تعرّض جميع سكان العالم تقريباً لدرجات حرارة أعلى خلال الشهور الثلاثة الأخيرة نتيجة تغير المناخ الناجم عن أنشطة البشر، بحسب دراسة نُشرت حديثاً.
ويشهد نصف الكرة الأرضية الشمالي صيفاً هو الأكثر سخونة منذ بدء التسجيلات، وتسببت موجات الحر الطويلة في أميركا الشمالية وجنوب أوروبا هذا العام في حرائق غابات كارثية وارتفاع في معدلات الوفيات.
وكان شهر يوليو هو الأعلى حرارة على الإطلاق، في حين كان متوسط درجات الحرارة في أغسطس أعلى أيضاً بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل عصر الصناعة.
وفحصت الدراسة، التي أجرتها منظمة "كلايمت سنترال" وهي مجموعة بحثية مقرها الولايات المتحدة، درجات الحرارة في 180 دولة و22 منطقة، وخلصت إلى أن 98% من سكان العالم تعرضوا لدرجات حرارة أعلى زادت احتمالية حدوثها بمرتين على الأقل نتيجة للتلوث بثاني أكسيد الكربون.
وقال نائب رئيس كلايمت سنترال للعلوم آندرو بيرشينج: "لم ينج أحد تقريباً على وجه الأرض من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وأضاف: "في كل دولة أمكننا تحليلها، بما في ذلك في نصف الكرة الأرضية الجنوبي حيث هذا هو أبرد وقت في العام، رأينا درجات حرارة كان سيكون من الصعب تسجيلها، وفي بعض الحالات شبه مستحيل، دون تغير المناخ الذي يسببه البشر".
وأوضح أن "التلوث الناجم عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مسؤول بوضوح عن درجات الحرارة القياسية هذا الموسم".
وكان دور التغير المناخي أكبر بثلاثة إلى أربعة أضعاف في موجات الحر التي شهدتها البلدان الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة مقارنة بدول مجموعة العشرين الأكثر ثراء، وفقاً لآندرو بيرشينج.
وأشار إلى أن بعض الدول "تتحمل مسؤولية أكبر عن التغير المناخي والتلوث الذي يغذي الحرارة التي نعانيها جميعاً في الوقت الراهن".
وارتكزت المنظمة على أساليب تتيح تحديد احتمالية درجة حرارة يومية معينة في كل بلد، مع المستويات الحالية من التلوث بثاني أكسيد الكربون أو من دونها.
ومكّنت المنهجية نفسها العلماء من قياس دور تغير المناخ في ظواهر الطقس المتطرفة، كالظروف التي أدت إلى اندلاع حرائق كبيرة في كندا هذا العام.
وتقيّم "كلايمت سنترال" ما إذا كان تغير المناخ يزيد من احتمالات حدوث موجات الحرارة من خلال مقارنة درجات الحرارة المرصودة مع تلك التي تتوصل إليها النماذج التي تزيل تأثير انبعاثات الغازات الدفيئة.
اقرأ أيضاً: