السعودية تعلن موعد تجربة أول قطار يعمل بالهيدروجين في الشرق الأوسط

انطلاق أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالرياض

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال انطلاق مؤتمر "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، الرياض. 8 أكتوبر 2023 - @MoEnergy_Saudi
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال انطلاق مؤتمر "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، الرياض. 8 أكتوبر 2023 - @MoEnergy_Saudi
دبي-الشرق

أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الأحد، أن التشغيل التجريبي لأول قطار يعمل بالهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط سيبدأ،
الأسبوع المقبل.

وقال في كلمة أمام أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنعقد في العاصمة السعودية الرياض: "ستتم تجربته الأسبوع المقبل، ونأمل أن يكون لدينا في الأشهر القليلة المقبلة أول قطار يعمل بالهيدروجين في الشرق الأوسط".

وأضاف الوزير أن السعودية "ستطلق آلية سوق محلية ذات مصداقية وشفافية وقابلة للتكيف، الاثنين"، دون تقديم المزيد من تفاصيل.

من جهتها، أشارت الخطوط الحديدية السعودية "سار" إلى أن إطلاق تجارب القطار في المملكة سيكون في الشهر الجاري، وذلك عقب توقيعها اتفاقية مع شركة "ألستوم" الفرنسية، بهدف إجراء التجارب التشغيلية والدراسات اللازمة للعمل على تجهيز هذا النوع من القطارات ليتلاءم مع بيئة المملكة وأجوائها، وذلك تمهيداً لدخولها الخدمة مستقبلاً، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.

بدوره، قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي صالح بن ناصر الجاسر، إن الخطوة تأتي ضمن مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، وخطط التحول إلى منظومة نقل أكثر استدامة تعتمد أحدث التقنيات الذكية.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "سار" شار بن خالد المالك أن القطار يُعد من أهم الابتكارات الحديثة في مجال النقل المستدام، وذلك عبر توليد الطاقة اللازمة لتشغيل وحركة القطارات من دون أي انبعاثات كربونية. ولفت إلى أنه يتمتع بمجموعة من الفوائد تجعله خياراً جذاباً للطاقة المستدامة.

والتجارب المعتمدة لهذا النوع من القطارات بدأت في عام 2018 بألمانيا، واستمرت حتى عام 2020، ليبدأ التشغيل التجاري بشكل محدود لنقل الركاب في عام 2022.

وأعرب الأمير عبد العزيز بن سلمان عن سعادة المملكة "باستضافة النسخة الثانية من أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تعكس استضافته التزام المملكة الراسخ بالعمل المشترك لبحث جميع الحلول التي تُعين على مواجهة التحديات المناخية التي نشهدها اليوم"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأوضح أن أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيتناول موضوعات تسريع العمل المناخي، والمناهج الشاملة للتعامل مع تغير المناخ، بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي يشجع على توظيف التقنيات المتاحة، واستخدام أشكال الطاقة المختلفة، ويدعم انتهاز جميع الفرص التي تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، بما يُعين على تحقيق الأهداف المناخية.

إمكانات احتجاز الكربون وتخزينه

وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة تحظى بإمكانات تسمح لها باحتجاز الكربون وتخزينه، ولا يوجد أكثر أهمية للمملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج والعراق من الاستثمارات الكافية لضمان عمل هذه التقنيات من خلال المحفزات والممكنات، مبيناً أن نجاح ذلك سيعود بالنفع على الجميع ويتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وقال خلال المشاركة في جلسة حوارية بعنوان "تعزيز المشاركة الشاملة والاقتصاد الدائري لتحقيق تحولات طاقة عادلة ومنصفة": "يمكننا أن نكون المصدِّر للهيدروجين النظيف، والمنتج والمصدِّر للكهرباء النظيفة أيضاً"، موضحاً أن المملكة تبنت نهجاً شاملًا يتضمن جميع إمكاناتها، لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، وخطوطاً وأنابيب لتوزيعه، ونقل الكهرباء.

وشارك في الجلسة الحوارية وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني، ووزير التغير المناخي الباكستاني أحمد إسلام، وفقاً لما أوردت "واس".

وأكد المشاركون خلال الجلسة أن التمويل المشترك يجب أن يكون هو الأساس الذي ينطلق منه العالم، مؤكدين على أهمية توظيف التقنيات وكذلك استخدام الهيدروجين الأخضر والأدوات الكفيلة بالوصول إلى الأهداف المستقبلية العالمية، منوهين بضرورة عمل الدول المتقدمة على المشاريع التي من شأنها تخفيف الأعباء الناتجة عن الانبعاثات الكربونية.

وأشار المشاركون إلى أهمية تعاون الدول فيما بينها بالمشاريع التي تخص الطاقة النظيفة التي تُعد تقنية جديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الحرارية والحد من بصمة الكربون في كثير من العمليات فيها، متمنين أن تسهم قمم التغير المناخي في إطلاق مشاريع خفض الانبعاثات الكربونية، والعمل على كثير من الخيارات التي من شأنها أن تسهم في التقليل من هذه الانبعاثات.

مخرجات ومبادئ

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته، أهمية عقد "أسبوع المناخ"، موضحاً أن المخرجات التي تنتج عنه "تحمل الكثير من المبادئ التشاركية والتعاونية، المتعلقة بمبادئ المناخ، وتقاسم المسؤوليات، وكذلك التواؤم مع الظروف المناخية".

وأضاف أن "أسبوع المناخ" يسلط الضوء على العناصر الأساسية المتعلقة بالتغير المناخي، وتطوير خطط العمل، كما يؤكّد أهمية توحيد الجهود المشتركة ليكون الجميع جزءاً من الحلول وبناء القدرات.

وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات سهيل المزروعي، تناول التحديات والصعوبات المناخية التي يواجهها العالم أجمع، مشدداً على أهمية وجوهرية الطاقة في حياة الناس، وفي مواجهة هذه التحديات.

وقال: "لا يمكننا أن نوقف نظام الطاقة الذي نتعامل معه اليوم، قبل أن نبني نظاماً جديداً للمستقبل، وقبل أن تكون لدينا طاقة مستدامة".

وقال الرئيس المعين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28"، سلطان الجابر، خلال المؤتمر إنه "لا يمكن الاستغناء عن نظام الطاقة الحالي دون بناء نظام طاقة جديد. قمة المناخ 28 ستكون أول قمة تضيف الصحة إلى أجندة المناخ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية".

وأضاف: "لنرى تخفيضات كبرى في الانبعاثات يجب أن نعمل مع الصناعات الثقيلة مثل الحديد والإسمنت، وعلينا أن نجد طرقاً لخفض تكاليف التقاط واحتجاز الكربون، وتشريعات أفضل للهيدروجين".

مفترق طرق

وقال الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سايمون ستيل: "تقف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عند مفترق طرق، فهي لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه، أيضاً، التحدي المتمثل في تحويل اقتصاداتها، لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجةٍ ونصف درجة مئوية".

وأضاف أن "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يوفّر منصة لتسليط الضوء على الحلول والابتكارات الإقليمية، الأمر الذي يمهد الطريق لتعزيز التعاون بين الدول والقطاعات والتخصصات".

يشار إلى أن السعودية اتخذت خطوات جريئة على طريق استخدام الهيدروجين، إذ بدأت استخدامه في مدينة نيوم، وكانت من أكثر الدول التي اتخذت خطوات فعالة وواضحة في هذا النطاق.

كما توجهت دول عربية عدّة، على غرار مصر والإمارات نحو الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة، ولخفض استهلاكها من الوقود الأحفوري والاعتماد على مصادر طاقة صديقة للبيئة.

تصنيفات

قصص قد تهمك