بدأت أوقات انتظار عشرات الآلاف الأشخاص العالقين في موقع مهرجان "الرجل المحترق" (Burning Man)، الذين يحاولون الخروج من صحراء شمال ولاية نيفادا الأميركية الغارقة في الوحل، تتراجع بعد أن تقطعت بهم السبل لعدة أيام بسبب الطرق التي غمرتها المياه، إثر هطول أمطار غزيرة أودت بحياة أحد المشاركين.
وقال منظمو الفعالية، إنهم بدأوا في السماح بتدفق حركة المرور على الطريق الرئيسي نحو الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي (09:00 مساء بتوقيت جرينتش)، الاثنين، حتى عندما حضوا الحاضرين على تأخير خروجهم للمساعدة في تخفيف حركة المرور، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وبعد نحو ساعتين من بدء المغادرة الجماعية، قدر المنظمون وقت الانتظار بنحو خمس ساعات.
وبحلول صباح الثلاثاء، انخفضت أوقات الانتظار إلى ما بين ساعتين وثلاث ساعات، وفق حساب "الرجل المحترق" الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، تويتر سابقاً.
ويجذب التجمع السنوي، الذي انطلق لأول مرة على شاطئ سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا في يونيو عام 1986، ما يقرب من 80 ألف فنان وموسيقي وناشط في مزيج من التخييم البرية والعروض الرائدة على مدار أسبوع. ونظم المهرجان لأول مرة في صحراء "بلاك روك" بولاية نيفادا عام 1990.
وقررت السلطات إغلاق المهرجان أمام المركبات بعد هطول أكثر من نصف بوصة (1.3 سنتيمتر) من الأمطار، الجمعة، مما تسبب في غمر الطرق بالماء والوحل.
وجاء إغلاق الطرق قبل وقت قصير من الموعد المقرر لبدء أول "حريقين احتفاليين" يشيران إلى نهاية المهرجان، مساء السبت.
وعادة ما يقام حفل وداع في الليلة قبل الأخيرة يحرق المحتفلون خلاله دمية خشبية عملاقة على هيئة رجل وهيكل معبد خشبي ويطلقون ألعاباً نارية. ولكن عملية الحرق تأجلت حيث عملت السلطات على إعادة فتح طرق الخروج.
وطلب المنظمون من الحاضرين عدم الخروج من "صحراء بلاك روك" على بعد نحو 110 أميال (177 كيلومتراً) شمال مدينة رينو خلال تلك الفترة، كما فعل آخرون طوال عطلة نهاية الأسبوع، بينهم منسق الأغاني دي جي ديبلو، والممثل الكوميدي كريس روك.
ووسط الفيضانات، حض المنظمون، المحتفلين، على الحفاظ على طعامهم ومياههم، وظل معظمهم مختبئين في الموقع. مع ذلك، تمكن بعض الحاضرين من المشي عدة أميال إلى أقرب مدينة أو ركوب سيارة هناك.
وأُحرق "الرجل"، ليل الاثنين، بينما كان من المقرر إضرام النيران في المعبد الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء.
اضطرابات غير مسبوقة
"أسوشيتد برس" لفتت إلى أن هذا النوع من الاضطرابات يشكل جزءاً من التاريخ الحديث للفعالية، فقد أجبرت العواصف الترابية المنظمين على إغلاق مداخل المهرجان بشكل مؤقت في عام 2018، وألغي الحدث مرتين تماماً خلال جائحة فيروس كورونا.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في مدينة رينو، إن بعض الأمطار الخفيفة قد تهطل صباح الثلاثاء.
وسجلت حالة وفاة واحدة على الأقل، لكن المنظمين، قالوا إن وفاة رجل في الأربعينيات من عمره لم تكن مرتبطة بتغيرات أحوال الطقس. وقال عمدة مقاطعة بيرشينج القريبة، إنه يجري تحقيقاً، لكنه لم يحدد هوية الرجل أو سبب الوفاة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين في ولاية ديلاوير، الأحد، إنه على علم بالوضع في موقع مهرجان "الرجل المحترق"، بما في ذلك حالة الوفاة، وأن البيت الأبيض على اتصال بالسلطات المحلية.
ويجتذب المهرجات عشرات الآلاف من الأشخاص سنوياً، إلى صحراء نيفادا لممارسة الفنون والرقص والاستمتاع بالأجواء. وافتتحت نسخة هذا العام في 27 أغسطس، وكان من المقرر أن تستمر حتى الاثنين.
اقرأ أيضاً: