أفاد خبراء ومحللون لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، بأن ظاهرة "النينو" المناخية من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم آثار أزمة أسعار المواد الغذائية العالمية، الناجمة عن حظر فرضته الهند على تصدير الأرز، إضافة إلى انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.
ونقلت الصحيفة عن الخبراء والمحللين، أن كل هذه العوامل من المحتمل أن تؤدي ذلك إلى زيادة التضخم في الأسواق الناشئة، حيث يشكل الغذاء عادة حوالي 30% من الإنفاق على السلع والخدمات الاستهلاكية، وهو ضعف معدل الإنفاق في الاقتصادات المتقدمة.
ويُتوقع أن يتسبب التقلب الطبيعي بدرجات الحرارة في المحيط الهادئ، الظاهرة التي تُعرف باسم "النينو" وتبدأ في سبتمبر المقبل، في ارتفاع شديد في الحرارة لشهور في أجزاء من آسيا وأميركا الوسطى، فضلاً عن هطول أمطار غزيرة على جبال الأنديز، بحسب الخبراء.
وعادة ما تعرقل هذه الظاهرة دورة المحاصيل، ويُرجح أن تزيد الضغوط على الإنتاج الغذائي العالمي وأسعار الغذاء، بعد أن أجبرت الأمطار الغزيرة نيودلهي على حظر صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي، والقصف الروسي لمحطات تصدير الحبوب الأوكرانية.
ما هي ظاهرة "النينيو"؟
و"النينيو" ظاهرة مناخية تحدث مرة كل سنتين إلى 7 سنوات، وتستمر عادةً من 9 إلى 12 شهراً، وترتبط بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ.
وحدثت الظاهرة آخر مرة في 2018-2019، وأفسحت مجالاً لحلقة طويلة تناهز 3 سنوات من امتداد "النينو"، التي تسبب آثاراً معاكسة أبرزها انخفاض درجات الحرارة.
لكنّ الحلقة الحالية "تأتي في سياق مناخ تم تغييره بسبب الأنشطة البشرية"، حسبما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وفي مايو، حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أنّ الفترة بين عامي 2023-2027، ستكون بالتأكيد الأكثر سخونة على الإطلاق على الأرض، في ظل التأثير المشترك لظاهرة "النينو"، والاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الغازات الملوثة.
ويُقدر أن هناك فرصة بنسبة 66% بأن يتجاوز المتوسط العالمي السنوي لحرارة سطح الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية المستوى المسجّل ما قبل الثورة الصناعية لمدة عام واحد على الأقل بين عامي 2023 و2027.
اقرأ أيضاً: