالات المغطاة، قبل المغرب، استغلالاً للإضاءة الطبيعية، وحتى لا تحتاج المنشآت إلى إضاءة.

لجنة أزمة

ووجه مدبولي جميع المصالح الحكومية بضبط أجهزة التكييف عند 25 درجة لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء، لافتاً إلى تشكيل "لجنة أزمة" في مجلس الوزراء تعقد اجتماعاتها يومياً لمتابعة تنفيذ الإجراءات المتفق عليها لمواجهة الأزمة.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات "لا تعني التوقف عن تخفيف الأحمال" في شبكة الكهرباء، طالما أن درجة الحرارة أكبر من 35 درجة مئوية، متوقعاً أن يستمر تخفيف الأحمال ساعتين يومياً، متعهداً بإعلان جدول لمواعيد وأماكن تخفيف الأحمال في كل حي ومدينة، الاثنين المقبل.

وأعرب رئيس الوزراء المصري عن رفضه لما يتردد عن ضرورة قطع الكهرباء عن الأماكن السياحية لأنها تستهلك كميات أكبر من الكهرباء، بقوله إن "المناطق السياحية مصدر دخل للعملة الصعبة، ولذلك لا يمكن قطع الكهرباء عنها، وكذلك المستشفيات والمباني الاستراتيجية"، موضحاً أن "تخفيف الأحمال سيكون في المناطق السكنية فقط".

أزمة عالمية

ونقل مدبولي عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، قوله إن "يوليو الجاري هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق.. نحن دخلنا عصر الغليان العالمي.. إن تغير المناخ أمر مرعب وما يحدث هو مجرد بداية"، لافتاً إلى أن تخفيف الأحمال أمر متبع في أوروبا كلها التي شهدت بعض دولها اندلاع حرائق ضخمة.

وأضاف أن "تصريحات جوتيرش تلخص الأزمة المفاجئة التي واجهتها كل دول العالم خلال الأيام الـ10 الماضية".

وأوضح أن معظم محطات الكهرباء بجميع أنحاء مصر، تعتمد على الوقود الأحفوري عن طريق المزج بين الغاز الطبيعي والمازوت، لافتاً إلى أن الغاز الطبيعي يتم إنتاجه في مصر، بينما المازوت يتم استيراده، وأن الحكومة سبق أن أصدرت قراراً، في أبريل الماضي، بوقف استيراد المازوت، والاعتماد على ما يتم إنتاجه محلياً والذي كان يكفي الاستهلاك في الظروف الطبيعية.

اقرأ أيضاً: