في ظل ارتفاع أعداد المهاجرين على الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، أصر رئيس الأمن الداخلي في إدارة جو بايدن، الثلاثاء، على أن "الوضع تحت السيطرة"، في وقت دافع فيه عن سياسة السماح للمراهقين والأطفال الذين يعبرون بمفردهم بالبقاء في البلاد.
وأقر مايوركاس، بأن زيادة عدد الأطفال ومعظمهم من أميركا الوسطى، يشكل تحدياً لدورية الحدود والوكالات الأخرى، وسط تفشي وباء كورونا، لكنه رفض سياسة الرئيس السابق دونالد ترمب المتمثلة في إعادة هؤلاء على الفور إلى المكسيك أو دول أخرى.
وقال في تصريح أوردته وكالة "أسوشيتد برس": "الوضع على الحدود الأميركية صعب، ولكنه ليس كالأزمة التي صورها النقاد. إنهم أطفال ضعفاء وقد أنهينا ممارسة الإدارة السابقة بطردهم".
وأشار إلى أنه "يتم وضع استثناءات للبالغين الذين يعانون من بعض نقاط الضعف، أو للعائلات عندما لا تكون لدى السلطات المكسيكية القدرة على قبولها في الملاجئ".
وأفاد مايوركاس بأن 80٪ من الأطفال، ومعظمهم من بلدان المثلث الشمالي في أميركا الوسطى، لديهم قريب في الولايات المتحدة و40٪ لديهم أحد الوالدين.
وأنهت إدارة بايدن الأسبوع الماضي، سياسة ترمب، إذ جندت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ لإنشاء مرافق مؤقتة جديدة لإيواء الأطفال المهاجرين في تكساس وأريزونا.
كما تعمل الإدارة مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، على توسيع نطاق قدرة المأوى ودعم المساعدات المقدمة إلى هندوراس وغواتيمالا والسلفادور في محاولة لوقف تدفق المهاجرين.
وانتقد مايوركاس الإدارة السابقة لـ"تفكيكها نظام لجوء كان من شأنه أن يسمح بنظام هجرة أكثر تنظيماً"، لافتاً إلى أن الوضع الذي تواجهه الحدود الجنوبية الغربية "صعب، لكننا نعالج الأمر".
"اختبار" لبايدن
وشكلت الأعداد المتزايدة من المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود، اختباراً مبكراً للرئيس بايدن، في وقت يسعى فيه إلى الانفصال عن سياسة سلفه ترمب، الذي شن جهداً واسعاً للحد بشكل كبير من الهجرة القانونية وغير الشرعية على حد سواء.
وادعى الجمهوريون في الكونغرس أن دعم بايدن لتشريع الهجرة، وقراره السماح للأشخاص بتقديم طلبات لجوء قانونية أصبح "نقطة جذب للمهاجرين"، لكن مايوركاس أشار إلى أنه كانت هناك طفرات في الماضي، حتى في عهد ترمب.
وفي الوقت ذاته، هاجم بعض الديمقراطيين وغيرهم إدارة بايدن لـ"احتجازها الأطفال المهاجرين في مرافق الاحتجاز التابعة للجمارك وحماية الحدود الأميركية لفترة أطول من الـ 72 ساعة المسموح بها".
وفي السياق، قاد كيفن مكارثي، زعيم الأقلية في مجلس النواب، الاثنين، وفداً من 12 نائباً جمهورياً إلى الحدود في ولاية تكساس، وألقى باللوم على إدارة بايدن لسنّها تشريعات في الكونغرس من شأنها أن توفر مساراً للحصول على الجنسية لملايين الأشخاص غير الشرعيين في البلاد ووقف بناء الجدار الحدودي.
عوامل الهجرة
وقالت "أسوشيتد برس"، إن عدد الأطفال الذين يعبرون الحدود، ارتفع بنسبة 60% في الفترة بين يناير وفبراير الماضيين، إلى أكثر من 9 آلاف و400 طفل، وهي أحدث الإحصاءات المتاحة.
فيما عُزي ذلك إلى عدد من العوامل، بينها الاضطرابات الاقتصادية التي سببها وباء كورونا في أميركا الوسطى وإعصارين ضربا المنطقة مؤخراً، كما اعترف مسؤولون أميركيون بأن المهربين "شجعوا" المهاجرين على محاولة العبور في ظل الإدارة الجديدة.
"طفرة مماثلة"
وواجه الرئيس السابق دونالد ترمب، أيضاً طفرة مماثلة في أعداد المهاجرين خلال عام 2019، مع تسرعه في توسيع نظام بناء الجدار الحدودي، إذ أجبر الأشخاص الذين يطلبون اللجوء على القيام بذلك في أميركا الوسطى أو البقاء في المكسيك.
وقبل ذلك بعام، فصل ترمب قسراً الأطفال المهاجرين عن أسرهم كجزء من حملة عدم التسامح التي أصبحت واحدة من أهم التحديات السياسية التي تواجه إدارته.
وبعد أن انخفضت أعداد المهاجرين الذين تم القبض عليهم أثناء عبورهم الحدود خلال بداية الوباء، عاود العدد الارتفاع في أبريل، ويرجع جزء من هذه الزيادة إلى الأشخاص الذين يُقبض عليهم مراراً بعد طردهم بموجب أمر الصحة العامة.
وارتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين واجههم مكتب الجمارك وحماية الحدود بنحو 28% خلال الفترة من يناير وفبراير الماضيين، ليصل إلى ما يزيد قليلاً عن المئة ألف شخص، معظمهم من البالغين. وكانت آخر مرة كان فيها هذا العدد مرتفعاً في يونيو 2019.
ويُسمح للمهاجرين الذين تقل أعمارهم عن الـ18 عاماً بالبقاء في البلاد، في حين تقرر الحكومة ما إذا كان لديهم مطالبة قانونية بالإقامة، إما بموجب قانون اللجوء أو لسبب آخر.
وتواصل الولايات المتحدة طرد معظم البالغين والعائلات إما إلى المكسيك أو إلى بلدانهم الأصلية.
اقرأ أيضاً: