الجزائر تدخل سوق الهيدروجين الأخضر وتتوقع 10 مليارات دولار إيرادات

time reading iconدقائق القراءة - 4
محطة الطاقة الشمسية التابعة للشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" في حقل "رباع الشمال" النفطي جنوبي البلاد. 25 نوفمبر 2018 - REUTERS
محطة الطاقة الشمسية التابعة للشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" في حقل "رباع الشمال" النفطي جنوبي البلاد. 25 نوفمبر 2018 - REUTERS
الجزائر-أمين حمداوي

تهدف الجزائر إلى إنتاج 2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بين عامي 2030 و2040، وهو ما يُمثل 10% من الطلب الأوروبي المتوقع خلال ذلك العقد، وفق تصريحات مسؤولين بقطاع الطاقة لـ"الشرق".

تأتي هذه المساعي في ظل وجود توجه عالمي للحصول على مصادر نظيفة للطاقة، الأمر الذي من شأنه محاربة تغير المناخ، والوصول إلى الحياد الكربوني، وتحقيق مساعي أوروبا في إيجاد مصادر بديلة للطاقة عن الغاز الروسي.

استثمارات ضخمة

تطمح الجزائر إلى أن تُصبح قطباً مهماً في مجال صناعة وتصدير الهيدروجين على مستوى العالم، واضعةً السوق الأوروبية نصب عينيها، وتتوقع وزارة الطاقة الجزائرية تحقيق إيرادات تُقدّر بـ 10 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2040.

وقال المدير العام للاستشراف في الوزارة، مجلد ميلود إن "نوايا الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر في الجزائر تُقدر بما بين 25 و30 مليار دولار.

وأضاف لـ"الشرق" أن حجم الاستثمارات مرتبط  بـ"تطور السوق، وتطور إمكانيات الإنتاج في البلاد، بعد اكتساب هذه التكنولوجيا، وتوفير المناخ المناسب للاستثمار، وإنجاز الدراسات التي من خلالها ستتضح الرؤية لتنفيذ هذه المشروعات عن طريق الشركات الجزائرية والأجنبية التي تبدي رغبة في استيراد الهيدروجين".

شراكة مع الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي كان قد أبدى اهتماماً بتوسيع شراكاته مع الجزائر في مجالات الطاقة، لتشمل قطاع الهيدروجين الأخضر الذي يُنظر إليه في القارة العجوز كمصدر طاقة بديل عن الغاز الروسي.

وأشار المستشار الرئيسي لمديرية الطاقة لبعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، تيودور كونستنتينسكو، إلى اهتمام أوروبا بتوسعة الشراكة مع الجزائر لتشمل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وأضاف لـ"الشرق" أن الجانبين يبحثان فرص تسريع إنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر من خلال إقامة مشروعات لإنتاجه وتصديره.

خارطة طريق

وقال مدير قطاع الهيدروجين والطاقات البديلة على مستوى محافظة الطاقات المتجددة في الجزائر، رابح سلامي لـ"الشرق"، إن هناك اتفاقيات ومشاورات متواصلة مع أطراف أوروبية بشأن عدة مشروعات يجري دراستها وتطويرها، تتعلق بمشروعات نموذجية أولية تسمح بتجريب التقنيات والتكنولوجيا، مضيفاً أنه "في المستقبل سيزيد عدد هذه الاتفاقيات".

كانت الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" وشركة الغاز الألمانية "VNG-AG"، وقّعتا نهاية العام الماضي، مذكرة تفاهم من شأنها السماح بإطلاق "أول مشروع نموذجي" مختص بإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر بطاقة تُقدر بنحو 50 ميجاواط، بهدف التحكم في التكنولوجيا المرتبطة بهذا المجال.

وفي يناير الماضي، وقعت الجزائر وإيطاليا اتفاقية بشأن بناء خط غاز جديد يُمكنه نقل الهيدروجين من الجزائر إلى جزيرة سردينيا الإيطالية في البحر المتوسط، إضافة إلى اتفاق بين شركتي "إيني" الإيطالية و"سوناطراك" الجزائرية، لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق مشروع تجريبي على مستوى حقل "رباع الشمال" جنوبي الجزائر الذي يهدف إلى الحد من البصمة الكربونية لمصنع الغاز في هذا الحقل.

وتسعى الجزائر إلى تطوير قطاع الهيدروجين عبر 3 مراحل رئيسية، انطلاقاً من مرحلة البدء والتكوين (2023-2030) بهدف اكتساب التكنولوجيا والمهارات وتكوين العناصر البشرية، تمهيداً لإطلاق إنتاج الهيدروجين، ثم مرحلة التوسع وإنشاء السوق (2030-2040) في ضوء المشروعات التجريبية، ثم مرحلة التصنيع والتصدير خلال الفترة (2040-2050).

وتتميز الجزائر بموقع جغرافي وموارد طبيعية تسمح لها، وفق وزارة الطاقة، بأن تصبح فاعلاً إقليمياً في مجال إنتاج الهيدروجين خاصة "الأخضر" إذ تتمتع بحقول شمسية شاسعة ووفرة في المياه، إضافة إلى قربها من السوق الأوروبية، وأيضاً بالنظر إلى الشبكات الواسعة لنقل الغاز والكهرباء التي تملكها.

ويُستخرج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للماء، باستخدام الطاقة المتجددة، ويوفر هذا الوقود طاقة هائلة مع انعدام انبعاث الغازات الملوثة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات